خلال ثورتنا الممتدة من 25 يناير إلي الثلاثين من يونيو حلم الشعب وتطلع كثيرا إلي الحاضر والمستقبل حاملا معه لأمانيه ومدركا لقيمة الوطن ومضحيا بكل ما يملك لحمايته والحفاظ علي مقدراته وكنوز حضاراته الضاربة في القدم, وحارسا لحدوده وساهرا علي أمنه وحاميا له من الأعداء المتربصين به, وصابرا أيضا علي الذين خانوه وكانوا يوما من أبنائه, وآملا في تطبيق القانون والعدل علي كل الذين خانوا الأمانة وباعوا ضمائرهم وتعدوا علي الوطن وأبنائه وأساءوا إدارة شئون الوطن وقصروا في حقوق الكثير من أبنائه، وصابرين علي ألم العوز والفقر والاحتياج لسنوات طويلة وفي نفس الوقت يشدوهم الأمل نحو غد أفضل إيمانا منهم بأنه سيأتي اليوم الذي سيخرج مخلصا من بينهم يعلي من شأنهم وشأن الوطن عندما يبرز لهم ما للوطن ومقدراته من وفرة وقيمة قلما وجدت في بلد آخر، شريطة أن يعمل علي حسن استغلالها وتوظيفها لأجل هذا الشعب، وكان الرئيس السيسي هو هذا القائد الملهم الذي اختصه الله ليجعله حاميا لهذا الشعب ومحققا لكل آماله وهو ما بدا في أول عهده بالحكم عندما أطلق من أغلي منطقة مصرية غالية علي قلوبنا وهي منطقة القناة مشروعه الكبير لمحور قناة السويس وعندها شعر المصريون فجأة بقيمة ما يملكوه من ثروات والسعي نحو تحقيق المشاريع العملاقة التي تعبر عن طموحاتهم وتطلعاتهم نحو الحاضر والمستقبل وهو ما قام به الرئيس السيسي باختيار منطقة القناة لينطق بمشاريعه العملاقة منها ويجدد لمصر وشعبها أمجاد الماضي لحظة أن شق أجدادنا القناة التي غيرت في حينها مجري الملاحة والتاريخ في العالم، ولتصبح مصر الآن من خلال شق أبنائها لقناتهم الجديدة حديث العالم، وليبدأ الرئيس السيسي بحنكته ووعيه وخبراته وثقافته العالية من تلك المنطقة ليذكر المصريين بتاريخهم وتاريخ أبطال أبنائهم من القوات المسلحة الذين خاضوا الحروب الكثيرة عبر سنوات من التضحية والعرق والكفاح، وضحوا بأرواحهم الذكية ودمائهم الطاهرة ليحافظوا علي تلك الأرض الغالية علي قلوبنا، وأعاد عليهم ذكريات الأغاني الوطنية الغالية التي عبرت عن زمن المجد والبطولات والزعامات المصرية الوطنية المخلصة من خلال شق تلك القناة لتصبح مصر الآن محط أنظار العالم لإعادة أبنائها لزمن إنجازات أجدادهم القدماء، وشتان ما بين مشاعر حفر القناة الأولي والثانية، فالأولي كانت مليئة بالقسوة وحفرت في زمن السخرة والاستعباد، أما الثانية فيتم حفرها بإرادة مصرية خالصة لشعور المصريين بتملكهم لها لأنها ستحفظ لهم حقوقهم فذهبوا لشقها طوعا وحبا وعليها رفرفت أحلام المصريين وعزمت علي خطي المستقبل. إن الإنجازات الحضارية الكبيرة التي تختص بإعمار الكون دائما ما تبدأ بالأحلام وإذا ما توافرت الإرادة القوية عند أهل الحكمة وأولي العزم من الرجال فإن تلك الإنجازات يمكن أن تتحقق وبخاصة عندما يعمل هؤلاء علي السير وفق أحلام الناس وتطلعهم تجاه تحقيق الخير، وما نلحظه الآن عند شعب مصر هو إحساسه بأن الإرادة السياسية الحالية تسير نحو تحقيق إرادته لتصميمها علي الإصلاح وتحقيق الخير لأبنائه، ولهذا نشاهد من حولنا الآن حالة من الحب والاطمئنان عمت ربوع مصر بعد رجوع الثقة إلي الشعب بعد أن جاع اليوم الذي يري فيه آماله تتحقق و يري حلمه الجميل تجاه بلده وبسواعده ومقدراته فقط يولد, ولينطلق مشروعه الحضاري العالمي من منطقة القناة وهي المنطقة التي كانت ومنذ القدم نقطة انطلاق مصر إلي المستقبل من خلال تاريخها البطولي وأحداثها الملحمية الممتدة، فهنيئا لنا اليوم ونحن نري الخير من حولنا يتحقق، ونشاهد خلاله عودة مصر بسواعد أبنائها يحفرون قناتهم الجديدة وينشدون علي ضفافها أعزب الألحان ويعيدون الأغاني الوطنية ويعزفون علي آلة السمسمية لحن الحاضر الواعد والمستقبل, وليردون بانجازاتهم العملاقة علي كل حاقد وخائن ومشكك من أعداء الداخل والخارج ويعلنون بإرادتهم وسواعدهم قبول التحدي، ومن أمثلة ذالك تلك البداية القوية والمبشرة لهذا العهد الجديد الذي نحياه مع أنشودة محور القناة ونحن نخط بسواعدنا مع رئيسنا خطي المستقبل مما استوجب علينا بعد أن دقت ساعة العمل وهبت نسائم الخير أن نغني بصوت عال كما غني عبد الحليم حافظ لنسترجع معا ونحيي واقع أغانيه الوطنية الخالدة التي عشناها من قبل ومنها' المركبة عدت واهي ماشية والكل شايفها بتتعاجب ، لأن النجمة قالت للقمر، والفجر لاح، ولف البلاد يا صبية بلد بلد لأن عاش اللي قال للرجال عدوا القنال لنغني دائما ونقول بالأحضان يا سينا، ولا ننسي بعد نعمة السداد والنصر أن نقول الله أكبر باسم الله، أو يا بيوت السويس، وفيما يقوم به رجالنا الآن بشق القناة ' ابنك بيقولك يا بطل ' علشان يأتي اليوم القريب لحظة افتتاح القناة الثانية للملاحة وتحقيق أحلامنا لنغني من جديد صباح الخير يا سينا وعندك بحرية يا ريس ولتصبح مصر بسواعد رئيسها وجيشها وشعبها أم الدنيا وهتبقي قد الدنيا.