بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عهده الرئاسي لمصر بإجرائه زيارة عمل قصيرة إلي الجزائر بدعوة من الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، من أجل ارتقاء علاقات الأخوة والتعاون لأقصي مدي بين البلدين وبحث القضايا الدولية والإقليمية المشتركة، وبخاصة القائمة في العالم العربي والإفريقي ومن أهمها بحث قضايا الإرهاب والأفكار الإسلامية المتشددة للمنطقة، ومدي استغلال الحضور القوي الذي يتمتع به جيشي البلدين للاستفادة منهما في التصدي للإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار بالمنطقة، إضافة إلي لقائه الخاطف والمعبر للملك عبد الله في مطار القاهرة ومدي الدعم القوي التي عبرت عنه زيارة الملك عبد الله إلي مصر وتأكيده رغم مرضه علي قوة هذا الدعم. وليبدأ بعدهما الرئيس السيسي، إلي عهده لرئاسة مصر بتسجيل نقاط مضيئة لها في سماء القارة الإفريقية وقمتها الثالثة والعشرون المنعقدة بملايو عاصمة غينيا الاستوائية وذلك عندما لاقي الحفاوة والترحيب من كل الرؤساء والزعماء الحاضرين للقمة الذين أكدوا علي فرحتهم وفخرهم بعودة مصر مرة أخري إلي الاتحاد الأفريقي لتأتي بعدها الكلمة القوية والمختارة بدقة لكل معانيها ومضامينها التي بدأها الرئيس السيسي بتوجيه الشكر إلي الاتحاد الأفريقي والمفوضية الأفريقية، وكذلك الشكر والامتنان إلي الرئيس الغيني أوبيانج أنجينا الذي تستضيف بلاده القمة الأفريقية، وترحيبه خلال كلمته بشكل خاص بالرئيس المصري، وكذلك بعد أن تم وضوح الرؤيا في مصر وتطبيع الوضع بها وإقراره بإجراء الانتخابات بشكل عادل وديمقراطي نزيه واحترامه للسلطات المصرية التي أوفت بعهودها خلال خطة الطريق بعد ثورة يونيو. ومن ثم وجه الرئيس السيسي الشكر إلي دولة غينيا الاستوائية شعبا وحكومة علي حسن تنظيمهم للقمة وحفاوة استقبالهم لسيادته بمجرد وصوله إلي الأراضي الغينية، وكذلك توجيهه الشكر لرئيسة اتحاد مفوضية الاتحاد الأفريقي علي التنظيم القوي والمشرف لتلك القمة، ولم يفته أيضا أن يقدم شكره وشكر شعب مصر إلي الرئيس الموريتاني محمد علي ولد عبد العزيز، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، لجهوده القوية والبناءة للحفاظ علي تماسك وتلاحم دول الاتحاد الأفريقي ودوره القوي وجهوده التي لا تنكر من أجل إعادة مصر إلي رفاقها ومكانتها الأفريقية. وقد احتوت كلمة الرئيس علي مضامين قوية وبناءة تجاه دول الاتحاد الأفريقي بعد أن أثبت للحاضرين بأن ما حدث بمصر بالثلاثين من يونيو ثورة وليس انقلاب ووقوف الجيش خلالها مع الشعب استجابا لإرادته. كما نوه عن احترام السلطات المصرية لخطة المستقبل والتعهدات التي ألزمت بها نفسها غير عابئة بالضغوط الدولية حتي تمكنت من إقرار دستورها المشرف وإجراء انتخاباتها الرئاسية بشكل ديمقراطي محايد حضره الكثير من المراقبين الدوليين وعلي رأسهم بعثة الاتحاد الأفريقي التي أشادت بنزاهة تلك الانتخابات واعتراف الزعماء الأفارقة بخارطة الطريق وثورة الثلاثين من يوليو ومنها عادت مصر لأحضان قارتها السمراء. وأشاد الرئيس السيسي، في كلمته أيضا بدور مصر التاريخي في إنشاء الاتحاد الأفريقي ودور الرئيس جمال عبد الناصر مع الكثير من الزعماء الأفارقة ضد الاستعمار وإحداث حركات التحرر لكل البلدان الأفريقية وغيرها من دول العالم كما أكد علي أهمية وجود مصر داخل نطاقها الأفريقي الذي لا حيادة عنه وأهمية إحداث التنمية وتفعيلها الآن بين دول الاتحاد في كافة المجالات مع الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية التي تتمتع بها القارة بإحداث تبادل الخبرات والموارد بين دولها وتشجيع الصناعة والاستثمار وكذلك الاهتمام بالمجالات الزراعية لتوافر الإمكانات الكبيرة لها من أجل إحداث النهضة الاقتصادية المطلوبة وإحداث الاكتفاء الذاتي بين تلك الدول لزيادة الصادرات وتحقيق الخير والرفاهية لشعوب القارة التي مازالت تعاني من الفقر والأمراض وغيرها من مجالات التقدم ولن يتأتي ذلك إلا من خلال تفعيل الديمقراطية وانتشارها في كل دول الاتحاد الأفريقي وكذلك الاهتمام المشترك للتصدي للإرهاب. كما نوه الرئيس السيسي في كلمته أيضا إلي إمكانية إنشاء وكالة اقتصادية تكاملية كبيرة يمكن من خلالها إقامة المشروعات التنموية العملاقة بين دول القارة علي غرار إنشاء مصر وإقرارها سابقا لإقامة الصندوق الأفريقي للتنمية يذكر أن الرئيس السيسي قد التقي علي هامش القمة الأفريقية مع الكثير من الرؤساء الأفارقة كما كانت تلك القمة فرصة سانحة من أجل أن يلتقي الرئيس في بداية رئاسته لمصر بكل هؤلاء الرؤساء ليسجل بينهم اسم رئيس مصر الجديد ويسجل نقاط مضيئة لعودة مصر إلي دورها العربي والأفريقي ومن بعده العالمي بإذن الله.