فجّرت جماهير غفيرة، الليلة، نار غضبها ضد قوات الاحتلال بمحيط حاجز قلنديا العسكري 'المعبر' شمال القدسالمحتلة عقب استشهاد الشاب محمد الأعرج، 20 عاماً، من مخيم قلنديا، وانتفض مئات الشبان من المخيم قلنديا ضد جنود الاحتلال علي الحاجز الذي تم اغلاقه مسبقاً بالمكعبات الاسمنتية الضخمة عشية ليلة السابع والعشرين من روضان 'ليلة القدر' وصلاة الجمعة الأخيرة بالمسجد الاقصي. وقال مراسلنا بأن المشاركة الواسعة في مواجهات الليلة غير مسبوقة وتعدّ بالمئات من الشبان والفتيان الغاضبين علي الاحتلال الذي يرتكب مجازر دموية متتالية بحق شعبنا في قطاع غزة. ولفت مراسلنا الي استشهاد الشاب الأعرج برصاص مباشر من قوات الاحتلال، فضلاً عن إصابة أكثر من 150 شاباً وفتيً بالرصاص والأعيرة المطاطية، بالإضافة الي إصابة العشرات بالاختناق من القنابل الغازية السامة المسيلة للدموع، كما اصيب المصور الصحفي لقناة فلسطين نادر بيبرس، وعدد من المُسعفين. وأشارت مصادر طبية محلية الي إصابة أكثر من شاب بإصابات حرجة تم نقل أصحابها الي مجمع رام الله الطبي لتلقي العلاج، في حين تم نفي نبأ استشهاد شاب آخر في أحداث قلنديا، في حين تم تشكيل مستشفي ميداني في قلنديا نظراً لعدد الاصابات الكبيرة بين الشبان. وكانت قوات الاحتلال أغلقت معبر قلنديا المؤدي الي مركز مدينة القدسالمحتلة، أمام حركة السيارات والمركبات، وذلك قبل ساعات من انطلاق 'مسيرة ال48 ألف' التي دعت إليها مجموعة من الشباب الفلسطيني والقوي الشعبية والسياسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مساء اليوم من أجل العبور إلي القدس. ويشهد معبر قلنديا حاليا مواجهات عنيفة جداً، تمكن خلالها الشبان من إجبار قوات الاحتلال الي الهروب والتراجع عن مكان تمركزهم في المعبر. وتهدف مسيرة ال48، التي حثت حركة فتح المواطنين المشاركة فيها، إلي التنديد بالاحتلال وبالمذابح والمجازر التي ترتكب بحق أهل غزة، فضلا عن إرسال رسالة تضامن من أهل الضفة الغربية إلي أهل قطاع غزة. وقد انطلقت المسيرة من مخيم الأمعري في مدينة رام الله، بمشاركة نحو عشرة آلاف شاب وشابة، ووصلت لمخيم قلنديا حيث أقيمت هناك صلاة الغائب علي أرواح الشهداء، قبل أن تتوجه الي المعبر عبر مواجهات عنيفة في مسعيً من المشاركين فيها للدخول إلي القدسالمحتلة.