يكاد يُجمع أغلب المؤرخين، والباحثين في الإسلام السياسي علي أنَّ: فكرة إنشاء جماعة الإخوان المسلمين كانت بإيعاز من الاحتلال البريطاني في مصر، لوأد الحركة الوطنية، ومقاومة صيحات التحرر، والاستقلال! فهل كان بمقدور شابٍّ فقيرٍ 'حسن البنا' لا يمتلك شيئاً، أن يجوب القري، والنجوع في دلتا مصر، وصعيدها، وأن يؤسس جماعةً كبري، وأن يفتتح لها فروعاً، ومكاتب إدارية في طول البلاد وعرضها إلاَّ بمعونة الاحتلال، ورجال مخابراته في مصر عام 1928م؟! السر البريطاني! يقول أنتوني إيدن- رئيس وزراء بريطانيا الأسبق- عن علاقة الإخوان المسلمين ببلاده: 'إننا نعتمد علي الإخوان، لاتخاذهم حُجَّةً، لقطع مفاوضات جلائنا عن مصر'!! فعندما أسَّس حسن البنا جماعته عام 1928م في مدينة الإسماعيلية، راهن علي أهمية قُربه من قوات الاحتلال البريطاني في قناة السويس، حيث الحماية، والدعم، والمساندة، والمدد اللوجستي! ونسيَ البنا أنَّ الاحتلال إلي زوال، طال أم قصر! ولذلك عارض الإخوانُ علي طول الخط سياسات حزب الوفد الرامية إلي المطالبة بالجلاء، والاستقلال، فوقفوا في وجه معاهدة عام 1936م، وساندوا بقاء الإنجليز، بلا خجلٍ أو حياءٍ! بل عارضوا أيام الزعيم/ جمال عبد الناصر اتفاقية جلاء الإنجليز عن مصر، ووقفوا لعبد الناصر، وعمليات المقاومة الشعبية ضد الاحتلال في مدن القناة بالمرصاد، حمايةً لسيدهم، وزارع شجرتهم الخبيثة في مصر، وهو الاحتلال البريطاني! دور المخابرات البريطانية! وأثناء رحلة سيد قطب إلي أمريكا قبل ثورة يوليو عام 1952م بعامين، وربطاً بالحلقات المجهولة من حياة سيد قطب، خاصةً هذه الرحلة، وما صاحبها من أسرارٍ لم تُكشَف حتي اليوم.. يكشف محمد سيد بركة في كتابه 'سيد قطب صفحات مجهولة': ' أن بعض الأحاديث كانت تدور بين سيد قطب وبين أحد الأساتذة الإنجليز، الذين التقي بهم في أمريكا، وكان يدعو سيدَ لزيارته في بيته، ثمَّ تبيَّن- فيما بعد- أنه أحد رجال المخابرات البريطانية، وكان هذه الرجل يحذره من خطورة الإخوان المسلمين، إذا قُدِّرَ لها أن تسيطر علي مقاليد الأمور في مصر، ويُبصِّره بما يترتب علي الشباب المثقف، من أمثاله أن يقوموا به، حتي يحولوا دون سيطرة هذه الجماعة علي الحكم'! والأغرب، أنَّ سيد قطب أصبح من قيادات الإخوان بعد ذلك، خلافاً للمُتَّفق عليه مع الأجانب! دور الإخوان في نكبة فلسطين! فأثناء نكبة فلسطين في عام 1948م، راهن الإخوان علي عملية ضرب الجيش المصري في مقتل، بالتعاون مع الإنجليز والصهاينة ضد كتائب الجيش المصري في حرب فلسطين، لكي يحكموا هم البلاد، فيُسلِّموها إلي الإنجليز تسليم مفاتيح، ويُحوِّلوها إلي تابعٍ في زواجٍ كاثوليكيٍّ مع بريطانيا، لا تنفكُّ عنه أبداً! يقول الأديب/ طاهر الجبلاوي في كتابه 'من ذكرياتي في صحبة العقاد': 'كان العقاد من خصوم هذه الفئة التي تُدْعَي الإخوان المسلمين، وقد كتب سلسلة مقالاتٍ ندَّد فيها بهم، وأظهر حقيقتهم، وكشف نواياهم نحو هذا الوطن! وتحدَّث عن رئيسهم حسن البنا، فذكر جهله، وغباءه، وتنحِّيه عن الدفاع عن قضية فلسطين، وإثارة الشَّغب في داخل البلاد، بينما يقف جنودنا البُسلاء أمام جيوش الصهيونية وجهاً لوجهٍ في حربٍ طاحنةٍ، لا يُعْرَف مداها! وذكر العقاد، وأبان مبلغَ ما تُضْمِره هذه الفئة من الخيانة للوطن، وما تُعِدُّه من مالٍ وعتادٍ باسم الدفاع عن فلسطين، ولا تستخدمه في أحرج المواقف في فلسطين، رغبةً منها في استخدامه، للاستيلاء علي الحكم، وإخضاع البلاد لسطوتهم'! بداية علاقة الإخوان بالأمريكان! يذكر القيادي الإخواني/ محمود عساف في كتابه 'مع الإمام الشهيد حسن البنا': 'أن فيليب أيرلاند السكرتير الأول للسفارة الأمريكية أرسل مبعوثاً من قبله للأستاذ الإمام كي يحدد له موعداً لمقابلته بدار الإخوان، ووافق الأستاذ علي المقابلة، ولكنه فضَّل أن تكون في بيت أيرلاند، حيث إن المركز العام مراقب من القلم السياسي، وسوف يؤولون تلك المقابلة ويفسرونها تفسيراً مغلوطاً، ليس في صالح الإخوان. اصطحبني الأستاذ معه.. وذهبنا إلي دار أيرلاند في شقة عليا بعمارة في الزمالك.. قال إيرلاند: لقد طلبت مقابلتكم حيث خطرتْ لي فكرة، وهي: لماذا لا يتم التعاون بيننا وبينكم في محاربة هذا العدو المشترك وهو الشيوعية؟.. قال الإمام: فكرة التعاون جيدة.. نستطيع أن نعيركم بعض رجالنا المتخصصين في هذا الأمر، علي أن يكون ذلك بعيداً عنا بصفة رسمية ولكم أن تعاملوا هؤلاء الرجال بما ترونه ملائماً، دون تدخل من جانبنا غير التصريح لهم بالعمل معكم، ولك أن تتصل بمحمود عساف فهو المختص بهذا الأمر، إذا وافقتم علي هذه الفكرة!!! ويقول ثروت الخرباوي في حوار معه لجريدة 'العرب اليوم' الإماراتية والمنشور منذ عامين، إن الكاتبة النمساوية/ شيرل بايريل.. تملك معهدا بحثيا يقدم دراسات للبيت الابيض عن الدين الإسلامي والجماعات الإسلامية، هذه السيدة هي العقل السياسي البحثي الحالي للولايات المتحدة، وهي زوجة السفير الأمريكي في أفغانستان زلماي خليل زادة- مهندس الغزو الامريكي لأفغانستان- كشفت في بحث عام 2003 مكون من 88 صفحة عن الديمقراطية والإسلام وقدمته للبيت الأبيض، واستعرضت فيه فصائل التيار الإسلامي، وحلَّلت فيه عقلية جماعة الإخوان، وأنها جماعة نفعية! وقالت: إنها الجماعة المناسبة التي تمد اليد لها، لأن لها جمهوراً محكوماً، ولا مانع لديها من التعامل مع أمريكا وإسرائيل. بعد ذلك قام الدكتور سعد الدين إبراهيم -عرَّاب أمريكا والإخوان-في عام 2003 بتوصيل الإخوان للأمريكان، وكان وسيطاً بينهما. وبعد أن قامت الثورة المصرية ضد مبارك، كانت وزيرة الخارجية الأمريكية/ هيلاري كلينتون في المجر، وفي مؤتمر صحافي سألوها عن الإخوان، فقالت: ' نحن نعرفهم جيداً، ونتواصل معهم منذ عام 2005م، وسنعاود الاتصال بهم مرة أخري. ويقول الخرباوي: أما في كتابي 'سر المعبد' فقد وضعت وثيقة تاريخية عن علاقة الإخوان مع الأمريكان عبارة عن خطاب وصل من أحد إخوان أمريكا للإخوان في مصر، يخبرهم فيه عن مباحثاته مع الأمريكان! وهناك –مثلاً- لقاءات الإخوان مع الأمريكان، التي بدأت مع وليم بيرنز المعروف بعلاقته بالصهيونية العالمية، ودعمه الكبير لإسرائيل، وكذلك جون ماكين، وجون كيري اللذان جاءا إلي مصر وجلسا مع قيادات إخوانية، قبل الثورة، وبعدها، وكان هناك حرص من الجماعة علي أن تكون مثل هذه اللقاءات شديدة السرية! علاقة الإخوان بالاستخبارات الغربية! ويقول الشيخ محمد الغزالي عن استقدام الغرب المستشار/ حسن الهضيبي لرئاسة الإخوان، وهو الرجل المعروف بعلاقته المتينة بالغرب، والماسونية: 'وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام، أصابع هيئاتٍ سرية عالمية أرادتْ تدويخ النشاط الإسلامي الوليد، فتسلَّلت من خلال الثغرات المفتوحة، في كيان جماعةٍ، هذه حالها، وصَنعتْ ما صنعت!! ولقد سمعنا كلاماً كثيراً عن انتساب عددٍ من 'الماسون' بينهم الأستاذ/ حسن الهضيبي نفسه، لجماعة الإخوان، ولكني لا أعرف بالضبط، كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام، أنْ تخنق جماعةً كبيرةً علي النحو الذي فعلته! وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة'! وفي حوار الخرباوي مع صحيفة 'العرب اليوم' سئل عن: مَن هم رجالات أمريكا في الإخوان؟! فأجاب قائلاً: عصام الحداد شخصية أمريكية الهوي، كان يعمل في مؤسسة كارتر منذ سنوات إضافة إلي عصام العريان، ومحمد الكتاتني، وأظن أن بعض الصحف الأمريكية فسحت مجالات لخيرت الشاطر، ليكتب مقالاتٍ يُعبِّر فيها عن وجهة نظر الإخوان! أضف إلي هذا أن محمد مرسي نفسه هو ابن الثقافة الأمريكية، حيث تعلَّم في جامعة جنوب كاليفورنيا، وحصل علي الماجستير، والدكتوراه منها، ويبدو أن له علاقات وثيقة بالشخصيات الامريكية النافذة. قلت 'إن الدكتور مرسي يعمل لصالح الأجندة الامريكية لا الإخوانية'.. سؤالي هل ثمة تعارض بين الأجندتين خصوصا وان هناك من يقول إن الجماعة حكمت مصر بناءً علي صفقة بينها وبين الولاياتالمتحدة أليس كذلك؟ - نعم كذلك، الدكتور محمد مرسي يحقق الأجندة الأمريكية وقد لا يكون ذلك إيماناً منه بهذه الأجندة، لكن ربما كانت الغاية عنده تبرر الوسيلة، لأجل الوصول للحكم، وبالتالي فإن الأجندة الإخوانية تقوم علي وصول الجماعة إلي الحكم! القيادي الإخواني/ عصام العريان يدعو لعودة يهود مصر، ولا يدعو لعودة الفلسطينيين، كيف تري ما يقوله العريان؟ - عصام العريان شخصية ضعيفة، ولم يكن يوماً رجلاً قوياً في الجماعة، يذكر بنفسه ويبحث عن دور ومكانة وهو يستخدم إمكاناته لتخدم مصالحه الشخصية. العريان تم استدعاؤه إلي واشنطن فسافر إليها من قطر ثم عاد ليطلق فوراً تصريحه بشأن اليهود؟ - الدعوة لعودة اليهود بالون اختبار تعوَّد الإخوان علي استخدام العريان فيها وهو 'شريط الاختبار الإخواني' فعل ذلك عام 2007 وفي حوار لجريدة الحياة اللندنية قال فيه: إن الإخوان لو وصلوا للحكم سيحافظون علي التعاون والسلام مع إسرائيل! وقتها قال الإخوان: إن العريان يمثل نفسه، وإنهم إذا ما وصلوا إلي الحكم، سيقومون بإلغاء كامب ديفيد، وعندما وصلوا نفَّذوا الكلام الذي صرَّح به العريان! لا يزال حريق المجمع العلمي في مصر لغزاً محيراً، وهناك مَن يقول: إنه مُدبَّر، ماذا تقول أنت؟. - حريق المجمع العلمي في مصر حمل علامات تعجب، فمَن الذي استهدف هذا المجمع، وكان حريصا علي إضرام النيران به، وهو لا يحتوي إلا علي وثائق تاريخية، وأصول لبعض الكتب مثل 'وصف مصر' لكن بعد مرور عامٍ، اتضح أن هذا المجمع العلمي كانت فيه وثائق تُثبت بيع اليهود المصريين لممتلكاتهم في مصر قبل أن يخرجوا منها ما بين 1945 – 1956م واتضح أن هذه الوثائق هي المعنية بالحرق، ضع هذه إلي جانب تصريحات العريان لتصل إلي جملة مفيدة! هذه الجملة المفيدة، التي أشار لها من قبل الخرباوي، ولم يلتفت إليها أحد سواه، هي قصة الزواج الكاثوليكي بين بريطانيا والإخوان أولاً، من خلال عقد مُوَثَّق بين الطرفين علة تنفيذ الإخوان لشروط، ومطالب الزوج الأوربي، ولو كان في سبيل ذلك ضياع مصر، والتخلِّي عن الدين، والأخلاق! ولقد شاهدنا مؤخراً قصة الزواج الكاثوليكي بين أمريكا والإخوان ثانياً، بعد أفول الإمبراطورية البريطانية، ووراثة السيد الأمريكي لها، فقام الإخوان بتلبية جميع مطالب الزوج الأمريكي، وابنته اللقيطة إسرائيل! قام الإخوان بتأديب الشعب المصري، وتركيعه، وتجويعه، وتقزيمه، لخدمة الباب العالي الأمريكي! فهل ينجح الشارع البريطاني الحر في إجبار حكومته المنحازة لإرهاب الإخوان، والمدافعة عنهم ضد ثورة الشعب المصري.. هل ينجح في طرد هذه الجماعة الإرهابية من علي أراضيه؟! وهل يستطيع هذا الشعب الديمقراطي أن يُحدِث الطلاق بين بريطانيا والإخوان؟! وبعد كل هذه الحقائق، والوثائق، والجرائم.. فهل عرفنا الآن: لماذا يدافع الاتحاد الأوربي بضراوة عن زوجته الإخوانية اللعوب، الخائنة، الفاجرة؟! ولماذا ينتفض أوباما، وإسرائيل لنجدة الإخوان الإرهابيين، أعداء الوطن، والدين؟!