في آخر التطورات الميدانية المتلاحقة من العراق، قالت قناة 'العربية' إن مسلحين سيطروا علي ناحيتي سليمان بيك والصينية بمحافظة صلاح الدين، وبسقوط ناحيتين في كركوك، شمال العراق هما ناحية الزاب والعباسي إثر انسحاب الجيش منهما. في وقت تجري فيه معارك في ناحيتي الرشاد والحويجة بين الجيش ومقاتلي داعش، وفرض السلطات حظراً شاملاً للتجوال في كركوك وسط انتشار مكثف لعناصر الشرطة في المدينة. وأشار مراسل 'العربية' إلي أن حظر التجوال شمل أيضا عموم الأنبار حتي إشعار آخر، باستثناء الفلوجة التي ماتزال خارج سيطرة الأمن. في هذه الأثناء، قرر المجلس السياسي في البصرة وعقب اجتماع طارئ لبحث تداعيات نينوي دعوة حكومة البصرة إلي اتخاذ إجراءات أمنية عاجلة تحسباً لضرب الأمن في المدينة مطالبًا السياسيين بترك خلافاتهم والتصدي للإرهاب، كما ناشد الحكومة المركزية بالوقوف وقفة جدية في وجه الإرهاب وتخليص المدنيين من قبضة المسلحين. ودعا البيت الأبيض رئيس الوزراء نوري المالكي إلي الالتزام بمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه العراق، مؤكدا استعداد واشنطن تقديم المساعدة العسكرية اللازمة لمواجهة التحديات. واستنكرت الولاياتالمتحدة سيطرة 'داعش' علي مدينة الموصل العراقية ووصفت الوضع بأنه 'خطير جدا' وحثت الجماعات السياسية علي الوقوف سويًا ضد أعداء العراق. وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن استيلاء جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام علي ثاني أكبر مدن العراق خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية يسلط الضوء علي التدهور الخطير للأمن في البلاد. وأمدت الولاياتالمتحدة الحكومة العراقية بكميات كبيرة من الأسلحة منذ أن سحبت واشنطن قواتها من هناك عام 2011 لكن بغداد لم تتمكن من رأب الانقسامات الطائفية والسياسية المتفاقمة. وقالت ساكي 'ما من شك في أن الوحدة وتعاون كل الأطراف والمسؤولين في العراق معا هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح في هذا الأمر.' وقالت ساكي إن مسؤولين أمريكيين في واشنطنوبغداد يتابعون الأحداث عن كثب بالتنسيق مع حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسؤولين اخرين منهم أكراد في منطقة كردستان شبه المستقلة في شمال البلاد. وفي ذات السياق، أرجع أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي المنتهية ولايته، تقدم داعش في عدد من المواقع، غربي البلاد، إلي الإهمال الحكومي، واتهم القيادات العسكرية والأمنية العراقية بالهرب من القتال، وترك الأسلحة لداعش. وأضاف النجيفي أن قوات الجيش العراقي هربت من مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام 'داعش' في محافظة نينوي، تاركة خلفها أسلحة ومدرعات، مشيرًا إلي أن الجنود فروا من مواقعهم بعد انسحاب القادة. وطالب النجيفي، في مؤتمر صحافي، بإجراء تحقيق في سقوط محافظة نينوي في أيدي الإرهابيين، وانهيار قوات الجيش والشرطة. وتساءل عن أسباب الانهيار الأمني السريع في مواجهة المئات من العناصر الإرهابية ذات التسليح الأقل، ملمحًا إلي وقوع تقصير من قيادات عسكرية غير قادرة علي المواجهة ولا تتسم بالكفاءة. وأضاف النجيفي أن المسلحين يتوجهون حاليا نحو محافظة صلاح الدين المحاذية لنينوي من جهة الجنوب 'لاحتلالها'. وطالب بدفع قوة عسكرية من بغداد لإعادة السيطرة علي نينوي، مع الاستعانة بقيادات جديدة، مشيرا إلي أن الموقف يتطلب التعاون ونبذ الخلافات والتركيز علي الوحدة الوطنية. وقال إن العراق يتعرض لغزو من داعش الذي يضم عناصر أجنبية، ويحظي بتأييد من قوي خارجية. وأكد النجيفي أن سيطرة مجموعات إرهابية علي ثاني أكبر محافظاتالعراق، والتي تضم منابع المياه والنفط، تهدد منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وأعلن التلفزيون العراقي أن المالكي أمر باعتقال ومحاكمة كل عسكري يتخلي عن واجبه. ودعا المالكي، في بيان حكومي البرلمان إلي إعلان حال الطوارئ، بعد هروب قيادات من الجيش من الموصل، وسيطرة 'داعش' علي نينوي. وقال إن حكومته ستقوم بتسليح كل من يتطوع لقتال الإرهاب من المدنيين في نينوي، عقب سقوطها في أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام 'داعش'. وأضاف المالكي، الذي فشل جيشه في طرد المسلحين من الفلوجة، وهرب قادته من الموصل تاركين أسلحتهم وعتادهم: 'لن نسمح بأن تبقي نينوي تحت سلطة الإرهابيين'. ودعا رئيس الوزراء العراقي دول الجوار إلي التعاون للقضاء علي الإرهاب، محذراً من انتشاره في المنطقة بأكملها. ودعت الحكومة العراقية البرلمان لإعلان حالة الطوارئ القصوي بعد سيطرة داعش علي نينوي، ثاني أكبر محافظاتالعراق.