استعرَضَ مؤلف كتاب 'القدس في مفاوضات السلام.. ثلاثون عاماً من التجاذبات 1979 - 2009' د.عبد الحميد مسلم المجالي، مضامين كتابه التي تمثل تحقيقاً وتحليلاً لمواقف وسلوك الطرفين: العربي و'الإسرائيلي' بشأن القدس في حالات ومراحل التفاوض التي تمت خلال الفترة 1979 - 2009. وقال المؤلف في المحاضرة التي ألقاها أول من أمس في المكتبة الوطنية بالأردن ضمن برنامج 'كتاب الأسبوع' الذي تنظمه دائرة المكتبة الوطنية، وأدارها د.جورج طريف، إن الكتاب يرصد مراحل التفاوض التي تمت منذ اتفاقات كامب ديفيد الأولي في العام 1979، وما تلاها من إبرام معاهدات سلام بين الأردن من جهة و'إسرائيل' من جهة أخري ثم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في أعقاب ما عرف باتفاقات أوسلو 1993م مرورا بمفاوضات كامب ديفيد الثانية العام 2000م وما تلاها من اتصالات ومفاوضات حتي نهاية العام 2009. وأشار المجالي إلي أنَّ قضية القدس تعد من أكثر القضايا حساسية وأشدها تعقيداً في تاريخ الصراع العربي 'الإسرائيلي'، نظراً للأهمية التاريخية والدينية والسياسية 'الإسلامية والمسيحية واليهودية' عبر مختلف العصور والأزمان في المدينة المقدسة، الأمر الذي خلق مطالب ومواقف لأطراف الصراع ارتبطت في الأساس بالوجدان الديني والتاريخي والحقوقي، ما جعل من قضية القدس خطاً أحمر لأي طرف لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه أو حتي محاولة إقناع شعبه بضرورة تقديم تنازلات أيا كانت في إطار التسوية لقضايا الصراع العربي 'الإسرائيلي' بصفة عامة. وتنقسم الدراسة إلي خمسة فصول، الفصل الأول فيها تمهيدي نظري يتناول النظرية العامة للتفاوض الدولي بما في ذلك تعريف التفاوض والتمييز بينه وبين المساومة، كما يتضمن العلاقة بين أطراف التفاوض وتوازن القوي بينها والتأثير الداخلي والخارجي علي صنع القرار فيها وأشكال التدخل الخارجي إضافة إلي أنماط التفاوض وعملية التفاوض نفسها. أما الفصل الثاني فيتناول الإطار التاريخي والقانوني للتفاوض بشأن القدس، ويتضمن مكانة القدس في الأديان السماوية الثلاثة وتطور السيادة علي القدس ونشأة قضية القدس ثم الأسانيد القانونية للسيادة العربية وإجراءات الضم والاستيطان 'الإسرائيلي' في المدنية المقدسة ثم موقع القدس في الاتفاقيات الثنائية العربية و'الإسرائيلية'. في حين يتناول الفصل الثالث بيئة التفاوض بشأن القدس بما فيها المتغيرات الداخلية و'الإسرائيلية' وعملية صنع القرار لدي كل طرف، والبيئة الخارجية للتفاوض التي تتناول الأبعاد الدولية والإقليمية والإسلامية ومواقف الدول المعنية بشأن القدس. أما الفصل الرابع فيتضمن تطور المفاوضات الفلسطينية 'الإسرائيلية' بشأن القدس بدءاً بمؤتمر مدريد واتفاقات أوسلو وصولاً إلي ما عرف بمفاوضات الوضع النهائي ومنها المفاوضات التي جرت في كامب ديفيد في شهر تموز العام 2000م وما تلاها من اتصالات وأسباب تعثر هذه المفاوضات. الفصل الخامس هو آخر فصول الدراسة، ويتحدث عن مرحلة جمود المفاوضات، وتختتم هذه الدراسة بالحديث عن إمكانية تحديد ملامح لاستراتيجية تفاوضية فلسطينية عربية إسلامية لحماية حقوق الأمة في القدس، وما احتمالات التسوية ومن ثم ما المطلوب عربياً وإسلاميا لدعم المفاوض الفلسطيني بشأن المدينة المقدسة. وخلص المجالي إلي أن ملامح الاستراتيجية التفاوضية لضمان الحقوق العربية الإسلامية في القدس تكتمل وتتقوي بما يتعين به علي المستوي الإسلامي من حيث تفعيل العمل الإسلامي المشترك بالتنسيق مع الجانب العربي لدعم القضية الفلسطينية، وخاصة بشأن المدينة المقدسة وقطع أو التهديد بقطع علاقات الدول الإسلامية مع إسرائيل إذا لم تغير موقفها من القدس الشريف وخاصة سياسة فرض الأمر الواقع والاستيطان. بدوره، رأي طريف أنَّ الكتاب دراسة ترصد وتحلل مواقف وسلوك الطرفين العربي و'الإسرائيلي' بشأن القدس في مراحل التفاوض منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد العام 1979م، والاتفاقيات التي تلتها بين الجانبين، وصولاً إلي مفاوضات كامب ديفيد العام 2000م، وما تلاها من اتصالات حتي العام 2009.