كشفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عن عدد من المعطيات والحقائق التي تؤكد مشاركة المليشيا التابعة ل"حكومة" سلام فياض بعملية اغتيال الشهيدين نشأت الكرمي ومأمون النتشة القياديين في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة. وجددت الحركة تأكيدها بان الاحتلال الصهيوني يتحمل المسؤولية الكاملة عن الجريمة الغادرة وما يترتب عليها من نتائج، مشددة علي أن المقاومة خيار ثابت في التعامل مع الاحتلال، طالما بقي جاثما علي شبر من أرضنا الفلسطينية، وهي الرد الحقيقي علي جرائم العدو الصهيوني وجريمة اغتيال الشهداء. وقالت الحركة في بيان لها اليوم الخميس '14-10' إن "أجهزة أمن فتح التابعة لفياض شريك كامل للعدو في اغتيال المجاهدين بالأدلة والوقائع والبراهين" معتبرة أن "جرائم الخطف بحق أبناء شعبنا وتقديمهم للمحاكم العسكرية، وإصدار أحكام عالية بتهمة المقاومة لا تقل خطورة عن جرائم الاغتيال، حيث بلغ عدد من تم محاكمتهم 66 مواطنا من بينهم 31 أسيرا محررا ووصلت أحكام بعضهم الي 20 عاما". وشددت علي "أن التنسيق الأمني جريمة بحق الشعب الفلسطيني واهداراً لتضحياته ومسيرة جهاده ونضاله يجب أن تتوقف وتنتهي وللأبد"، مؤكدة "علي ضرورة طرد الجنرال مولر من الضفة المحتلة ومتابعة كل من عمل معه". وطالب بيان الحركة بمحاكمة كل من أعطي العدو أي معلومة بشكل رسمي أو غير رسمي أدت الي جريمة الاغتيال، موضحة أن هذه الجريمة تؤكد "مطالبتنا الدائمة بضرورة اعادة صياغة الأجهزة الأمنية وفق عقيدة أمنية تحرم التنسيق والتكامل الأمني مع العدو". وقدمت "حماس" في بيانها مجموعة من الحقائق الموثقة تؤكد أن العدو استطاع اغتيال القائد الكرمي ومساعده النتشة في خليل الرحمن نتيجة للتنسيق الأمني، الذي تقوم به سلطة فتح في رام الله التي تدربت علي يد الجنرال كيث دايتون والذي أرادت أن تقدم له هدية قبل مغادرته لفلسطين من دماء المجاهدين، ونجحت في إثبات نجاعتها في هذه العملية الغادرة. الحقائق الموثقة التي كشف عنها الحركة: 'كما وردت في البيان' 1'- نجح مقاتلو كتائب القسام في تنفيذ عملية جريئة في يوم الثلاثاء 21 رمضان 1431ه الموافق في 31 أغسطس 2010م علي مفرق بني نعيم في محافظة الخليل، لتفاجئ العدو الصهيوني بالقدرة علي التخطيط والتنفيذ وإطلاق النار من مسافة صفر تقريباً باتجاه شرذمة من المستوطنين المغتصبين الذين لطالما ساموا أبناء شعبنا سوء العذاب، وتقضي علي مقولات تصفية المقاومة في الضفة وتشكل الشرارة التي انطلقت بعدها سلسلة من العمليات الجهادية في الضفة المحتلة. 2'- عقب العملية مباشرة ظهر سلام فياض علي وسائل الإعلام وأعلن إدانته للعملية، وتعهدت سلطة فتح بإلقاء القبض علي الفاعلين، ومباشرة استنفرت ميليشياتها الأمنية بكافة عناصرها في الضفة وخاصة في مدينة الخليل، وأقامت الحواجز العسكرية في كل القري والمناطق المتاخمة لمنطقة وقوع العملية. 3'- قامت ميليشيا فتح العاملة عند فياض باقتحام منطقة بني نعيم وتحديداً الشارع الرئيسي ضمن عملية تعاون أمني لم يسبق لها مثيل من قبل، وتم الاقتحام بشكل مشترك من قبل ميليشيا فتح العاملة عند فياض بمرافقة جنود الاحتلال، وصادرت جميع أشرطة الفيديو من كاميرات المراقبة والأمن الموضوعة علي أبواب المحال التجارية، ومحطة الوقود الرئيسية في تلك المنطقة، وبالفعل نجحوا من خلال الصور باعتقال سائق السيارة وحجزه لدي ميليشيا فتح، وتعريضه لتعذيب شديد أدي بعدها باعتراف علي منفذي العملية. 4'- واصلت ميليشيا فتح التابعة لفياض استنفار عناصرها، وشنت حملة اعتقالات واسعة لكل من له علاقة بالشهيدين الكرمي والنتشة، من أقاربهم، وأصدقائهم، وذويهم، والتحقيق معهم من أجل الوصول إليهما، وساعد في ذلك تحرك إعلامي موازي عبر بعض الوكالات الإخبارية ، حيث قامت إحدي الوكالات الفلسطينية الشهيرة بنشر تقرير عن سيرة الشهيد نشأت الكرمي بشكل مفصل، يسرد قصة حياته ومكان دراسته ومكان سكنه ونشر صور له علي الوكالة وذلك بتاريخ 16 سبتمبر 2010 بعنوان ' من هو نشأت الكرمي الذي يطارده الكيان الصهيوني ' مما ساهم في ملاحقة الشهيد وملاحقته من قبل العملاء. 5'- وفي محاولة للخداع الإعلامي وعبر وسيلة إعلام عربية قامت ميليشيا فتح بتسريب خبر يدعي اعتقال منفذي العملية في محاولة للتضليل وإرباك المجموعة المنفذة، وذكرت معلومات مشوهة حول تفاصيل العملية وأهدافها للتغطية علي المسار للتحقيق وخلق حالة جدل إعلامي لاحقاً عند اغتيال المنفذين، وقد حذرنا حينها في تصريح رسمي من أن الهدف لهذا التسريب الكاذب هو اغتيال المجاهدين وعدم خلق حالة من التعاطف معهم بعد اغتيالهم . 6'- واكب هذا التحرك استمرار الانتشار ميليشيا فتح حيث قامت بنشر حواجز ونقاط تفتيش في معظم محافظة الخليل وحدها، وقامت بعمليات دهم كبيرة للمنازل في المناطق الجنوبية للمدينة، وشنت عملية اختطافات واسعة شملت 938 مواطنا منهم 450 من محافظة الخليل ، حيث كان مجري التحقيق معهم يدور عن موضوع العملية. 7اعتقلت هذه ميليشيا نحو 30 مواطن من الدائرة الضيقة القريبة من الشهيدين واستخدمت اشد أساليب التعذيب والضرب والشبح ضدهم حتي أن 17 منهم نقلوا للعلاج في المشافي، وأكدت أكثر من جهة داخل أمن السلطة أن نتائج التحقيقات كانت ترسل بشكل دوري إلي قيادة الشاباك الصهيوني حيث كانت أسئلة التحقيق مع المختطفين تأتي من المخابرات الصهيونية وتتبع للجنة مسئولة عن عملية التحقيق. 8'- شاركت عناصر من أمن السلطة في عملية محاصرة منزل الشهيدين وعزله وحاولت خطف صاحب المنزل قبل 6 ساعات من عملية المداهمة بشكل مهد لدخول قوات الاحتلال وتواجدت جيبات تابعة لميليشيا فتح في العملية وقامت بعض وسائل الإعلام بالتقاط صور لهم مما دفعهم بسحب كل الصور والتسجيلات التي قام ممثلو وسائل الإعلام بالتقاطها ومنعت الصحافيين من بث أي منها. 9'- أشاد يوفال ديسكين مسؤول الشاباك الصهيوني بمدي التعاون الامني مع ميليشيا فتح حيث قال " أننا وصلنا إلي أعلي مستوي في التعاون الأمني منذ 16 عاما وكشف أحد ضباط الشاباك الصهيوني بأنهم بفضل التعاون الأمني أصبحوا يتمكنون من قتل المطلوب وهو نائم في فراشه. 10'- أصبحت زيارات قادة العدو الأمنيين والعسكريين إلي الضفة ولقاء مسئولي السلطة أمر روتيني لأخذ المعلومات ومنها زيارة أشكنازي ومدير مكتب أمن نتنياهو، وقائد المنطقة الوسطي وغيرهم. وختمت الحركة بيانها بتأكيد حرصها علي انهاء هذه المظاهر من التعاون عبر مصالحة وطنية حقيقية جادة تبني الأجهزة الأمنية علي أسس وطنية، وان اعتمادنا لخيار المصالحة لا يتعارض مع رفضنا للسياسة الموجودة في الضفة المحتلة والمفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني, بل نسعي إليه من أجل إنهاء هذا الوضع الشاذ في مسيرة شعبنا.