تنسيق المرحلة الأولى 2025.. كليات الصيدلة تبدأ بحد أدنى أقل من 92% (قائمة كاملة)    الأرز والعدس.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الإثنين 28 يوليو 2025    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الإثنين 28-7-2025 بعد ارتفاعه الأخير في 5 بنوك    الاتحاد الأوروبي يقر تيسيرات جديدة على صادرات البطاطس المصرية    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    تجاوزات في ودية المصري والترجي.. ومحمد موسى: البعثة بخير    أقل من 4000 جنيه رسميًا.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الانخفاض الكبير    السيسي يحتفل بدخول شاحنات "هزيلة " بعد شهور من التجويع… وإعلامه يرقص على أنقاض مجاعة غزة    منها السيارات والأدوية.. الاتحاد الأوروبي يوافق على رسوم 15% على واردات أمريكية    وزير خارجية أمريكا: سنسهل محادثات السلام بين كمبوديا وتايلاند    العراق.. القبض على 14 من عناصر الحشد الشعبى بتهمة اقتحام دائرة زراعية فى بغداد    "خرج عن مساره".. وفاة 4 أشخاص في حادث قطار بألمانيا    "حماة الوطن" يحشد لدعم مرشحيه في "الشيوخ" بسوهاج (فيديو وصور)    محافظ القليوبية يجري جولة مفاجئة بمدينة الخانكة ويوجّه بتطوير شارع الجمهورية    «اقعد على الدكة احتياطي؟».. رد حاسم من حسين الشحات    محمد عبد الله يشكر "كبار" الأهلي.. ويشيد بمعسكر تونس    "10 براميل زيت وأتوبيس".. السيطرة على حريق داخل مصنع كريازي بالعبور- صور    استمرار الموجة شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين 28 يوليو    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    بالصور.. اصطدام قطار بجرار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بالبحيرة    بالصور.. إيهاب توفيق يتألق في حفل افتتاح المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء بالإسكندرية    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    بعد تهشم إصبعه.. جراحة معقدة تنقذ يد مصاب بمستشفى ههيا في الشرقية    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 28 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    تتغيب عنه واشنطن.. انطلاق المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بنيويورك اليوم    4 انفجارات متتالية تهز العاصمة السورية دمشق    الخارجية السودانية تدين إعلان قوات الدعم السريع «حكومة وهمية» وتطلب عدم الاعتراف بها    وائل جسار ل فضل شاكر: سلم نفسك للقضاء وهتاخد براءة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 28 يوليو    رسمياً تنسيق الجامعات 2025 القائمة الكاملة لكليات علمي علوم «الأماكن المتاحة من الطب للعلوم الصحية»    منها «الاتجار في المخدرات».. ما هي اتهامات «أيمن صبري» بعد وفاته داخل محبسه ب بلقاس في الدقهلية؟    «مكنتش بتاعتها».. بسمة بوسيل تفجر مفاجأة بشأن أغنية «مشاعر» ل شيرين عبدالوهاب.. ما القصة؟    تنسيق الثانوية العامة 2025 بالقاهرة.. درجة القبول والشروط لطلاب الانتظام والخدمات    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    لا أماكن بكليات الهندسة للمرحلة الثانية.. ومنافسة شرسة على الحاسبات والذكاء الاصطناعي    العام الدراسي الجديد.. الخريطة الزمنية الرسمية للعام الدراسي 2025–2026    كريم رمزي: جلسة مرتقبة بين محمد يوسف ونجم الأهلي لمناقشة تجديد عقده    السيطرة على حريق أعلى سطح منزل في البلينا دون إصابات    بعد 26 ساعة من العمل.. بدء اختبار الكابلات لإعادة التيار الكهربائي للجيزة    تنسيق الكليات 2025، الحدود الدنيا لجميع الشعب بالدرجات والنسب المئوية لطلبة الثانوية بنظاميها    ردا على الأهلي، ماذا فعل الزمالك مع زيزو قبل لقاء القمة؟    حسين الشحات: لن أرحل عن الأهلي إلا في هذه الحالة، والتتويج أمام الزمالك أسعد لحظاتي    القبض على عاطلين متهمين بهتك عرض زميلهم بشبين القناطر    أحمد نبيل: تعليم الأطفال فن البانتومايم غيّر نظرتهم للتعبير عن المشاعر    وزير السياحة: ترخيص 56 وحدة فندقية جديدة و60 طلبًا قيد الدراسة    إدريس يشيد بالبداية المبهرة.. ثلاث ميداليات للبعثة المصرية فى أول أيام دورة الألعاب الإفريقية للمدارس    متخليش الصيف ينسيك.. فواكه ممنوعة لمرضى السكر    المعهد القومي للكبد: مصر حققت إنجازًا عالميًا في القضاء على فيروس "سي"    سعر الذهب اليوم الاثنين 28 يوليو 2025 عيار 14 بدون مصنعية ب3038 جنيه    أم وابنها يهزمان الزمن ويصنعان معجزة فى الثانوية العامة.. الأم تحصل على 89% والابن 86%.. محمد: ليست فقط أمى بل زميلتي بالدراسة.. والأم: التعليم لا يعرف عمرا وحلمنا ندرس صيدلة.. ونائب محافظ سوهاج يكرمهما.. فيديو    الباذنجان مهم لمرضى السكر والكوليسترول ويحمي من الزهايمر    بعد توقف 11 عاما.. رئيس حقوق الإنسان بالنواب يُشارك في تشغيل مستشفي دار السلام    رغم ارتفاع درجات الحرارة.. قوافل "100 يوم صحة" تواصل عملها بالوادى الجديد    رفضت عرسانًا «أزهريين» وطلبت من زوجها التعدد.. 19 معلومة عن الدكتورة سعاد صالح    في الحر الشديد.. هل تجوز الصلاة ب"الفانلة الحمالات"؟.. أمين الفتوى يوضح    بتوجيهات شيخ الأزهر.. قافلة إغاثية عاجلة من «بيت الزكاة والصدقات» في طريقها إلى غزة    هل الحر الشديد غضبًا إلهيًا؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الحشيش مش حرام؟».. دار الإفتاء تكشف تضليل المروجين!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المشير الحائر!!
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 03 - 03 - 2014


متي يحسم 'السيسي' قرار ترشحه للانتخابات؟
منذ البداية وجد نفسه في قلب الطوفان، لم يسع إليه، ولم يكن يرغب بالسباحة ضد تيار السلطة المرتبط بقوي خارجية متعددة، لكنه فجأة وجد نفسه أمام خيار واحد ووحيد.. حاول كثيرًا، بذل كل الجهود، حذر وأنذر، أرسل بالمندوبين، واجه مرسي وطالبه بالاستجابة لصوت الجماهير، لكن جهوده جميعًا ذهبت سدي.
من يعرف المشير السيسي، يعرف كم يتمتع هذا الرجل بحس إنساني رقيق، هو حاسم في قراراته ومواقفه، لكنه يمتلك قلبًا مرهفًا، لا يعرف الحقد أو الغل، ومشاعر جياشة تجاه الآخرين.
كان الرجل منذ بداية حياته، ملتزمًا، يحكي عنه زملاؤه الكثير من الحكايات والروايات التي تعكس سلامة نواياه وقيمه الأصيلة، وتمسكه بالوازع الأخلاقي والديني منذ الصغر.
نعم هو ليس مغامرًا، لكنه بالقطع يدرك ماذا يفعل ومتي يحسم قراره، يعرف دومًا حدود المسئولية، ولا يتعداها، لديه صبر غريب، وقدرة علي كتمان الغيظ، يلتزم الصمت كثيرًا، يستمع برحابة صدر، ويدرس خطواته جيدًا.
يكره الكذب والخداع، والغدر والخيانة، لقد ظل منذ الثامن من ديسمبر يحذر مرسي من خطورة قراراته، ويؤكد أن الجيش لن يسمح بالفوضي أو سقوط الدولة، وفي 23 يونية كان هناك التحذير الحاسم، الذي منح فيه مرسي وجماعته أسبوعًا، وعندما رفض، عاد ليمنحه ثماني وأربعين ساعة في الأول من يوليو، وعندما رفض، أرسل له في الثالث من يوليو اثنين من المقربين إليه وهما صهره أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري، ومحاميه د.محمد سليم العوا.
لم يتحرك ويتخذ القرار إلا بعد استنفاد كافة الطرق، لم يكن أمامه من خيار، فإما انقاذ مصر من السقوط في طوفان الحرب الأهلية، وإما ترك البلاد ومصيرها.
كان السيسي يدرك أن القرار خطير، وأن النتائج غير مضمونة، كان يعرف أن الغرب وأمريكا سيقفان ضده بكل قوة، أنه يعرف حقيقة الدور الذي يقوم به مرسي وجماعته لصالح الشرق الأوسط الجديد، لكنه تحدي تحذيرات أوباما وجون كيري وتشاك هيجل.
كان يعرف أن الإخوان سيناصبونه العداء هو وأسرته إلي الأبد، وأنهم قد ينالون منه ومن أسرته، لكنه قال بكل جسارة: وماذا تساوي حياتي وحياة أسرتي إلي جانب حياة الملايين الذين يناشدونه انقاذ البلاد قبل الانهيار الكبير.
ومنذ البداية اقترح عليه البعض أن يمسك بالسلطة لفترة من الوقت، قدموا له كل المبررات، لكنه رفض بكل جسارة وقوة، وقال 'خيارنا الوحيد هو في تسليم السلطة للشعب، علي أن يتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة الفترة الانتقالية.
وجه الدعوة للجميع للمشاركة في تقرير مصير البلاد، حضروا جميعًا ورفض حزب الحرية والعدالة، استمع إلي مطالبهم واستجاب لها علي الفور، فكانت خارطة الطريق.
لم يكن يدور في ذهن الرجل ولو لقيد أنملة، أنه قد يرضخ لإرادة الشعب، إذا ما طالب بترشحه للرئاسة، إن ذلك هو خيال بالنسبة له، إنه أمر بعيد المنال، لا يريده ولا يسعي إليه، ولا يتمناه.
مضت الأيام 'ثقيلة'، رأي الرجل كيف يتواطؤ بعض من جئ بهم لتصدر المشهد مع الإرهاب والإخوان، تعمد البرادعي إحراجه، راح يردد الأكاذيب، ويوجه الاتهامات إلي الجيش، ويعرقل صدور قرار بفض اعتصام 'رابعة' المسلح.
وعندما طلب 'السيسي' من الشعب أن يفوضه في مقاومة 'الإرهاب' الذي استشري في هذا الوقت، خرج نحو 'أربعين' مليونًا من المصريين، في كل الشوارع والميادين، في المدن والقري والكفور ليقولوا له: 'فوضناك'، انتظر المصريون إجراءات حاسمة، لكن السيسي طرح الأمر علي مجلس الدفاع الوطني فاشتعلت الحرب ضده من كل اتجاه، عرقلوا خططه، وراحوا يسربون وقائع الاجتماعات إلي جهات خارجية، راحت واشنطن تنذر وتحذر، وعندما لجأ المشير إلي مجلس الوزراء وجد ذات الأصوات تتردد، وتحذر، وبدا كأنه هو ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وكأنهما نشاز وسط أصوات لم تكن لديها حجة منطقية أو حتي إحساس بالمخاطر التي تتعرض لها البلاد من جراء استمرار هذا الاعتصام الإرهابي.
ويوم أن جري فض الاعتصام في الرابع عشر من أغسطس الماضي، كان هو القرار الصعب بالنسبة له، كان يحذر من إسالة الدماء، كانت تعليماته واضحة يجب فض الاعتصام سلميًا، لكن الإرهابيين راحوا يطلقون الرصاص من أعلي أسطح العمارات المحيطة بالاعتصام.
ومع تردي الأوضاع، واستمرار الإرهاب وطلقات الرصاص وقطع الطرق، وإنهاك الدولة والتآمر علي مؤسساتها راح المصريون يطالبون 'السيسي' بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، إنه الفارس الذي تبحث، عنه الجماهير في هذه اللحظة التاريخية التي تتعرض فيها البلاد لأخطار شتي من الداخل ومن الخارج.
دوت الأصوات في أنحاء المعمورة، تطالب الرجل بحسم أمره، فالانتخابات الرئاسية باتت علي الأبواب لكن 'السيسي' التزم الصمت، لم يكن في ذهنه علي الاطلاق أن القدر قد يدفعه إلي تصدر المشهد.
وفي الاحتفال الذي أقامته جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في 31 أكتوبر احتفالاً بالذكري الأربعين للانتصار بنادي الجلاء، ردّ الرجل علي من طالبوه بالترشح بالقول 'ليست القضية من يترشح للرئاسة، ولكن القضية من يستطيع أن يحل مشاكل مصر الصعبة والمعقدة'.
يدرك 'السيسي' أن الأزمة ليست سهلة، وأن الأوضاع الاقتصادية باتت خطيرة، وأن الاستثمارات تتراجع ودخل السياحة يكاد يكون معدومًا، يعرف أن مفاصل الدولة ومؤسساتها لم تعد إلي طبيعتها، ويدرك أن الانفلات الأخلاقي لم يتراجع بالقدر الكافي بعد، وأن الحالة الأمنية تزيد الموقف تعقيدًا.
أصبحت الضغوط الشعبية تواجه الرجل في كل مكان، أحوال البلاد تملي عليه اتخاذ القرار الصعب والاستجابة لإرادة الجماهير التي تري فيه منقذًا لها من مخاطر الحاضر والمستقبل.
قال المصريون 'إن السيسي يمتلك فرصة تاريخية للفوز من المرة الأولي، لديه القوة والرؤية وثقة الناس' وأن هذه المميزات الثلاث ربما لا يمتلكها غيره من بين الأسماء المطروحة، البلاد تعيش حالة غير طبيعية، ومن ثم بالضرورة توجب استدعاء رجل يتمتع بهذه المميزات.
لم يقتنع 'السيسي'، ظل مترددًا، خرجت أبواق تطلق 'سمومها' مجددًا، تحذر من عودة ما يسمونهم ب'العسكر' إلي الحكم، راحوا يرددون الأكاذيب، أصبحوا ينافسون أبواقًا تأتينا من الخارج، لتقول إن قبول السيسي بالترشح لمنصب الرئيس يؤكد أن ما جري كان 'انقلابًا'.
يتجاهلون حقائق الواقع، يتعمدون قراءة الحدث بطريقة تخدم أسيادهم المعادين لنا، لكن السيسي ظل صامتًا.
عندما تحدث إليه بعض المقربين، قال لهم 'انتظروا نتائج الاستفتاء' أدرك المصريون أن هذا شرط من الشروط المطروحة، خرج أكثر من عشرين مليونًا ونصف المليون من المصريين قال '%98.1' منهم 'نعم' للدستور، وكان ذلك يعني في أغلب الأحيان 'نعم' لترشح السيسي.
لقد ناشد السيسي قبلها بأيام الأمهات الخروج للمشاركة في التصويت، تحدث عن دور المرأة المصرية، فخرجن وتحملن الساعات ومعهن الأبناء والأزواج ليقولوا جميعًا 'نعم للدستور' الذي سيدفع السيسي إلي الترشح.
بعد إعلان النتيجة، ظل الرجل صامتًا، إنه يريد أن يثق من موقف الجماهير النهائي، قال لمن حوله: 'علينا أن ننتظر موقف الشعب في 25 يناير القادم'، أسبوع واحد يفصل بين إعلان نتيجة الاستفتاء والذكري الثالثة لاحتفالات 25 يناير.
وضع الجميع أيديهم علي قلوبهم، انطلقت النداءات تطالب الجماهير بالخروج، كان الإخوان قد عقدوا العزم علي الخروج، تحدثوا عن مخططات لقطع الشوارع وحرق المنشآت وإسقاط الدولة، لكن الجماهير تحدت التهديدات، وخرجت حاملة صورة المشير السيسي، تطالبه بحسم الأمر والترشح.
وفي مساء ذات اليوم، التقي البعض بالمشير، لم تكن لديه حجة أو خيار آخر، أدرك أنها مسئولية لا يستطيع الفكاك منها، وأنه كما قال لا يستطيع أن يرفض أمرًا للشعب، ولذلك حسم أمره، وقرر إبلاغ المجلس الأعلي للقوات المسلحة بالأمر..
وفي السابع والعشرين من يناير، انعقد المجلس الأعلي وظل مستمرا لأكثر من ثلاث ساعات تحدث في بدايتها 'السيسي' عن الموقف العام في البلاد والتحديات التي تواجه مصر، أخطرهم بأنه قرر الاستجابة لمطلب الشعب، تحدث أعضاء المجلس جميعًا فأكدوا أنهم لا يستطيعون أن يردوا للشعب طلبًا، وقال له الفريق صدقي صبحي رئيس الأركان 'رغم تمسكنا بك في القوات المسلحة، إلا أننا لا نستطيع أن نقف أمام المطلب الشعبي، ندرك عظم المسئولية وخطورتها، ونعرف أنك ستواجه تحديات كبيرة، ولذلك نحن نوافق علي قرارك، ونلقي بك في خضم الأزمة والنار من أجل مصر'..
صدر بيان المجلس الأعلي، الذي قال كلاما محددا، وأعطي للقائد العام الحق في اتخاذ القرار، لكن البعض سعي إلي تحوير الكلمات، واتهام المجلس الأعلي وكأنه يدعم مرشحًا رئاسيًا معينًا علي حساب الآخرين..
انتظر المصريون حسم القرار، أو صدور اعلان من 'السيسي' لكنه لم يفعلها، أصدر الرئيس عدلي منصور قرارًا بترقيته إلي رتبة المشير، فاعتبر ذلك تمهيدًا لإنهاء الخدمة وإعلان السيسي عن الترشح، لكنه لم يفعلها.
وفي يوم الأربعاء الخامس من فبراير نشر أحمد الجارالله رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية تصريحات للمشير أكد فيها 'أن السيسي أبلغه بأنه اتخذ قراره النهائي بالترشح لانتخابات الرئاسة، لكن المشير التزم الصمت.
كانت أمريكا قد بدأت في شن الحرب، حاولت إثناء السيسي عن الترشح، الحرب الإعلامية لا تتوقف لكن الرجل يراقب الموقف عن كثب، ولا يريد أن يتفوه بكلمة واحدة.
وعندما زار رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي دولة الإمارات يوم السبت الثامن من فبراير، ظن البعض أن الموضوع ربما يكون مرتبطا بترشح السيسي للرئاسة، إلا أن شيئا من ذلك لم يعلن عنه..
وفي التاسع من فبراير أعلن حمدين صباحي عن اتخاذه قرارا بالترشح للانتخابات الرئاسية، وفي ذات اليوم حضر المشير الحفل السنوي لتكريم أسر الشهداء وهتف الحاضرون مطالبين المشير بالترشح، إلا أنه رد عليهم 'بأن الشعب حر في اختياره'.
اشتعلت حملة الضغوط من كل اتجاه، نشرت صحيفة 'الوطن' معلومات علي جانب كبير من الخطورة أكدت فيها أن ممثلين عن أجهزة استخبارات سبع دول اجتمعوا في أحد فنادق اسطنبول بهدف منع وصول 'السيسي' من الترشح للرئاسة ووضعوا خطة هدفها إغراق مصر في فوضي مستمرة وخلق اضطرابات تستهدف الاطاحة به في أقرب فرصة، وثم اعتماد خطة تهدف إلي اغتياله.
في هذا الوقت تعاقد التنظيم الدولي للإخوان مع شركة علاقات عامة تستهدف شن حملات اعلامية موسعة في صحافة واعلام الغرب تحديدًا هدفها مواجهة ما اسمته 'بعسكرة مصر' ومنع وصول السيسي إلي الحكم في البلاد..
سرت شائعات في هذا الوقت بأن السيسي ربما يعلن عن قرار ترشحه في الذكري الثالثة لرحيل مبارك من الحكم في الحادي عشر من فبراير 2014، إلا أن ما تردد من معلومات لم تثبت صحته، وبدا أن المشير لن يتخذ قراره سريعًا، التقي بعمرو موسي في لقاء معلن وأكد له وفق ما أعلنه موسي أن قراره بالترشح ربما يكون في الأول من مارس المقبل.
في هذا الوقت بدأت المظاهرات الفئوية تنطلق في هذا اليوم باعتصام عمال المحلة، ثم سرعان ما انتشرت الاعتصامات والاضرابات في عدد كبير من الشركات والمرافق، وراح البعض يتساءل عن معني التوقيت وعن حجم هذه الإضرابات التي انطلقت في وقت واحد رغم القرار بشرعية المطالب المطروحة.
في هذا الوقت التقي المشير 'السيسي' بعدد من الرموز المجتمعية، التقي بهم، تحاور معهم، استمع إليهم أكثر مما تحدث، تحدثوا معه عن المشكلات والتحديات وسألوه: متي يعلن قراره بالترشح، لكنه لم يعطهم إجابة واضحة..
جاءت زيارة المشير إلي موسكو مفاجئة للجميع في يوم الأربعاء الثاني عشر من فبراير، لقد اصطحب معه وزير الخارجية نبيل فهمي، وكان للزيارة مردود ايجابي كبير علي معنويات المصريين.
لقد لقي المشير تكريمًا كبيرًا من الرئيس الروسي 'بوتين' وعندما نسب لبوتين أنه قال للمشير: 'إن قرار ترشحه للرئاسة هو قرار مسئول' خرجت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية 'ماري هارف' لتدلي بتصريح يعكس قلق واشنطن حيث قالت 'بالتأكيد نحن لا تدعم مرشحا، ولا أعتقد بكل صراحة أنه من حق الولايات المتحدة أو بوتين أن يقررا شأن من سيحكم مصر.. القرار يعود للشعب المصري'
كان موقف واشنطن مستفزًا إلي أقصي الحدود، فأمريكا هي التي لا تكف عن التدخل في الشأن المصري ومطالبة السيسي بعدم الترشح وممارسة الضغوط والتحريض ضده في كل مكان..
لقد خرج رئيس الوزراء التركي 'أردوغان' في هذا الوقت ليؤكد عدم اعترافه بالرئيس القادم في مصر، وكان ذلك أيضا مؤشرا علي أن الأيادي التي تتحرك علانية ومن خلف ستار تريد أن تقطع علي الشعب المصري الحق في الاختيار.
اشتدت الحملات من كل اتجاه ضد السيسي، بدأ الطابور الخامس في الإعلام المصري يطل برأسه من جديد، لم يكتف بهذا الأمر، لقد تعاقدت قناة 'إم. بي. سي مصر' مع الإعلامي باسم يوسف الذي عاد يطل من علي شاشتها وقدم ثلاث حلقات جميعها استهدفت المشير السيسي ومؤسسة الجيش وكأنه أراد أن يقوم بدور محدد، هدفه تزييف الحقائق والاساءة إلي شخص المشير والسخرية منه ومن المؤسسة العسكرية علي السواء..
ورغم التطاول الذي طال المؤسسة العسكرية وشخص القائد العام، ورغم ثورة القادة والضباط والجنود، إلا أن السيسي ظل رافضًا التقدم بأية بلاغات ضده أمام النيابة العسكرية، حتي لا يقال إنه كان وراء غلق البرنامج أو المساس بشخص مقدمه رغم التطاول الذي لم يحدث من قبل..
في هذا الوقت ثار جدل كبير حول قانون الانتخابات الرئاسية، لقد أحيل مشروع القانون إلي المحكمة الإدارية العليا، انتهت منه السبت الماضي 1 مارس غير أن إصداره من رئيس الجمهورية قد يحدث خلال الساعات القادمة.
كان المشير قد أكد لكل من حوله أنه لا يستطيع اعلان الترشح للرئاسة قبيل صدور قانون الانتخابات الرئاسية وقبيل فتح باب الترشيح للانتخابات بقليل حتي يتمكن من قيد اسمه في الجداول الانتخابية، وهو أمر دفع السيد عمرو موسي إلي الإعلان أن المشير يحتمل أن يرشح نفسه بعد عشرة أيام أي ربما يوم العاشر من مارس الجاري..
لقد انتظر المصريون تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، وتساءل الكثيرون: لماذا يتولي المشير السيسي منصب وزير الدفاع في الحكومة مرة أخري، ليستمر فقط لعشرة أيام، أما كان من الأجدي أن لا يعوده إلي الحكومة مرة أخري، أو ألم يكن من الأحري أن تبقي حكومة 'الببلاوي' حتي العاشر من مارس، ثم يجري تغييرها ولا يعود إليها المشير مرة أخري؟!
كان الاعتقاد السائد لدي البعض أن هناك حالة ارتباك شديدة، وأن مثل هذا الموقف ينعكس بالسلب علي المشهد السياسي المحقق، وهو أمر عزز من الشائعات التي تتردد بأن المشير قد لا يرشح نفسه للرئاسة، وأن ضغوطا كبيرة تمارس ضده للبقاء في منصب وزير الدفاع.
وقد عزز من ذلك المقال الذي كتبه 'عبد الرحمن الراشد' رئيس صحيفة الشرق الأوسط السعودية والذي قال فيه إن مصادر مقربة من الأسرة السعودية أكدت له أن المملكة لا تحبذ ترشيح السيسي لمنصب الرئيس، غير أن مصادر مقربة نفت ذلك، وقالت 'إن قرار الترشح هو قرار مصري خالص'!!
هناك مصادر أخري قالت إن المشير مستهدف، وأن الأوضاع في البلاد صعبة ومعقدة، وأن بقاءه خارج المؤسسة لحين حسم الأمور وفتح باب الترشيح ليس مرهونا بوقت محدد وقد يستمر لفترة من الوقت، وكل ذلك يوجب عليه أن يستمر في منصبه لحين حسم الأمر..
وهكذا يستمر الجدال، حتي راح البعض يقول إن المشير لا يزال حائرا، يدرس الأوضاع بشكل دقيق ويتابع التطورات، واضعًا أمام عينيه مصلحة مصر قبل أي شيء.. هكذا يقال وهكذا يتردد..
إن المعلومات المؤكدة تقول 'إن المشير قد حسم أمره، واتخذ قراره، وسيرشح نفسه استجابة للإرادة الشعبية، لأنه يعرف أن أي تراجع في اتخاذ القرار معناه انقلاب الأوضاع رأسا علي عقب، وهو أمر لن يقبل به أو يرضاه حتي ولو كان الثمن حياته!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.