الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلي مصر، مساء الجمعة الماضي، أضافت الكثير إلي رصيده في قلوب المصريين.. حيث أكد جلالة الملك بخطوته تلك عشقه اللامحدود لمصر، وللمصريين.. وبرهن مجددًا علي عروبته، وقوميته.. بل وشهامته، وفروسيته في الدفاع عن مصر.. والإخلاص لها، ولشعبها. هي خطوة جديدة تضاف إلي سجل الملك عبد الله بن عبد العزيز الناصع البياض في دعمه، ومؤازرته للشعب المصري وقيادته.. خاصة بعد ثورة الثلاثين من يونية 2013.. ووقوفه داعمًا، ومساندًا، ومؤيدًا لاختيار الشعب المصري، وثورته ضد الظلم الذي تفشي في عام الأحزان.. حين سطت جماعة الإرهاب علي حكم البلاد من خلال مندوبها في مكتب الإرشاد المعزول محمد مرسي.. يومها كانت مصر في مسيس الحاجة إلي هذا الدعم وتلك المؤازرة، خاصة أن حملة عاتية من الكراهية.. وفصولاً واضحة من التآمر، كانت تعبر عن نفسها في مواجهة اختيار الشعب المصري الأصيل، وانحياز جيش مصر العظيم بقيادة المشير عبد الفتاح السيسي إلي اختياره وإرادته الحرة.. كانت حملة ضارية، تحاول، وباستخدام كل أدوات التأثير، وأساليب الكذب والبهتان، وتزييف الحقائق.. تحاول أن تسيء للثورة المصرية وصناعها.. وتسعي بشتي الطرق لتحول مفهوم الثورة، إلي 'عملية انقلابية'.. في تعارض وتناقض واضح عن كافة حقائق الأمر الواقع، والذي جسدته إرادة 33 مليون مصري، خرجوا إلي الشوارع يدعمهم جيش مصر العظيم.. الذي كان انحيازه علامة فارقة في تاريخ الوطن.. ومرحلة جديدة في مسيرته الوطنية. يومها.. هب الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وقال كلامًا واضحًا وحاسمًا ومؤثرًا، منحازًا إلي شعب مصر، وداعمًا لمسيرته في مواجهة التحديات العالمية.. وتصدي ببسالة العربي الأصيل لكل محاولات الفتنة، والضغط، والتشويه التي مارستها قوي الشر والعدوان، لاخضاع الإرادة المصرية لضغوطات الغرب وعملائه.. بل، وحين لوحت بعض القوي المتآمرة بتوظيف سلاح المساعدات للتأثير علي الإرادة المصرية، وحين راحت بعض القوي الشريرة تفعّل هذا السلاح علي أرض الواقع، جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين لوزير خارجيته الأمير سعود الفيصل خلال وجوده في باريس، يوم قال 'إن المملكة ستعوض كل المساعدات الغربية لمصر إذا ما تم حجبها عنها'. جاءت مواقف الملك.. ووزير خارجيته.. وأركان الأسرة الحاكمة بالمملكة العربية السعودية.. وممثل المملكة في القاهرة السيد السفير أحمد عبد العزيز قطان.. بل والشعب السعودي برمته، لتؤكد جميعها علي روابط الإخوة، والشهامة، والمروءة التي تجلت في واحدة من أنصع الصفحات في تاريخ المملكة تجاه الشقيقة مصر.. وكانت برهانًا، ودليلاً عمليًا علي أن المواقف الثابتة للملك عبد الله بن عبد العزيز، وللمملكة العربية السعودية تجاه مصر وشعبها، لا تتبدل بتبدل الظروف، ولا تخضع لطقوس السياسة، ولا ترتهن بإرادة خارجية أو داخلية، بل تستلهم مواقفها من الثوابت التي عرفت عن المملكة ومليكها.. وهي مواقف حفرت لنفسها عميقًا في قلوب كل المصريين، الذين وجدوا في هذا الموقف البطولي والتاريخي علاجًا لمشاعرهم التي تأثرت بمواقف خيانية ارتكبتها بعض الأطراف وفي المقدمة منها إمارة قطر وأميرها، وأداتهم الإعلامية الرديئة المسماة 'الجزيرة'.. والتي تقود حربًا داعمة للإرهاب، والقتل، والتخريب في مصر.. تنفيذًا لأجندة صهيونية وأجنبية.. تسعي لتمزيق الوطن.. وتفتيت وحدته.. وتخريب مصيره. هي مواقف، ستظل شاهدة علي عظمة الثبات السعودي.. وسوف يدونها التاريخ بأحرف من نور.. لأنها أكدت عمق ومتانة العلاقة.. وكانت زيارة خادم الحرمين الشريفين، في وقت أعلن فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أولي زياراته بعد انتخابه سوف تكون إلي المملكة العربية السعودية.. لشكر المملكة ومليكها وشعبها علي مواقفهم الأخوية.. جاءت زيارة الملك الاستباقية لتكشف عن نخوته العربية الأصيلة، وكرمه اللامحدود وشهامته البليغة.. وهي كلها سمات يتسم بها الملك عبد الله بن عبد العزيز.. الذي حل علي أرض مصر مساء الجمعة الماضي.. لتتفتح له قلوب كل المصريين.. الذين ادركوا وفاءه لعهده.. وإخلاصه لأمته.. وصدقه اللامحدود مع النفس.. تحية تقدير، وتبجيل واحترام للملك.. والمملكة.. والشعب الأخوي الأصيل علي عطائهم المخلص لمصر وشعبها.