كشفت برقيات دبلوماسية امريكية سربها موقع "ويكيليكس" الالكتروني ان الحكومة الليبية هددت بريطانياالعام الماضي بعواقب قصوي في حال توفي الليبي عبدالباسط المقرحي الذي كان يقضي عقوبة السجن باسكتلندا بعد ادانته في حادث لوكربي. ونشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقتطفات من برقية مؤرخة يناير/كانون الثاني عام 2009 صادرة عن السفير الامريكي في طرابلس "ان مسئولين ليبيين حذروا نظراءهم البريطانيين بأن العواقب علي العلاقات الثنائية ستكون قصوي إن توفي المقرحي في سجن اسكتلندي". واوضحت البرقية ان التهديدات الليبية شملت وقف كل النشاطات التجارية البريطانية في ليبيا وتنظيم تظاهرات ضد البعثات الدبلوماسية البريطانية فضلا عن تهديدات مبطنة للرعايا البريطانيين في هذا البلد". وتقول بعض التقارير الدبلوماسية الامريكية إن الزعيم الليبي معمر القذافي لوح بتهديدات بتعليق كافة الاتفاقيات التجارية مع بريطانيا إذا ظل المقرحي في السجن". وتبين تلك التقارير أن السلطات البريطانية خشيت علي مصالحها الاقتصادية في ليبيا في حال مات المقرحي في سجنه باسكتلندا. وكشفت برقية دبلوماسية أمريكية أخري أن وزير العدل البريطاني انذاك جاك سترو قال لدبلوماسيين أمريكيين قبيل اطلاق سراح المقرحي انه "قد يبقي خمس سنوات علي قيد الحياة". وبحسب برقيات أخري، فان السفير البريطاني في طرابلس أعرب عن ارتياحه حين تبلغ بالافراج الوشيك عن المقرحي. وقال السفير فينسنت فين انه كان يمكن "لليبيين" ان يشلونا تماما مثلما فعلوا مع السويسريين، في إشارة إلي رد الفعل الليبي العنيف اثر اعتقال نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في سويسرا. وافرجت الحكومة الاسكتلندية في اغسطس/اب 2009 عن المقرحي المصاب بسرطان البروستات بعدما قال اطباؤه ان المرض في مراحل متقدمة ولم يبق امامه سوي ثلاثة اشهر للعيش. لكن المقرحي الذي امضي ثماني سنوات في السجن لا يزال علي قيد الحياة ما يثير جدلا في بريطانيا والولايات المتحدة التي جاء منها معظم ضحايا الاعتداء. وتتكتم ليبيا علي الوضع الصحي للمقرحي الذي كان آخر ظهور علني له في سبتمبر/ايلول 2009. ونشر التقرير الطبي الوحيد عنه في ديسمبر/كانون الاول 2009.