غيري جني وأنا المعذب فيكم فكأنني سبابة المتندمي هذا هو حال مصر اليوم جانية وهي المجني عليها، مفلسة، هي الغنية بمواردها فمن الجاني عليها؟! آلمني ما آل إليه حال المجتمع المصري وليد الأسرة المصرية وليدة الحضارات العظيمة 'الفرعونية - القبطية - الإسلامية' صاحبة الموروث الثقافي والأخلاقي الذي تسيد بها العالم يومًا، من تراجع في منظومة القيم والموروث الثقافي والأخلاقي. فتساءلت لأجيب عن السبب مسترشدًا بالتاريخ والواقع حيث أستطيع أن أقر في اطمئنان وثقة: أن الجاني علي مصر يمكن حصره في ثلاث نقاط علي النحو التالي: الأول - الفقر المادي والنفسي، الثاني - سوء الإدارة، الثالث - ضعف الإرادة. ولقد تم استغلال هذه النقاط الثلاث من قبل أعداء الداخل والخارج حيث اعتقدت الحكومات السابقة أن القروض والمساعدات الأجنبية هي طوق النجاة والحل الأمثل لبرامج التنمية بكل صورها، ورغم هذا الاعتقاد الخاطئ تمت إساءة إدارة الدين العام مما ترتب عليه تنامي خدمة الدين العام 'الأقساط والفوائد'. حتي وصل لمرحلة الأزمة حتي ساد 'مبدأ الاقتراض لأجل سداد القروض'!! ورغم هذا تنامت المطالب وتعددت من قبل كثير من الفئات في ظل ندرة الموارد وتراجعها بشكل ملحوظ بعد ثورة 30 يونية المجيدة بفعل منهج خونة الدين والوطن في تركيع مصر اقتصاديًا. نعم تغيرت منظومة القيم وتراجعت أخلاقيات المجتمع المصري نتيجة التبعية الثقافية 'حيث مشروطية كثير من القروض والمساعدات'. حيث تمت إذابة كثير من الخصوصيات التي تميزنا وسدنا العالم بها يومًا لتحليها بالمبادئ الإنسانية النبيلة التي منها حب الخير للغير والإيثار وآحترام الكبار والمؤسسات وحب الوطن وقبول الآخر، حيث تراجع دورها كثيرًا بفعل نظام عولمي لا يعرف الخصوصيات وفي ظل تراجع للمؤسسات التعليمية والدينية في مصر، فضلًا عن الرغبة في إشباع الحاجة من مأكل وملبس ومسكن. نحن أمام جيل غيب كثيرًا ثقافيًا ودينيًا بفعل عوامل كثيرة، هذا الجيل رافض لكل شئ رغم عدم درايته بكثير من الأشياء التي تهدد وجوده حيث يستغل فيه حماسه وجهله لكثير من التحديات في تهديد الأمن القومي لمصر. ومن هنا أوجه ندائي لإخواني وأبنائي: أنتم مادة مصر وسر بقائها راجعوا أنفسكم وثقوا في قياداتكم ولا تسمعوا لخونة الدين والوطن المتآمرين عليكم فلا تشاركوا في خيانة وطنكم ولا تكونوا أبدًا مادة للآخرين في عدم استقرار بلادكم، انظروا حولكم شريانكم المائي مهدد من قبل المتآمرين علي أمن مصر تنفيذًا لتخاريف بني إسرائيل!! فحافظوا علي أن تكونوا مادة مصر وسر بقائها واحرصوا علي ألا تكونوا سر أزمتها. ظلم ذوي القربي أشد مضاضة علي النفس من وقع الحسام المهندي.