أحسب أن الاهتمام بمواجهة ومطاردة الفساد في المحليات يجب أن يكون من أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة المهندس محلب والذي يمتد بطول البلاد وعرضها من أسوان إلي الإسكندرية.. خاصة أنني أراه يتوغل ويزداد وينتشر رغم قيام ثورتي 25 يناير و30 يونية بسبب هذا المرض السرطاني الذي استعصي علي العلاج علي مدي عقود.. وقد كانت لي تجربة مريرة مع الفساد بحي بولاق الدكرور وصلت إلي جهاز بحوث البناء والأجهزة الرقابية، انتهت للأسف باعترافي وآخرين بالهزيمة رغم حصولنا علي حكم ابتدائي بالتعويض علي محافظ الجيزة ورئيس الحي ب 150 ألف جنية، والجار الذي تسبب في ميل العقار خاصتنا وعرَّض 20 أسرة للخطر ب100 ألف جنيه، وإلزامه بالترميم بعد أن طال في البنيان ل11 دورًا تحت عين وبصر وطرمخة من المحافظ والحي.. وبعد أن غلب حماري كما يقال ومع ازدياد الخطر أجبرت علي ترك السكن والانتقال لسكن جديد وتحملت في سبيل ذلك مالا أطيق من الناحية المادية والمعنوية.. ولا أخفيكم أن تذكر ما عانيته و19 أسرة يصيبني بالألم والحسرة ويذكرني بالهزيمة والضعف أمام غول الفساد المنتشر في المحليات بطول البلاد وعرضها وللأسف استعصي علي المواجهة.. لكن ما جعلني أعاود الكتابة في هذا الموضوع هو رسالة من الأهالي والمصطافين بمنطقة العجمي 'البيطاش' وملاك الشقق المصيفية والفيلات بشاطئ الفردوس بيانكي يستغيثون فيها من حركة البناء لعمارات شاهقة الارتفاع بالمخالفة وللأسف يتم ذلك علي مرأي ومسمع من حي العجمي.. لكن الأخطر أيضًا هو تعدي المقاولين علي خط التنظيم واستيلاؤهم علي أكثر من متر ونصف من الشارع بعد إزالة أعمدة الإنارة وإغلاق الشوارع.. لكن وحتي نكون منصفين لم يقصر الحي في القيام بعدة حملات لإيقاف البناء العشوائي استجابة لبعض الشكاوي لكن للأسف وهمية، حيث يسبق الحملة أحد العاملين في الحي لإبلاغ أصحاب هذه العمارات بوجود حملة إزالة في الطريق وضرورة سحب معدات البناء فورا، وبالفعل تختفي المعدات ثم سرعان ما تعود بعدها لاستكمال الأعمال المخالفة طوال النهار والليل، ولكم أن تتصوروا أن بناء الدور الواحد لا يستغرق أكثر من أربعة أيام والعماره شهر وعلينا بعد ذلك انتظار الكوارث، الأغرب ما أشارت إليه الرسالة هو تعمد المخالفين إقامة سرادقات وهمية للعزاء يسدون بها الشوارع التي تحوي العمارات المخالفة كي يحولوا دون وصول رئيس الحي لها بعد علمهم بوجوده!! إذن ما هو الحل وكيفية المواجهة؟! للأسف لا أملك الإجابة علي هذا السؤال.. وأضعف الإيمان هو مناشدة محافظ الإسكندرية التدخل رغم تأكدي من عدم قدرته علي مواجهة هذه المافيا. لكن أمنيتي أن يتفرغ المهندس إبراهيم محلب ويجلس في مكتبه لبضع ساعات لوضع خطة لمحاصرة غول الفساد في المحليات والوسيلة الناجعة للقضاء عليه وقتله.