الحرب العراقيةالإيرانية و هي حرب الخليج الاولي.. فكانت حرباً بين القوات المسلحة لدولتي العراق و إيران واستمرت من سبتمبر 1980 إلي اغسطس 1988. اعتبرت هذه الحرب أكثر الحروب الحروب دموية و أطولها في القرن العشرين وأدت إلي مقتل مليون شخص ومئات الآلاف من المعوقين والجرحي وخسائر مالية تقدر بحوالي 400 مليار دولار أمريكي، وقد غيرت الحرب المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط صحيح انتهت الحرب لكن العداء بين الجارتين ظل مشتعلا. وعلي الجانب الآخر من الحدود، استولت علي السلطة في أفغانستان جماعة إسلامية متشددة تحمل كراهية شديدة نحو جارتها إيران.. ففي عام 1997 اُختطف دبلوماسيين إيرانيين في مدينة 'مزار شريف' الأفغانية وقُتلوا علي يد حركة طالبان، وكانت الدولتان 'قاب قوسين أو أدني ' اي قاربت من الدخول في حرب بسبب تلك الحادثة ولكن بعد أن كان العراقوأفغانستان من أشد الدول عداء تجاه إيران، تحول البلدان فجأة إلي أفضل أصدقاء إيران. كم أنت محظوظة يا إيران فكلما وجدت إيران نفسها في مشاكل وضيقة، تمتد لها يد المساعدة من حيث لا تدري لإنقاذ النظام في طهران . وفي الوقت الذي تزداد فيه حدة التوتر بين الغرب وروسيا بشأن الوضع في أوكرانيا، تجد إيران مرة أخري نفسها في وضع ممتاز فبقدر ما تبدو إمكانية قيام روسيا بغزو شبه جزيرة القرم الأوكرانية وتصاعد التوتر بين البيت الأبيض والكرملين الروسي، يتوفر لإيران الفرصة للاستفادة بقدر أكبر من تلك هذه الظروف وبفضل قربها من روسيا ودخولها في محادثات مكثفة مثمرة مع الولاياتالمتحدة والقوي الأوروبية الكبري بشأن برنامجها النووي، يمكن لإيران أن تستفيد كثيرا من قربها من موسكو في الوقت الحالي وحتي هذه اللحظة، لم تعلن إيران عن موقفها الرسمي تجاه التوتر في أوكرانيا، لكن وسائل الإعلام الإيرانية تدعم موقف روسيا. وبما أن إيران تحتاج إلي دعم روسيا خلال المحادثات النووية من أجل رفع العقوبات، وكذلك دعما فيما يخص المسألة السورية لضمان بقاء الأسد في السلطة، تري طهران أنه من الواجب الوقوف بجانب روسيا حتي ولو بشكل غير رسمي فإن هذا الدعم الخفي ريما يمكِّن إيران في النهاية من الحصول علي صفقة صواريخ جري بيعها لإيران منذ فترة طويلة ولكن طهران لم تتسلمها حتي الآن بسبب ضغوط الدول الغربية علي روسيا ربما تستفيد إيران من التوتر الحالي بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا، لا سيما في كسب المزيد من الدعم لبشار الأسد، وفي نفس لوقت تكون لها اليد العليا خلال المحادثات النووية القادمة للتوصل إلي اتفاق دائم مع القوي الغربية فقد بذل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند زيارتة للولايات المتحدة لحضور اجتماعات منظمة'إيباك' اليهودية أكبر جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل.. قصاري جهده للفت انتباه وسائل الإعلام إلي استيلاء البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر يوم الأربعاء علي سفينة كانت تحمل عشرات الصواريخ القادمة من إيران والمصنوعة في سوريا. وأشار نتنياهو إلي أن الصواريخ كانت في طريقها إلي مقاتلي 'حركة حماس' الفلسطينية في قطاع غزة وفي حال لم تكن الولاياتالمتحدةوروسيا غارقتين إلي أذنيهما في أزمة شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ربما كان نتنياهو قد نجح في لفت الانتباه إلي قضية سفينة الصواريخ، لكنه لم ينجح هذه المرة! ورفضت إيران المزاعم الإسرائيلية، ووصفتها بأنها 'كذبة إسرائيلية جديدة تهدف لتبرير وإطالة أمد الحصار، الذي تفرضه علي غزة كان من الممكن أن تجد تلك المزاعم الإسرائيلية آذانا صاغية في وقت آخر، أما الآن فالعالم مشغول بمواجهة بين أكبر قوة لم تتغير منذ الحرب الباردة مع روسيا. سوف تتلقي إيران قريبا الدفعة الثانية من الأصول المجمدة، والتي عادت إليها بموجب اتفاق نووي مؤقت مع القوي العالمية فقد أشار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية 'يوكيا أمانو'، أن إيران حققت تقدما كافيا للحصول علي دفعة الأصول المجمدة والتي تقدر 450 مليون دولا'. لقد صادفت إيران حظا سعيدا هذه المرة لأنها قادرة الآن عل عزل إسرائيل فكم انتي محظوظة يا إيران.. ولأجتذاب الحظ يجب ان تدرك أن الحظ السعيد الذي يطرق بابك إنما يأتيك عن طريق أشخاص أخرين.. فكثيراً بقال ان المحظوظين محظوظين بمحض الصدفة.. ولكن ذلك خطأ لأن الذكا والمهارة يجعل الحظ يدخل مرماه