قالت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل الاربعاء انه يتعين علي المسلمين أن يطيعوا الدستور لا الشريعة اذا أرادوا أن يعيشوا في ألمانيا التي تشهد نقاشا حول دمج أربعة ملايين مسلم يعيشون هناك. وأضافت ميركل "من الواضح الان أن لدينا أيضا مسلمين في ألمانيا، ولكن من المهم فيما يتعلق بالاسلام أن تتطابق القيم التي يمثلها الاسلام مع دستورنا، "فما يطبق هنا هنا هو الدستور.. لا الشريعة"، واوضحت ان ألمانيا تحتاج الي أئمة "متعلمين في ألمانيا ولديهم جذور اجتماعية هنا". غير أنها أكدت أن ثقافة ألمانيا "تقوم علي قيم مسيحية ويهودية وظلت هكذا لمئات ان لم يكن لالاف السنين". وحث زعماء معتدلون من بينهم الرئيس الالماني كريستيان وولف الالمان علي قبول حقيقة أن "الاسلام يخص أيضا ألمانيا" في سياق الضجة التي أثارتها تصريحات صريحة لمصرفي في البنك المركزي الالماني عن فشل المسلمين في الاندماج. ويأتي الجدل علي خلفية المخاوف الامريكية والبريطانية بسبب المخاوف من هجمات يشنها متشددون اسلاميون يعيشون في ألمانيا بينما تقلل برلين من شأن هذه المخاوف. وتواجه ميركل مناقشات مماثلة في داخل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه بشأن ما اذا كانت محافظة بشكل كاف والتصريحات الاخيرة للزعيمة المنتمية الي يمين الوسط موجهة علي ما يبدو لهؤلاء الذين يعتقدون أن وولف ذهب أبعد مما يجب في استرضاء المسلمين. وخصص وولف الذي يعتبر منصب رئيس ألمانيا الذي يشغله شرفيا بالاساس جزءا من كلمة له بمناسبة مرور 20 عاما علي اعادة توحيد ألمانيا بطريقة ديمقراطية يوم الاحد الماضي ليحث علي ادماج متناغم للمهاجرين الذين كانوا يعتبرون حتي عقد مضي "عمالا ضيوفا" سيعودون في النهاية الي بلادهم. ولكن حيثما ركزت وسائل الاعلام علي تصريحات وولف عن الاسلام قالت ميركل وهي ابنة قس بروتستانتي نشأت في ألمانياالشرقية وتقود حزبا غالبية أعضائه من الكاثوليك ان وولف أكد "الجذور المسيحية واليهودية" لالمانيا. وتشير استطلاعات الرأي الي ان كثيرا من الالمان يتعاطفون مع اراء تيلو سارازين عضو مجلس ادارة البنك المركزي الالماني "البوندسبنك" في كلماته وكتاب أصدره والذي اتهم المسلمين بامتصاص برامج المساعدات الاجتماعية ورفض الاندماج وتحقيق مستويات متدنية من التعليم. وأساء سارازين الذي أجبر علي الاستقالة من منصبه لليهود بحديثه عن تمتعهم بخصائص وراثية تميزهم. وحاولت ميركل التوفيق بين طرفي الجدل قائلة انه لا يجب أن تخشي الشرطة الدخول الي أحياء المهاجرين ولكن يجب علي الالمان أيضا قبول أن المساجد أصبحت جزءا من المنظر العام للبلاد.