ظللت أهرول بين الدروب هنا وهناك خائفة ضائعة تائهة اتفرس الوجوه انظر في العيون اتأمل البسمات لعلي أجد من احترمه من اثق به دون أن تكتمل جملتي بكلمة لكن. فعندما كنت انظر في الوجوه أحاول أن ابحث عن صدق همسات العيون لكنني أجد عيونا من زجاج تلمع بلا احساس أو مشاعر أو كلام. فالهث خلف البسمات التي لا تكذب لكنني لا أدري تلك البسمات لي أم علي. وعندما كان صدري يضيق و صبري ينفد وانا ابحث عن ملامح الصدق في الوجوه ونبرات الاحساس في صوت متهدج كنت أجد وجوها أقرب لالواح ثلج باردة بلا ملامح تنعكس صورتك فيها لكنك لا تنفذاليها وأعود حائرة ضائعة من جديد. فليس هناك من بين هؤلاء من يمكنني الوثوق به أو الوصول معه لبر أمان. ظللت سنوات أتمني وأريد أن أجد من هو شريف دون كلمة لكن وان اجد من هو شجاع دون لكن. وان اجد من قال لادون اطماع اريد ان اجد من مد يده بالخير دون لكن ومن اسرع للبناء دون كلمة لكن. ان أجد بين كل القامات العالية والمسئولين الكبار والنخب المثقفة التي تطل علينا هنا وهناك كل يوم من نحترمه من نثق به من نقبل أن نصغي له دون كلمة لكن. وبعد طول صبر وقلق واحباط وخوف عبر سنوات طوال كدت فيه أصل لحافة اليأس الآن وجدت رجلا أراه زعيما يقول ما يفعل ويفعل ما يقول وأثق في كفاءته وقدرته واطمئن علي بلدي في ظل قيادته دون كلمة لكن. ووجدت رجالا شجعانا أمناء يضحون من أجل الوطن دون ضجيج وصخب استشعر فيهم الأمانة والرؤية دون كلمة لكن. الآن أحلم لوطني بلا قيود ولا حدود لأحلامي وأري كل واحد منا بامكانه أن يحقق لمصر الكثير دون كلمة لكن .