جدد المدعو محمد عبد المقصود المتخصص في علوم النباتات الزراعية ذاكرة الأحزان في العقول والقلوب علي حال الدعوة الإسلامية التي تلوثت صفحاتها البيضاء بالدخلاء والأدعياء والمتاجرين بالدين والخوارج الجدد.. ويبلغ الحزن مبلغه من النفس عندما يتدثر عبد المقصود هذا بلقب الشيخ، ويدعو إلي استهداف قوات الجيش والشرطة مستحلاً دماءهم وأموالهم بفتاوي تكفيرية انتقامية تفتح أبواب الاقتتال بين المصريين أبناء الوطن الواحد.. وشئنا أم أبينا فهم أبناء مصر منهم البار والعاق.. وقد ظن عبد المقصود ومن سن سنته الدموية أن عمليات إحراق سيارات الشرطة علي سبيل المثال قد لا يقابلها علي الجانب الآخر من يتحرك لإحراق سيارات قيادات 'الإخوان' وقيادات التحالف الداعم لهم.. !! وقد بدأت ردود الفعل سريعة بعد أقل من أسبوع من الفتوي التي أصدرها عبد المقصود، وجاء الرد بعد صبر طويل علي الهجمات المتكررة التي استهدفت قوات الجيش والشرطة في مركباتهم وآلياتهم وجنودهم وضباطهم وسياراتهم وممتلكاتهم الخاصة.. وتم الإعلان صباح السبت الخامس عشر من مارس 2014 عن إحراق سيارة سمية الشناوي زوجة الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة 'الإخوان' أثناء انتظارها أمام منزل نجل المرشد في محافظة بني سويف، وفي ذات التوقيت تم الإعلان عن إحراق سيارة الدكتورة نيفين نور الدين زوجة الدكتور ضياء أحمد المغازي أمين حزب 'الحرية والعدالة' في المنيا، وربما نقرأ قريباً عن إحراق وتدمير السيارات الخاصة بعدد آخر من قيادات 'الإخوان' وقيادات التحالف الداعم لهم، وربما نقرأ علي صفحات التواصل الاجتماعي بيانات محل الإقامة وأرقام الهاتف الخاصة بقيادات التحالف الإخواني في دعوة لاستهداف سياراتهم ومنازلهم كما قاموا بالتحريض علي استهداف ضباط الجيش والشرطة والإعلاميين.. إنها النيران التي أشعلها التنظيم الإخواني والتحالف الداعم له.. إنها فتاوي التحريض علي استهداف قوات الجيش والشرطة، والطبيعي أن يكون المقابل لها فتاوي مماثلة لإستهداف قيادات 'الإخوان' وقيادات حلفائهم !! هذا بعض ما قد ينال مصر من شيوخ التكفير والإرهاب والفتنة.. وللأسف يقولون عنهم شيوخاً فتلحق بلقب الشيخ كل معاني الذلة والإهانة والمهانة والاستهانة.. والحقيقة أنهم ليسوا شيوخاً ولا دعاة.. ومن يعود إلي السيرة الذاتية للمدعو محمد عبد المقصود عفيفي يجد أنه تخرج في كلية الزراعة ثم حصل علي درجة الماجستير والدكتوراه في كلية الزراعة بجامعة الأزهر. ويعمل أستاذاً متفرغاً بمعهد البحوث الزراعية قسم وقاية النباتات!!! والعجيب أن عبد المقصود وهو يدعو لاستهداف ضباط الشرطة لأنهم يريدون إعادة نظام مبارك إلي الحكم ينسي أو يتناسي أن شقيقه اللواء عادل عبد المقصود عفيفي كان أحد مساعدي وزير الداخلية في عهد مبارك، لكنه بعد أن صعد 'الإخوان' إلي الحكم أطلق لحيته وحمل لقب رئيس حزب إسلامي بعد أن أسس بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير حزب الفضيلة السلفي.. لكنه انسحب مع عدد من أعضاء المكتب السياسي من الحزب في يوليو 2011 بداعي وجود 'مؤامرة لتحويل مبادئه إلي أفكار متشددة'، وقرروا تأسيس حزب جديد باسم حزب 'الأصالة' وترأس عبد المقصود الحزب الجديد منذ تأسيسه وحتي 4 يناير 2013 حيث خرج من رئاسته بعد انتخابات داخلية فاز فيها إيهاب شيحة برئاسة الحزب، وكان عادل عبد المقصود وشقيقه محمد عبد المقصود من قيادات اعتصام 'رابعة' ومعهم أيضا إيهاب شيحة رئيس حزب 'الأصالة'، وكلهم يحملون لقب شيخ وداعية وقد شاركوا في تحريض المعتصيمن علي مقاومة قوات الجيش والشرطة ومنعهم من فض الاعتصام حتي مات من مات وأصيب من أصيب، أما عن الأخوين عبد المقصود فقد هربا مع الهاربين والآن يطل علينا محمد عبد المقصود عبر شاشة إحدي فضائيات 'الإخوان' داعياً إلي الجهاد والاستشهاد بينما يعيش الرجل متنعماً في فنادق الخمس نجوم التركية هو وغيره من المناضلين المصريين المقيمين في قطر وتركيا ولبنان !!! والصفحات السوداء التي تلوثت بها سجلات الدعوة الإسلامية كثيرة وجميعها تحمل مسميات الشيخ والداعية.. وقد ضحكت كثيراً، وشر البلية ما يضحك عندما قرأت السيرة الذاتية الخاصة بأحد الذين يحملون لقب شيخ وداعية، وكان مبعث الضحك أن الرجل كتب في سيرته الذاتية أنه التقي الشيخ '.... ' في سيارته مرتين.. نعم مرتين.. ويقول الرجل هذا مع أنه كتب في مقدمة السيرة أنه تلقي العلم الشرعي علي يد هذا الشيخ، ويبدو أن صاحبنا هذا كان يتلقي العلم داخل السيارة بالنظرة أوالابتسامة.. !!! وتقودنا هذه الواقعة إلي آخر اسمه محمد الكردي ويحمل أيضاً لقب الشيخ والداعية، وقد أصابتني الدهشة عندما رأيته تحت قبة برلمان الثورة نائباً عن الشعب يصدح برأي - يقول إنه شرعي - مفاده تحريم تدريس اللغة الإنجليزية لأطفال العرب.. هذا المفتي المزيف كتب في سيرته الذاتية أنه التحق بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر سنة 1993 - 1994م ولم يستكمل الدراسة بها سوي سنتين لكثرة إنشغالاته.. أي أنه، وبصريح العبارة فاشل في تحصيل العلوم الأزهرية، لكنه ورغم هذا الفشل يفتخر بأنه تلقي العلم علي يد هذا وذاك ممن يسمون أنفسهم بالدعاة، ويقول إنه تلميذ مقرب من الشيخ أبو إسحاق الحويني.. ولو كان القرب من أبي إسحاق يمنح لقب الشيخ لكان كل المترددين علي المساجد التي يصلي فيه أبو إسحاق شيوخا!!!! وقد خرج محمد الكردي علي إحدي فضائيات المتاجرة بالدين يوماً وأفتي بأن استخدام الهاتف المحمول خلوة شرعية وأنه يحرم علي الفتاة أن تقوم بالرد علي أي متصل لا تعرفه، وأنه علي من يريد أن يتصل بها أن يكتب لها رسالة يعرفها بنفسه حتي تقوم بالرد وعليها أن تتأكذ أنه ممن يحل لها أن تتحدث معهم، والمضحك أن الكردي في ذات الحلقة تلقي اتصالاً هاتفياً من سيدة في الخامسة والعشرين من عمرها، وكانت تشكو إليه من زوجها الذي يكبرها بخمسة وعشرين عاماً وتشكو من تعسفه وظلمه لها في حياتها الزوجية، واستمع لها الكردي وأفاض واستفاض في التحليل والتحريم والنصح والإرشاد متناسياً فتواه التي أطلقها قبل الحديث مع السيدة بدقائق !! والحديث عن شيوخ هذا الزمن من المضحكات المبكيات فمنهم من حمل لقب الشيخ لأنه صعد المنبر ليذيق اللغة العربية المهانة بلسان يرفع المجرور وينصب المرفوع ويجر المنصوب، ومنهم من حمل لقب الشيخ لأنه أطل علي الناس من فضائيات المتاجرة بالدين، ومنهم من حمل لقب الشيخ لأنه سافر إلي الخليج متسولاً زكاة المال وصدقات المسلمين زاعماً أنه ينفقها في بناء بيوت الله وسد حاجة الضعفاء والمرضي وذوي الحاجة !! والمؤسف أن بعضهم يحمل علماً شرعياً حقيقياً وقد تخرج في الأزهر الشريف ومعاهد العلم الشرعي، لكنه ضل في الفهم وأضل بهذا العلم، ولنا في المدعو 'أبو الأشبال' مثلاً حيث دعا عبر قناة 'الحكمة' في أغسطس 2012 إلي مهاجمة وزارة الدفاع والقبض علي أعضاء المجلس العسكري وإعدامهم في ميداني التحرير والعباسية، وأفتي بأن من يسقط في معركة أحداث العباسية أبرياء شهداء، وقال: 'لا بد للشعب المصري أن يجر جرجرة إلي الميدان مسلحاً، طالما هناك المجلس العسكري، طالما هناك الفلول والحزب الوطني وأمن الدولة، وعلي المجلس العسكري أن يعرف أن الشعب يبغضه ويلعنه ولو أنه تمكن منه لقتله فارحل عنا قاتلك الله'، وأعرب عن تمنيه تلك الشهادة قائلاً: 'في بيتي لا أغادره ومرحباً بالموت في سبيل الله فهو أسمي أمانينا'. وكادت تتحول فتواه إلي ترجمة علي أرض الواقع وحمل بعض الموتورين السلاح وهموا بمهاجمة قوات الجيش التي تصدت لهم وأنقذت مصر من فتنة كان يمكن أن تتسبب في اقتتال عنيف بين أبناء الوطن !!! وبعد أن صدر أمر بالقبض عليه ارتدي أبو الأشبال قناعاً آخر وقال: 'ليس من اعتقادي ومنهجي طيلة حياتي العلمية والدعوية أنني دعوت إلي حمل السلاح يوماً ما، ويشهد لي بذلك القاصي والداني، وكم حاربت من حملوا السلاح من قبل واختاروا طريق العنف، لأنني أعتقد أن مصر لا يصلح معها العنف، لأن شعبها شعب طيب مسالم، وجيشها يغلب عليه التدين والوطنيه، كيف لا وهو جزء من أبناء هذا الوطن، لا كغيره من الجيوش العربية المجاورة'. وممن ينتسبون إلي الأزهر من هذا الصنف الشيخ هاشم إسلام علي إسلام، الواعظ بمنطقة الدقهلية الذي تم نقله إلي وظيفة إدارية من ذات المجموعة النوعية, وبذات درجته الوظيفية والمالية خارج محافظة الدقهلية بعد أن أفتي بحرمة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي!! وبعيداً عن علماء الأزهر نأتي إلي أشرف عبد المنعم الذي يسبق اسمه علي 'الفيس بوك' و'تويتر' بلقب دكتور مع أنه كتب علي صفحته أنه حاصل علي الماجستير من جامعة أجنبية مفتوحة '!!!'.. أشرف عبد المنعم هذا هو أمين اللجنة العلمية للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وعضو مؤسس في الهيئة التي كانت تحت هيمنة خيرت الشاطر قبل الإطاحة بحكم 'الإخوان'، وقد أفتي عبد المنعم بجواز قتل المتظاهرين الذين خرجوا في الثلاثين من يونيو، ولا يزال علي فتاواه وآرائه المثيرة للجدل التي يطلقها بين الحين والآخر علي صفحات التواصل الاجتماعي !!! ونأتي إلي شيخ آخر هو التكفيري فوزي السعيد الذي عمل خطيباً لمسجد التوحيد في شارع رمسيس بالقاهرة لعدة سنوات، وتم سجنه في عهد مبارك، لكنه خرج إلي حرية الإفتاء والتكفير في عهد 'الإخوان'، وعقب سقوطهم وقف علي منصة 'رابعة' وصرخ بأعلي صوته قائلاً إن مرسي هدية من الله ومن يشك في عودة محمد مرسي إلي الحكم فهو 'شك في ربنا'!!! وكان للسلفيين من لسان فوزي السعيد النصيب الأوفر، حيث أكد أن جلوس حزب 'النور' مع جبهة الإنقاذ 'كفر'، وأفتي بتكفير سعيد رسلان وبرهامي والشحات وسخر من نادر بكار واتهم أحد الصحفيين بالعمالة للأمن !!! هؤلاء هم شيوخ التكفير والإرهاب والفتنة والقائمة طويلة لا تتسع لها الصفحات والصفحات فمنهم من تقوَّل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال إنه رآه في المنام وقد قدم محمد مرسي إماماً له، ومنهم من تقول علي جبريل عليه السلام، وقالوا إنه كان يصلي معهم في ساحة رابعة، ومنهم من يقص القصص عن الرؤي والمبشرات التي أكدت عودة مرسي التي ضربوا لها عشرات المواعيد التي لم ولن يتحقق منها شيء. ومن هؤلاء وفيهم حازم أبو إسماعيل وصفوت حجازي وصلاح سلطان وعاصم عبد الماجد وصفوت عبد الغني وعصام دربالة، والحبل علي الجرار !!!! والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: إذا كان شيوخ الإرهاب والفتنة قد أصدروا أحكاماً تقضي بإباحة دماء وأموال المسلمين من ضباط الجيش والشرطة ومثلهم دماء وأموال جميع مؤيدي ثورة الثلاثين من يونيو.. فماذا عن إخواننا المسيحيين؟!!!.. هل سيأمر شيوخ التكفير والإرهاب والفتنة بذبحهم جهاراً نهاراً لو عاد 'الإخوان' إلي الحكم أو تمكن فصيل تابع لهؤلاء من حكم مصر؟!! .. الإجابة نعم.. وستكون دماء المصريين أنهاراً لو أصبح شيوخ التكفير والإرهاب والفتنة من أصحاب القرار في مصر !!!