شهدت حارة باب حطة الملاصقة للمسجد الأقصي المبارك طوال ساعات الليلة الماضية مواجهات عنيفة بين شبان الحارة وقوات الاحتلال. وقال شهود عيان لمراسلنا بأن جنود الاحتلال استخدموا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والقنابل الغازية السامة المسيلة للدموع في حين رد الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة، أصيب خلالها عدد كبير من السكان بسبب القنابل الدخانية العشوائية والمكثفة، كما تم اعتقال عدد من الشبان لم تعرف هويتهم بعد. جاءت مواجهات الليلة الماضية استكمالاً لأجواء التوتر التي سادت البلدة القديمة ومحيط بوابات المسجد الاقصي يوم أمس بعد اغلاق بوابات المسجد وحصار الاقصي. من جهة ثانية، اعتدت مجموعة من المستوطنين، الليلة الماضية، علي حوش صبرا بالبلدة القديمة من مدينة القدس، وأشعلوا إطارات مطاطية علي سطح الحوش، وتسببوا بحرائق علي سطح الحوش، كما استولي المستوطنون علي محل تجاري فارغ وحولوه الي بيت لهم. الي ذلك، واصلت مجموعة من الشبان، ولليلة الثالثة علي التوالي، الاعتكاف برحاب المسجد الاقصي المبارك، وسط اجراءات مشددة علي بوابات المسجد الرئيسية الخارجية. ولفت مراسلنا الي مشاركة عدد كبير من المقدسيين بصلاة الفجر هذا اليوم بالمسجد الأقصي، رغم احتجاز بطاقاتهم الشخصية علي بوابات المسجد لحين خروجهم منها. وما زالت شرطة الاحتلال الخاصة تغلق باب المغاربة أمام اقتحامات المستوطنين بفعل التواجد الكبير للمصلين وطلبة حلقات العلم في باحات ومرافق المسجد الاقصي، وحالة الاستنفار الشعبي الفلسطيني داخل حارات وأحياء البلدة القديمة. وكان حراس المسجد الأقصي نجحوا مساء أمس في توقيف اثنين من المستوطنين تخفوا بزيٍ اسلامي تمكنوا من دخول المسجد الاقصي، وسلّم الحراس المستوطنين الي شرطة الاحتلال. وسبق ذلك ما أعلنته شرطة الاحتلال من اعتقالها مجموعة من المستوطنين بمنطقة باب المغارب كانوا يصطحبون معهم 'جدي' لتقديمه قرباناً بعيد الفصح العبري في أقرب نقطة من المسجد الأقصي. وما زال التوتر الشديد يسود باحات المسجد الاقصي ومحيط بواباته الخارجية والبلدة القديمة بفعل اجراءات الاحتلال المشددة وانتشار قواتها بكثافة في شوارع وطرقات البلدة القديمة وحول بوابات الاقصي المبارك، ووسط تجدد دعوات قادة المستوطنين لاجتياح الاقصي لإقامة طقوس وشعائر تلمودية في ساحاته.