لا يمض يوم الا ومشكلة جديدة تتعلق بشاب وفتاة وتنتهي بمأساة فهو يقنعها أنه يحبها ويريدها زوجة له لكن ظروفه وامكانياته لا تسمح او ان أهله لن يتقبلوا زواجه منها وهي تصدقه وتسلم قيادها له ثم يخدعها باسم الحب وينال منها ما لا يناله رجل من امرأة الا بالزواج ويقنعها أن مجرد توقيع كليهما علي ورقة يكفي ليجعلهما زوجين بل وقد يقنعها أن مجرد كلاما شفهيا يردده كليهما يجعلها زوجة و حلالا له. انها مشكلة قديمة جديدة فبرغم كل التحذيرات والتناول الاعلامي للظاهرة وبرغم كل المآسي الانسانية والأطفال الأبرياء الذين يضيع مستقبلهم نتيجة تكرار هذه الكارثة التي يسمونها زواجا عرفيا الا أنها لا تتوقف. فدوما من يريد أن يفعل اثما يجد من يحلل له ذلك و بعد أن تحدث المصيبة ينكر الرجل الزواج وتتحمل الفتاة كل عاقبة ما حدث وتلحق بها وحدها الفضيحة وتضيع حقوق ابنها منه. والأسوأ أن هناك رجالا ونساءا يفترض أنهم أكثر نضجا وفهما يقعون في نفس الخطأ ويصنعون علاقات في الخفاء خوفا من معرفة الزوجة الأولي بالأمرمثلا أو لتخوف المرأة من شكلها الاجتماعي اذا أرادت زوجا ثانيا وهي أم بعد انفصالها عن زوج سابق. الكثير من المبررات الناتجة عن مظاهر اجتماعية في الأساس تؤدي لمشكلات اجتماعية خطيرة تحتاج لوقفة من الناحية التشريعية والدينية ودراسات اجتماعية واقعية تجفف اسباب الظاهرة وتقضي عليها من جذورها حتي لا يستمر الانهيار الاجتماعي ويأخذ في طريقة أخلاق وقيم المجتمع بلا رجعة. لكنه في الوقت ذاته يحتاج الي صحوة تربية داخل الأسر تجعل مفهوم الحلال والحرام واضحا في نفوس الابناء ويكون الحرام هو ما يرفضونه بدلا من العيب وغير اللائق الذي يركز عليه الناس. فالزواج لا يكون شرعيا الا بوجود ولي وشاهدين واشهار وللأسف عندما يريد أي رجل وامرأة أن يخرجوا عن اطار العلن يفلسفون الأمر ويتغاضون عن وجود ولي للفتاة وقبول أهلها واعلان الزواج وسط الأهل والمعارف ويبحثون عن مخرج لهم بان الزواج لم يكن يوثق في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ونسوا أن العرف السائد هو ما يؤخذ به ففي الماضي كان العرف هو وجود الولي والشهود والاعلان دون وجود وثيقة مكتوبة حتي تعارف الناس علي وجود وثيقة ومستند زواج مع زيادة أعداد الناس وتباعد المسافات وتناقص الذمم ولم يعد شرعيا من حين وجود وثيقة الزواج أن يتم زواج بلا وثيقة معتمدة تثبت الزواج العلني. نحتاج تشريعا حاسما يعتبر أن أي زواج بدون وثيقة حرام شرعا لانه يفتح باب الفتن ونحتاج أن تفهم كل فتاة أن الرجل اذا أحب فعلا سيبذل قصاري جهده ليعلن هذا الحب وتكون تلك الفتاة زوجته التي يعتز بها ويتمني منها البنين والبنات وليس تلك الزيجة التي تتم تحت سيطرة الشهوة ووطأة رغبة طارئة عنده بلا مسئولية ثم يفيق بعدما ينال ما أراد ويتخلي عن تلك التي سلمته نفسها وشرفها ودنست كرامة عائلتها. فالرجل لا يعطي اسمه ولا يثق فيمن ضعفت أمامه وخذلت أهلها ولا يعتبرها أمينة عليه وعلي بيته وابنائه وان كان مساويا لها في الاثم والضعف الا أنه اعتاد أن يري خطيئة المرأة وأن يري لنفسه الحق في زواج كريمات العائلات اللاتي يعرفن قيمة الزواج ويحفظون شرفهن ومهما طال أمد علاقة في الخفاء فانه يملها ولا يحتمل الاستمرار فيها اذا ما بد ت بوادر مسئولية أو اعلان للزواج فيراها مجرد نزوة عابرة وليست زوجة ولا أما لابنه اذا حملت منه. كما نحتاج علاجا عمليا بأن نيسر علي الشباب تكاليف الزواج حتي لا يجدوا لأنفسهم مبررا لاقامة علاقات غير شرعيةأو لزيجات خارج اطار العرف والشرع الحنيف. فاصرار الأهل علي التمسك بعادات وتقاليد و مظاهرزائفة تجعلهم يضيقون علي كل شاب جاد يرغب في الارتباط بفتاة تماما كما يجبر الفتاة المحترمة علي قبول زاوج لا تقبله ارضاءا للأهل والتخلي عن الشخص الذي تختاره لنفسها وكأنما ندفعهم دفعا لطريق الخطأ أو للاحباط وضياع أحلامهم. يسروا في تكاليف الزواج علي الشباب وأعينوهم أن تكون لهم أسر يعطوها طاقتهم في مقتبل حياتهم ولا تكلفوا الشباب فوق طاقتهم فيعجزوا عن تكوين أسرة خففوا عن كاهلهم وشجعوهم أن يتحملوا مسئولية الزواج فتيسير الزواج حماية للمجتمع بأسره في حين أن المظاهر لا تنجح زواجا ولا تجعل بيتا يكون مستقرا ولا تخرج عن كونها شكليات تصعب الحياة وتمنع الشباب من الاقدام علي الزواج. وكما يحتاج الشباب أن يقدموا طاعة الله علي هواهم ويصبروا حتي يأذن الله لهم بزواج شرعي فالأهل يجب أن ييسروا ويخففوا علي أبنائهم حتي تستقيم حياتهم.