التهبت القدس وضواحيها وبلداتها والمدن الفلسطينية ومخيماتها في الضفة الغربية، وانتظم مئات النشطاء في فعاليات خاصة لإحياء يوم الأرض الخالد الذي صادف اليوم الذكري ال 38، وسط استنفارٍ صهيوني وقمعٍ واعتداءٍ وحشي علي المشاركين والمشاركات مّا تسبب بإصابة العشرات واعتقال عدد من الشبان. وفي القدس، أصرّ المواطنون علي إحياء هذه الذكري، لليوم الثاني علي التوالي، رغم قمع فعالية مشابهة في باب العامود 'أحد أشهر بوابات القدس القديمة' أمس والاعتداء علي المشاركين فيها وما صاحب ذلك من اعتقال عدد من الشبان وإصابة العشرات من بينهم عدد من الصحفيين والمُسعفين. واعتقلت قوات الاحتلال اليوم شابا مقدسيا من شارع السلطان سليمان بالمدينة، وأصابت السيدة إلهام نعمان بعد الاعتداء عليها بغاز الفلفل السام، خلال منعها من عبور باب العامود وسط القدسالمحتلة، حيث كانت تجري فعالية حاشدة لإحياء ليوم الأرض الخالد. وذكرت لجنة المتابعة في بلدة العيسوية وسط القدسالمحتلة، أن شاباً أصيب واعتقل ثلاثة آخرون علي أيدي قوات الاحتلال خلال مواجهات عنيفة اندلعت فجر اليوم الأحد، في البلدة بعد اقتحامها بقوة عسكرية كبيرة. وأوضحت اللجنة لمراسلنا في القدس، علي لسان الناطق باسمها رائد أبو ريالة، أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وشرعت بدهم عدد من منازل المواطنين في حارة عبيد، وعاثت فيها خرابا، واعتدت علي السكان باستخدام الهراوات وغاز الفلفل الحار، وأصابت الشاب أحمد علي عبيد برصاص معدني مُغلّف بالمطاط بقدمه، في حين اعتقلت الشبان: مفيد محمد شفيق عبيد، ووهيب محمود عبيد، ومحمد عزيز عبيد. وفي محافظة الخليل، قمعت قوات الاحتلال، اليوم الأحد، مسيرات وفعاليات شعبية، انطلقت في المحافظة لمناسبة الذكري ال38 ليوم الأرض. وأفاد الناطق باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت أمر محمد عوض بأن قوات الاحتلال قمعت مسيرة اتجهت نحو طريق القدس الخليل المحاذية للبلدة، وأطلقت عليها الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والقنابل الصوتية والغاز المدمع. وأشار إلي أن تلك القوات عززت من تواجدها علي مدخل البلدة، مستخدمة قاذفة للمياه العادمة لقمع المتظاهرين. وفي ذات السياق، نظّمت لجنة الدفاع عن الخليل، بالتعاون مع القوي الوطنية، في منطقة الرأس شرق مدينة الخليل، المحاذية لمستوطنة'كريات أربع'، تظاهرة منددة لتسليم بيت الرجبي للمستوطنين، وإحياء لذكري يوم الأرض. رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية واليافطات المطالبة بتراجع محكمة الاحتلال العليا عن قرارها بتمليك البيت للمستوطنين. وقال الناشط في لجنة الدفاع عن الخليل محمد الجبريني: 'إننا نحيي ذكري يوم الأرض بالقرب من مبني الرجبي نؤكد علي رفضنا لقرار المحكمة الإحتلالية بتحويل ملكية المبني للمستوطنين، حيث أن المبني جزء من أراضي الدولة الفلسطينيةالمحتلة التي اعترفت بها الأممالمتحدة. وتابع الجبريني: الوجود الاستيطاني في مدينة الخليل كما في باقي أراضي دولة فلسطين غير شرعي وفق القوانين الدولية التي تتنصل منها إسرائيل. وقال فهمي شاهين عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني 'إن شعبنا يحيي الذكري الثامنة والثلاثين ليوم الأرض الخالد في مرحلة حرجة تتعرض فيها أرضه للسلب والتقطيع بسرعة قياسية وتتصاعد فيها الضغوط والاشتراطات الأمريكية عليه والتي تستهدف إجباره علي التنازل عن حقوقه غير القابلة للتصرف، وأضاف أنه أمام هذه التحديات لا بد من إعادة الاعتبار للنضال الوطني والمقاومة الشعبية، وإنجاز الوحدة والمصالحة. وقالت الناشطة في اتحاد لجان المرأة الفلسطينية سارة مطير جئنا لنؤكد علي استمرارية نضالنا وتمسكنا بأرضنا التي من حقنا التصرف بها بحرية بعيداً عن الحواجز وإخطارات الهدم المتكررة. وكانت مستوطنون مدعومين من قوات الاحتلال هاجموا أمس مساكن المواطنين الفلسطينيين القاطنين في محيط مبني الرجبي ورشقوها بالحجارة ونعتوا سكانها بألفاظ نابية. وحين حاولوا الاحتجاج لدي الجنود اعتقل الجيش اثنين منهم. وفي خربة التواني جنوب الخليل، نظمت اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان، بالتعاون مع حركة الشبيبة الطلابية في جامعة القدس المفتوحة فرع يطا، فعالية لزراعة الأشجار في الأراضي المهددة بالاستيلاء، والمحاذية لمستوطنة 'ماعون' المقامة علي أراضي المواطنين. وفي طولكرم أصيب عدد من المواطنين ظهر اليوم الأحد، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، أطلقه عليهم جنود الاحتلال علي 'حاجز نتانيا القديم' غرب مدينة طولكرم. وأفادت مراسلتنا بأن مسيرة سلمية انطلقت من أمام جامعة فلسطين التقنية خضوري، إحياء لذكري يوم الأرض، وأثناء سيرها بالقرب من الحاجز، أطلق جنود الاحتلال القنابل الغازية باتجاههم، ما أدي إلي وقوع مواجهات بين الشبان والجنود في المكان، وما زالت مستمرة حتي إعداد هذا الخبر. وأحيت طولكرم ذكري يوم الأرض، من خلال زراعة أشتال زيتون، علي أرض جامعة فلسطين التقنية 'خضوري' المحاذية لجدار الفصل العنصري. وشارك في الفعالية المحافظ اللواء عبد الله كميل، ومدراء وممثلو المؤسسات الرسمية والأهلية وقادة الأجهزة الأمنية، وفصائل العمل الوطني والأطر النسوية والطلبة في المحافظة. وأكد كميل أن الأرض هي جوهر الصراع ورمز الحياة وعليها ما يستحق الحياة، هذه الأرض التي ضحّي شعبنا من أجلها بالآلاف من الشهداء والأسري والجرحي علي مدار عقود عديدة. وأشار إلي أن يوم الأرض كان مميزاً في تاريخ نضال شعبنا حيث هب المواطنون في الجليل والمثلث والنقب دفاعاً عن الأرض الفلسطينية، وقدموا الشهداء في سخنين وعرابة البطوف والطيبة، وتوحد شعبنا في داخل الخط الاخضر وفي الضفة والقطاع وفي الشتات في هذا اليوم الخالد ليشكل ملحمة مميزة تؤكد علي ارتباط شعبنا بأرضه ووحدته رغم الحدود المصطنعة. وحول اختيار أرض جامعة خضوري لإحياء ذكري يوم الأرض، أشار كميل إلي أن هذا الاختيار هو تعبير عن رفضنا لقيام سلطات الاحتلال باقتطاع جزء من أراضي الجامعة لاستخدامها حقلا للتدريب العسكري لجيش الاحتلال. ثم ألقت ندي طوير كلمة فصائل العمل الوطني، أكدت فيها أن يوم الأرض هو تعبير للتمسك شعبنا بأرضه وصموده فوقها وإصراره علي نيل حقوقه الوطنية المشروعة واستعداده لبذل المزيد من التضحيات حتي تحقيق والوصول إلي حقوق شعبنا الوطنية بالرغم من كل اجراءات الاحتلال التعسفية واستمرار عمليات المصادرة والاستيطان والتهويد. ونوهت إلي أن ذكري يوم الأرض الخالد هذا العام تأتي في ظل استمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات اللجوء في سوريا. وفي محافظة بيت لحم منعت قوات الاحتلال المتمركزة علي المدخل الجنوبي لبلدة الخضر أو ما يعرف بحاجز 'النشاش' ناشطين ومتضامنين من الوصول إلي أراضٍ مهددة بالاستيلاء في البلدة، إحياء لذكري يوم الأرض الخالد. وقال منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الخضر أحمد صلاح إن أعدادا كبيرة من جنود الاحتلال أغلقت حاجز 'النشاش' أمام تقدم المسيرة التي انطلقت من نفس المكان، صوب أراضي منطقة 'باطن المعصي' جنوب البلدة، من أجل التصدي لجرافات الاحتلال التي تواصل أعمال التجريف هناك. وأضاف أن جنود الاحتلال قاموا بالاعتداء علي المشاركين بالضرب بالأيدي وبأعقاب البنادق. وفي محافظة جنين أحيت مديرية الزراعة واللجنة التنسيقية للمؤسسات النسوية وبلدية يعبد، فعاليات يوم الأرض بزراعة الأشجار في بلدة يعبد جنوب غرب جنين. واشتملت الفعالية علي زراعة 100 شتلة زيتون في منطقة الطرم المحاذية لمستوطنة شاكيد، بمشاركة مدير الزراعة وجدي بشارات، ومساعد المحافظ كمال أبو الرب، ورئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وفاء زكارنة، وممثلات المؤسسات النسوية وممثلي المؤسسات الرسمية في المحافظة وقوات الأمن الوطني. وأشار أبو الرب إلي أن سلطات الاحتلال استولت علي 17 ألف دونم من أراضي قري وبلدات المحافظة، وقامت ببناء جدار الضم والتوسع العنصري بدلا من أن تبني جسور التعايش والسلام. وأكد بشارات أن زراعة الأشجار في يوم الأرض تدل علي الانتماء للأرض، والصمود والبقاء فيها رغم ممارسات الاحتلال المتكررة. كما رحب رئيس بلدية يعبد سامر أبو بكر بالحضور وشكر وزارة الزراعة علي اختيارها لبلدة يعبد لإحياء هذه المناسبة علي أراضيها، مستعرضا المعاناة المستمرة لأهالي البلدة جراء إجراءات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة. بدورها نوهت زكارنة إلي أنه من واجب الاتحاد الوقوف إلي جانب المزارع الفلسطيني ومساعدته علي التمسك بأرضه. كما أحيت المديرية واللجنة الشعبية وفعاليات مخيم جنين، فعالية العودة بمناسبة يوم الأرض بزراعة أشتال الزيتون في مقبرة الشهداء. واشتملت الفعالية علي زراعة عشرات أشتال الزيتون في مقبرة الشهداء بمشاركة فعاليات المخيم وممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية في المحافظة. وأكد بشارات أن هذه الفعالية جاءت لتؤكد تمسك شعبنا بحق العودة وتقرير المصير من خلال تمسكه بشجرة الدولة وشجرة السماء شجرة الزيتون المباركة. وشكر رئيس اللجنة الشعبية لخدمات اللاجئين في المخيم منتصر أبو الهيجاء، وزارة الزراعة علي اختيارها لمقبرة شهداء المخيم، للتأكيد علي السير علي درب الشهداء من أجل إحقاق الحقوق المشروعة وفي المقدمة حق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.