ما قول السادة الفقهاء أئمة الدين في صلاة التراويح، هل هي عشرون ركعة سنة أم ثماني ركعات سنة؟ وإذا كانت السنة ثماني ركعات، فلماذا تصلي عشرين ركعة في المسجد النبوي الشريف كما سمعنا، وعامة الناس يستدلون بذلك علي أن السُّنَّة عشرون ركعة؟ الجواب: صلاة التراويح سنة سنها رسول الله، وقد دلت الأدلة علي أنه ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره علي إحدي عشرة ركعة، وقد سأل أبو سلمة عائشة -رضي الله عنها- كيف كانت صلاة رسول الله في رمضان؟ قالت: 'ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره علي إحدي عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا'. قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: 'يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي' 'متفق عليه'. وقد ثبت أنه كان يصلي في بعض الليالي ثلاث عشرة ركعة، فوجب أن يحمل كلام عائشة -رضي الله عنها- في قولها 'ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره علي إحدي عشرة ركعة' علي الأغلب، جمعًا بين الأحاديث. ولا حرج في الزيادة علي ذلك، لأن النبي لم يحدد في صلاة الليل شيئًا، بل لما سئل عن صلاة الليل قال: 'مثني مثني، فإذا خشي أحدكم الصبح صلي ركعة واحدة توتر له ما قد صلي' 'متفق عليه'. ولم يحدد إحدي عشرة ركعة ولا غيرها، فدل علي التوسعة في صلاة الليل في رمضان وغيره.