نشرت إحدي الصحف الكردية خبر مفاده أن العملة العراقية الجديدة التي ستصدر قريبا بعد رفع الأصفار عنها ستكون باللغتين العربية والكردية!.. واعتبر متابعون ان الكتابة بلغة ثانية علي وجه العملة الجديدة، أمر غير مسبوق حتي في الدول ذات التعدديات الطائفية واللغوية الكبيرة كالهند وحتي بريطانيا التي تعد اهم الديمقراطيات في العالم، لا تعمل بنظام اللغتين، مع أن من بين مواطنيها أقليات اسكتلندية وويلشية وايرلندية، وكذلك سويسرا التي تتألف أساسا من ثلاث قوميات 'الألمانية، الايطالية والفرنسية'. وحتي الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان يضم أكثر من عشرين قومية ظلت عملته 'الروبل' تقرأ بأرقام وحروف روسية!! واشار المتابعون الي ان تلك الخطوة تسبقها عدة خطوات تهدف الي انفصال اقليم كردستان العراق الامر الذي قد يفجر حمامات من الدماء في المنطقة الملتهبة اصلا. ورصد المراقبون الخطوات التي ضغطت من اجلها حكومة الاقليم تأييد الساسة الأكراد في العراق لنظام المحاصصة الطائفية الذي اقره دستور العراق الجديد الذي الفه بول بريمر الحاكم العسكري الامريكي السابق للعراق الامر الذي اعتبروه خطوة في اطار الانفصال. ويتوقع المراقبون ان يتعمد الساسة الاكراد في العراق الحديث باللغة الكردية في البرلمان وكافة مناسبات الدولة . يذكر ان الدينار العراقي منذ إصداره قبل اقل من قرن وحتي اليوم يكتب بالعربية والانجليزية، وتأتي الكتابة العربية لأنها لغة معظم أهل البلاد، أما الانجليزية فاعتبارها لغة عالمية يستطيع الأجنبي آن يفهم قيمة الدينار ومشتقاته وهو ما تتبعه معظم دول العالم. في كتابه "لو كررت ذلك علي مسامعي فلن أصدقه" يكشف جان كلود موريس الذي كان يعمل مراسلا حربيا لصحيفة 'لو جورنال دو ديماش' من 1999 إلي 2003، أخطر أسرار المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي 'جورج بوش الابن' والرئيس الفرنسي السابق 'جاك شيراك'، والتي كان يجريها الأول لإقناع الثاني بالمشاركة في الحرب التي شنها علي العراق عام 2003، بذريعة القضاء علي 'يأجوج ومأجوج' اللذين ظهرا في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيقا لنبوءة وردت في كتبهم 'المقدسة'. كشف الرئيس الفرنسي السابق 'جاك شيراك' في حديث مسجل له مع مؤلف الكتاب عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأمريكي، قائلا: 'تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003، فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة علي ضمّ الجيش الفرنسي إلي القوات المتحالفة ضد العراق، مبررا ذلك بتدمير آخر أوكار "يأجوج ومأجوج"، مدعيا أنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط، قرب مدينة بابل القديمة، وأصر علي الاشتراك معه في حملته الحربية، التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة، ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس، الذي أكدته نبوءات التوراة والإنجيل'. ويقول 'شيراك': هذه ليست مزحة، فقد كنت متحيرا جدا، بعد أن صعقتني هذه الخزعبلات والخرافات السخيفة، التي يؤمن بها رئيس أعظم دولة في العالم، ولم اصدق في حينها أن هذا الرجل بهذا المستوي من السطحية والتفاهة، ويحمل هذه العقلية المتخلفة، ويؤمن بهذه الأفكار الكهنوتية المتعصبة، التي سيحرق بها الشرق الأوسط، ويدمر مهد الحضارات الإنسانية، ويجري هذا كله في الوقت الذي صارت فيه العقلانية سيدة المواقف السياسية، وليس هناك مكان للتعامل بالتنبؤات والخرافات والخزعبلات والتنجيم وقراءة الطالع حتي في غابات الشعوب البدائية، ولم يصدق 'جاك شيراك'، أن أمريكا وحلفاءها سيشنون حربا عارمة مدفوعة بتفكير سحري ديني ينبع من مزابل الخرافات المتطرفة، وينبعث من تراتيل الكنيسة الانجليكانية، التي مازالت تقول: 'كانت الصهيونية أنشودة مسيحية ثم أصبحت حركة سياسية'. ويقول المؤلف 'جان كلود موريس': 'إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جداً، وأن اعتقادك ليس في محله'، فالأسباب والدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصورها العقل، بل هي خارج حدود الخيال، وخارج حدود التوقعات السياسية والمنطقية كلها، ولا يمكن أن تطرأ علي بال الناس العقلاء أبدا، فقد كان الرئيس الأمريكي السابق 'جورج بوش الابن' من أشد المؤمنين بالخرافات الدينية الوثنية البالية، وهو مهووس بالتنجيم والغيبيات، وتحضير الأرواح، والانغماس في المعتقدات الروحية المريبة، وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة، وفي مقدمتها 'التوراة'، ويجنح بخياله الكهنوتي المضطرب في فضاءات التنبؤات المستقبلية المستمدة من الرؤي اليهودية المتطرفة. ويميل إلي استخدام بعض العبارات الغريبة، وتكرارها في خطاباته، من مثل: 'القضاء علي محور الأشرار'، 'بؤر الكراهية'، 'قوي الظلام'، و'ظهور المسيح الدجال'، و'شعب الله المختار'، و'الهرمجدون'، و'فرسان المعبد'، ويدعي انه يتلقي رسائل مشفرة يبعثها إليه 'الرب' عن طريق الإيحاءات الروحية، والأحلام الليلية. كان بوش يتصور أنه نبي يوحي إليه، ولكن الأنبياء ينتصرون دائماً فكيف قاد "النبي بوش" أمته وجيشها واقتصادها إلي كارثة في العراق لن تصحو منها قريباً، وقد لا تصحو.