تعاني مصر حاليا العديد من المشاكل والقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي ظهرت بعد ثورة25 يناير وتفاقمت من عام إلي عام لأسباب كثيرة منها ما هو أمني ومنها ما هو سياسي وصراع حزبي وايدلوجي بين القوي السياسية والتي دخلت في معارك جانبية كان الإعلام فتيل الاشتعال فتناسوا الاحتياجات اليومية للمواطن المصري وتخلخلت البنية الاجتماعية في ظل انفلات أمني واخلاقي لم تشهده مصر في تاريخها وتراجع دورها الاقليمي سياسيا واقتصاديا وتجاريا, ولكي تخرج مصر من هذه الازمة أن تتضافر جهود الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمواطنين أنفسهم في وضع حلول لهذا الواقع المتردي الذي خلقته العديد من العوامل منها ما هو مخطط له وما هو فرضته ظروف الثورات وخروج المارد من أيقونته. أول هذه العوامل الأحزاب السياسية الهشة بعيدة كل البعد عن القضايا القومية وإنها تسعي دائما إلي خلق الصراعات السياسية والاعتراض من اجل الاعتراض دون خطة أو رؤية واضحة ومن هنا فشلت في خلق أرضية لها في الشارع المصري الذي بيده تحديد شكل الخريطة السياسية في مصر, وان وضع مصر الحالي خلق للأحزاب جو التواجد في الشارع المصري ولم اقصد الشارع المصري شاشات الفضائيات او ميدان التحرير ولكن الشارع في المحافظات والقري والنجوع المصرية تبحث عن المشاكل اليومية للمواطن من صحة وتعليم وتموين ومعاشات إلي باقي مشاكله اليومية وإيجاد الحلول لها ومعايشة المصريين في همومهم وأوجاعهم وان تتعاون هذه الأحزاب مع الحكومة للخروج بمصر إلي بر الأمان ومن هنا تتكون الثقة بين الأحزاب والمواطن, وعلي الأحزاب اذا كانت تريد أن تتواجد بشكل فاعل في الحياة السياسية وليست كمالة عدد ان تفهم التركيبة الاجتماعية للشعب المصري الذي أول ما يسعي اليه هو توفير قوته اليومي وتعليمه تعليما جيدا وتوفير العلاج بالمستشفيات ولا يعنيه السياسة ولا من هو الحاكم الذي يحكمه. والسبب الثاني فشل الحكومات المتعاقبة بعد الثورة في تحقيق متطلبات المواطن المصري من امن واستقرار وحمايته من التجار الجشعين وارتفاع الأسعار بشكل يعجز فيه عن توفير احتياجات منزله خاصة الحكومة الأخيرة التي جاءت لتوفير الأمن والاستقرار للمواطن وتفاقمت في عهدها المشكلات الاقتصادية وتفاقم الدين الداخلي وفشلت في الحد من ارتفاع الأسعار التي أرهقت المواطن وظهور مشاكل الوقود من بوتاجاز وكهرباء إلي جانب اتجاهها إلي وضع حلول أمنية لكل المشاكل رغم أن هذه الطريقة فشلت في مصر وكانت احد أسباب قيام الثورتين في مصر وإنها تسببت في خلق فجوة بينها وبين المواطنين, وكان بإمكانها وضع حلول غير تقليدية تشارك الأحزاب والمواطنون والمجتمع المدني في حلها من اجل خروج مصر من كبوتها. وأيضا من العوامل التي كانت أهم وأقوي العوامل في انهيار المجتمع المصري منذ أكثر من عشر سنوات أخلاقيا واجتماعيا وسياسيا هي الإعلام الذي يبحث عن الإثارة بعيدا عن المصلحة الوطنية فكان السبب في تقسيم الشعب إلي فئات وأحزاب حتي انه خلق الفرقة بين أبناء المهنة الواحدة وادخل القضاء والجيش والشرطة في الأحداث اليومية والاختلاف بين الأسرة الواحدة الزوج والزوجة والأب والابن والأخ والأخت خاصة وأنهم لم يراجعوا نتائج ما قدموه خلال السنوات الماضية من انحدار اخلاقي وخلق نجوم فشلوا في إدارة حياتهم اليومية وهم الذين وقفوا مع الأحزاب والجامعات التي تبوأت الساحة بعد الثورة ثم انقلبوا عليهم, إلي جانب الدور المريب في إشعال الفتن والنفخ في الأحداث اليومية لإشعال النار فيها من اجل حرق البلاد التي سيحفظها الله سبحانه وتعالي رغم انف الحاقدين المتآمرين وسيرد الله كيدهم في نحرهم وستبقي مصر مرفوعة الرأس قوية بأهلها وشعبها وجيشها, وكنت أتمني من الحكومة الانتقالية والفريق السيسي ان تنفذ ميثاق الشرف الاعلامي وإعطاء توجيهات لهذا الإعلام بوقف بث السموم والنظر إلي مصلحة الوطن وترك الأمن والقانون لأصحابه ولا يشغلونهم بقضايا جانبية تبعدهم عن عملهم الحقيقي لعودة الأمن والاستقرار لمصر وان يتجه الإعلام لرسالته الحقيقية في تبصير المواطن بحقوقه وواجباته نحو الوطن وتحريك نعرة الانتماء والوطنية في نفوس المواطنين الذين تحولوا إلي أشخاص مشوشين لا يعرفون الصحيح من الخطأ وسيطر التشاؤم علي حياتهم ونسوا الأمل الذي هو سر اي نجاح. رابط دائم :