الزواج من أهم العادات الاجتماعية التي قد تختلف وتتبدل من عصر إلي عصر، لكنها تحمل في طياتها الكثير من المدلولات عن طقوس وحضارات الشعوب، التي تقدر عملية الزواج وترفع شأنه كرابط مقدس يجب التعامل معه بأقصي درجات الجدية والاحترام، وتحتل الهند أرض الحضارات والأجناس والأديان المتعددة نصيب الأسد من أغرب العادات والطقوس المصاحبة للزواج، حيث يقام مهرجان لضرب الأزواج تمهيدا لارتباط الشباب الجديد، وفي هذا اليوم تحمل الفتيات الراغبات في الزواج ما تيسر لهن من عصيّ، ويذهبن إلي المكان الذي ينعقد فيه المهرجان، وتنتقي الرجل الذي تري أنه قد يصلح زوجا لها وتنهال عليه ضربا بالعصي علي الرأس والظهر، فإذا اشتكي أو تذمر فهو رجل جبان أو ضعيف غير صالح للزواج، والأكثر تحملا للضرب هو العريس الذي يستحق هذا الارتباط. وفي قبيلة تودا' في جنوبالهند'، لازالت العروسة حتي اليوم تزحف علي يديها وركبتيها حتي تصل لعريسها، فيقوم الأخير بوضع قدمه علي رأسها كدليل علي قبوله للزواج منها. وفي الهندالصينية لا تعترف القرية بزواج المرأة إلا إذا أنجبت عشرة من الأولاد علي الأقل، في جزيرة جاوة الغربية أن يقدم كل زوجين 25 ذنب فأر لإستصدار رخصة الزواج كما يطلب إلي الأشخاص الذين يطلبون تحقيق الشخصية أن يقدموا 5 أذناب. حاكم جاوة فرض هذه الرسوم الغريبة في سبيل القضاء علي الفئران التي أصبحت خطراً يهدد محصول الأرز. وفي قبائل الهند نجد أنه لا زال ارتداء خاتم الزواج في إصابع القدمين، والذي يسمي 'بيشيا' وهو مصنوع من الفضة وترتدي منه المرأة واحد في كل قدم، وأحيانا ترتدي في الأصابع العشرة كاملة. وإذا انتقالنا إلي إفريقيا نجد أن أهالي 'جزيرة موباسا' بإفريقيا لازالوا يطبقون القانون القديم الذي ينصّ علي أنه إذا طلب رجلان فتاة واحدة للزواج، فيجب أن يتقاتلا حتي الموت، لينال الأكثر قوة منهما شرف زواجها! وفي جنوب أفريقيا تقوم الفتاة بعمل امتحان قاسٍ وصعب لمن يريد الزواج منها، حيث تصحبه في رحلة إلي الغابة، فتشعل النار وتكوي بها ظهره! فإذا تأوه من الألم ترفضه وتفضحه بين الفتيات، وإذا لم يتأوه قبلته للزواج، وعاد بها إلي القرية وهو يحملها علي كتفيه أما في قبيلة جوبيس الأفريقية تُجبر العروس علي ثقب لسانها ليلة الزفاف، حتي لا تكون ثرثارة ويمل منها زوجها. في قبيلة داني التي تعيش في غينيا الجديدة، يعبر أي شخص عن حبه لشخص آخر عن طريق قطع إصبعه وتقديمه له، وعندما يتوفي شخص كالزوج مثلاً يكون علي الزوجة تقطيع أصابع يديها ودفنها مع زوجها تعبيراً عن حبها ووفائها له، أفراد قبيلة داني لا يقومون بهذا التقليد للتعبير عن الحب لأفراد القبيلة فقط، بل يمكن أن يحدث ذلك مع أشخاص من خارج القبيلة، خاصة مع أفراد قبيلة باجنيز الذين تربطهم بقبيلة داني روابط عاطفية وعلاقات قوية جداً. وفي جزيرة تاهيتي تقوم الفتاة بوضع ما يسمي 'زهرة عيد الربيع' خلف أذنها اليسري إذا كانت، فإذا وضعتها خلف الأذن اليمني فإنها تبحث عن زوج وليس صديق مؤقت. وفي إندونيسيا، لا تسير العروس علي قدميها أبدا ليله الزفاف، ويقوم والدها بحملها علي كتفيه حتي بيت الزوجية، مهما بعدت المسافة! ومن طقوس الاحتفال بزفاف الفتيات في بورما أن يأتي رجل عجوز ويطرح العروس أرضًا، ويقوم بثقب أذنيها فإذا تألمت وتوجعت وصرخت لا تقدّم لها المساعدة حتي تنزف أذنيها دمًا.. يتم كل هذا علي إيقاع الفرقة الموسيقية التي تنهمك في العزف كلما توجعت الفتاة أكثر. ونجد في كوريا أصدقاء العريس يجتمعوا ويجبرونه علي خلع جواربه ويربطون قدميه بالحبل ثم يضربونه بسمك الكوربينا المجفف الأصفر، معتقدين أن ذلك سيمنحه القوة. كذلك يعتقد الكوريون أن العريس إذا ابتسم كثيراً وبشكل ملحوظ خلال الحفل فهذا يعني أن بكره سيكون بنتاً. أما اليابانيون يقيمون حفلا للعروسين يسمي 'ساكزوكي غوتو' ويسمي كذلك 'ثلاثة، ثلاثة، تسع مرات' ويشرب فيه الزوجان من ثلاثة أكواب مختلفة، يكون أحدها مراً أو سيء المذاق. والهدف أن يتشارك الاثنان 'الحلوة والمرة'. واعتمد اليابانيون الرقم 3 لأنه مقدس في البوذية. وهناك عدة طقوس متعلقة بالزواج في سكتلندا، حيث يجتمع الأقارب والأصدقاء في حفل يسمي'غسل القدمين' وفيه تغسل أقدام العروس ثم يملأ حوض كبير بالماء ويوضع فيه خاتم الزاوج، ومن يعثر عليه أولا سيكون العريس أو العروس التالية. كذلك هناك طقس آخر يقوم فيه العريس بحمل سلة مليئة بالحجار الثقيلة ويمشي فيها ولا يضعها حتي تأتي العروس وتمنحه قبلة. كما أن لدي الاسكتلنديين عادة جميلة فأول شخص غريب تقع عليه عين العروس أثناء ذهابها للزفاف عليها أن تمنحه قطعة معدنية وأن تدعوه لحضور الحفل. وهناك عادة أخري يقوم فيها أهل العريس بصناعة مزيج برائحة سيئة ورميه علي العروس قبل أن تستحم مستعدة للزفاف، يسمي هذا الطقس 'تسويد العروس' أحيانا يهرس أهل العريس مزيجاً البيض مع الزبد والجبن والسمك والمعكرونة والنقانق ويحممون به العروس لكي تكون رائحتها كريهة حتي موعد حمام العروس. بينما الألمان لديهم عادة طريفة حيث يقوم أصدقاء العريس باختطاف العروس وإخفائها وعليه هو أن يجدها. وفي تايوان يرسل العريس 12 هدية للعروس ثم يقرأ رسالة خطوبة بصوت عال، ثم علي العروس أن ترسل للعريس 12 هدية بالمقابل أيضاً. الطريف أن علي العريس أن يرسل الملابس والحلي بينما يمكن أن ترسل العروس أي شيء حتي لو ملعقة طعام. أما شعب التويجا في وسط الصين لديه تقليد من نوع خاص، فما أن يعلن موعد الزفاف تبدأ العروس بالانتحاب بصوت عال ساعة كاملة كل يوم، وفي آخر عشرة أيام ينضم للبكاء معها والدتها وأخواتها وصديقاتها وقريباتها. وخلال هذه الأيام تغني العروس أغنية حزينة بألحان متنوعة اسمها 'أغنية الزواج الباكية. ومن أغرب العادات مادرجت عليه قبائل لاهو في جنوب شرق الصين أيضاً، إذ لا يسمح للمرأة المتزوجة بتربية شعرها، فقط المرأة العازبة هي من تربي شعرها. أما الرجال والنساء فيحلقون شعرهم تماما وتضع النساء غطاء جميلا علي الرأس سمونه 'شعر الروح' أو 'الهانماو'. وفي قبيلة غيلاو جنوبالصين يعتقدون أن الفتاة العذراء تجلب سوء الطالع للعريس ومستقبله. لذلك يتشاءمون جدا منها ويطلبون منها في هذه الحالة أن تكسر سنا أو سنين قبل الزواج، وعليها أن ترش الحضور بالماء لتطرد الأرواح الشريرة. وفي إيطاليا تمنع العروس من ارتداء الذهب إذ يعتبرونه جالبا لسوء الطالع والحظ. أثناء الحفل تمسك العروس بحقيبة صغيرة من الساتان وتقوم بعمل البورسا' أي تلف علي المدعوين بحقيبتها ليضعوا فيها النقود. أما في البرتغال فتخلع العروس حذائها في الحفل ويضع فيه الحضور النقود.وكلما حاول العروسان الخروج من الحفل يمنعهما الحضور وهكذا حتي ينجحا في الهرب خفية.