في ظل الغياب الأمني غالبا ما تتعرض المنشآت العامة وربما الخاصة أيضا للتعدي بالسلب والنهب من قبل من اعتادوا الإجرام ولأنهم مجرمون فهم لا يفرقون بين التراث الوطني والقومي للأمة كالآثار سواء كانت قطع أثرية أو مباني ذات قيمة ويصعب تعويضها.. ولعل أبلغ ما يعبر عن هذا هو ما حدث في أعقاب ثورة 25 يناير من إقتحام المتحف المصري و إستمر بعدها في محافظة المنيا مما شجع العديد من محترفي التجارة الحرام الي إنتهاك العديد من المواقع اﻷثرية سواء بالحفر أو التنقيب. ' الأسبوع ' رصدت أحوال تلك المناطق و التعديات التي لحقت بها بالصور لعرض المشكلة أمام المسئولين بحثا عن حلول لتلك اﻻنتهاكات الواقعة علي ثروة مصر اﻷثرية ومن أهم تلك المناطق التي تعرضت لتعديات منقطة ' اسطبل عنتر' و التعدي علي حرم قبة يحيي البصري بالبهنسا وحرم قبة ابو سمرة و حرم قبة السبع بنات . في البداية وجدنا أن المناطق الأثرية منذ عام تقريباَ وهي مستهدفة من اللصوص لكن الوضع تفاقم مؤخرًا بسبب الإنفلات الأمني لدرجة أن التعديات باتت تحدث بصورة شبه يومية بالحفر والتنقيب خلسة، كما أن المنطقة ذات مساحة كبيرة تمتد لعدة كيلو مترات و رغم ذلك ﻻ يقوم علي حراستها سوي حارس آثار ومعه مراقب أمن واثنين فقط من قوة شرطة السياحة واﻵثار في كل نوباتجية - نوبة حراسة - مع العلم أن حراس اﻵثار بالمنطقة ومراقبي اﻷمن غير مسلحين نهائيا. و تعاني المنيا من تزايد أعداد حالات التعديات علي الأماكن الاثرية خلال شهري ' نوفمبر – ديسمبر' حتي وصلتي إلي 59 حالة تعدي في قرية البهنسا و38 حالة في تل العمرانه وهم اكثرالأماكن الأثرية ذات القيمة التراثية العريقة بالمنيا. و قد تكررت حالات التعدي في المحافظة ليلا ونهارا فيقوم المتعديين بردم وحفر وبناء المنازل والتنقيب بحثا عن الاثار في ظل تقاعس المسئولين من 'هيئة الاثار بالمنيا وشرطة مباحث الاثار ' حيث يتم تباطؤ في تنفيذ قرارات الازاله التي تصدر للمتعديين ويبقي 'يا دار ما دخلك شر ' ومن جانبه يقول سلامة زهران كبير مفتشي الآثار بالبهنسا أن الأراضي الاثرية تتعرض لهجمه شرسه من قبل الأهالي الذين استغلوا حالة الانفلات الامني و أحدثوا فوضي عارمه وقاموا بالاعتداء عليها والبناء عليها, فتم الحفر و البناء علي حرم قبة أبو سمرة الاثرية, كما تم بناء سور حول التل الاثري و الذي يحتوي علي العديد من الأثار والكنوز. و يستكمل كبير مفتشي الآثار حديثة ل' جريدة الأسبوع ' قائلاً: تم التعدي علي حرم قبة السبع بنات الأثرية بغرس أشجار و الزراعة و البناء وحفر حوض لتجميع المياه, و عندما حاولنا وقف التعدي تعرضنا للسب والقذف والضرب في مقر العمل من قبل الاهالي, و هذا التعدي من الناحية الغربية للقبة, ويوجد تعدي اخر من الناحية الجنوبية عبارة عن تسوية الارض وزراعتها, وتعدي اخر من الناحية الشرقية ببناء مقابر واحواش للدفن. وأضاف أنه تم الاعتداء أيضا علي التل الاثري المقامة علية جبانة المسلمين, والصادر لها قرار إبطال دفن من 2003, حيث تم حفر وبناء قبور واحواش للدفن, بالرغم من أن هذا التل موقع حفائر تابع للمجلس الاعلي للاثار, وعثر بعد الحفر علي مبني أثري من طابقين, ويحتوي علي اثار وكنوز عديدة ومخطوطات عن تاريخ البهنسا. وأشار زهران إلي وجود تعد علي التل الأثري المقام عليه جبانة المسلمين والصادر لها قرار إبطال دفن من 2003، وذلك بحفر وبناء قبور وأحواش للدفن، وهذا التل موقع حفائر المجلس الأعلي للآثار الذي نتج عنه آثار ثابتة لمبني من طابقين، كما يحوي بداخله آثارًا وكنوزا عديدة وتاريخ مدينة البهنسا، وقد قمنا بتحرير محاضر تعد لكل هذه التعديات علي جميع آثار البهنسا ولكن البطء في إصدار قرارات الإزالة وتنفيذها إزالة هذه التعديات الشرسة والخطيرة التي تهديد تاريخ وآثار مدينة الصحابة والشهداء يدفع الأهالي إلي التعدي علي جميع آثار وأراضي التلال الأثرية. و إستنكر سلامه البطء في تنفيذ قرارات ازالة لهذه التعديات, رغم المحاضر العديدة التي تم تحريرها, واضاف عدم وجود مردود سريع تجاه هذه التعديات الشرسة والخطيرة التي تهدد تاريخ واثار إسلامية عريقة بمدينة الصحابة والشهداء' البهنسا '. جدير بالذكر أنه يتوافد علي قرية البهنسا المئات من الوافدين الأجانب بغرض زيارة أثار البهنسا, بالاضافه الي السياحه الداخلية التي لا تقف طوال العام, كما تستقبل, العديد من الشخصيات العامة. و من المقرر أن تشهد القرية العريقة حدثا ً أخر سيجعلها في مكانه خاصة بالوطن العربي و الإسلامي أجمع و هو اإنشاء فرع لجامعة الأزهر مم يجعلها محطة هامه للوافدين و متلقي العلم من جميع أنحاء العالم نظرا للموقع الاكثر من ممتاز, و التي قال عنها الداعية الإسلامية الكبير ' عمر عبد الكافي ' إقرأوا في أرض الشهداء و أضاف أحد مفتشي آثار المنيا 'رفض ذكر اسمه ' أن مسلسل نهب المواقع اﻷثرية والتعدي عليها بالمحافظة مازال مستمراً، و العديد منها يتعرض للحفر والتعديات من قبل اللصوص والخارجين عن القانون، وشرطة السياحة واﻵثار ﻻ تفعل شيئاً حيال ذلك اﻷمر الذي يصعب من اجابة السؤال: من ينقذ تراث مصر من النهب؟ فحلم أي آثاري هو الحفر بالمواقع التاريخية واﻷثرية عسي أن يحصل علي تراث أو اكتشاف جديد يمكن أن يحسب له وينضم للكنوز اﻷثرية ولكن في ظل الانفلات الامني وغياب الوعي بأهمية الاثار يجعلها عرضه للنهب والسرقة. وأشار عبد السميع فرغلي مدير مباحث شرطة الأثار بالمنيا إلي وجود عجز كبير في الحراسة، فنحن مهمتنا هي تأمين الحملات التي تقوم بها هيئة الاثار بالاشتراك مع الوحدات المحلية التي تقوم بالدفعه باللوادر والمعدات لتنفيذ هذه القرارات ولكن لا بد من وجود اجراء قانوني خاصة بعد سادت حالة من الجراة لدي المتعديين بسبب الانفلات الامني الذي اعقب ثورة 25 يناير و الجدير بالذكر أن الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار، شدد اثناء زيارته لمحافظة المنيا منذ عدة أيام علي ضرورة إتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة حيال حالة التعدي علي بعض المواقع بالمنطقة الأثرية بتل العمارنة بالمنيا، مؤكدا أنه تم إيقاف التعديات التي قامت بها احدي العائلات بالمنطقة وذلك بالتنسيق مع شرطة السياحة والآثار لاتخاذ إجراءات الإزالة علي الفور.