كلنا كنا علي علم مسبق بالحكم الذي سيصدرة القاضي الجليل علي قاتل الطفلة البريئة زينة الكل كان يعلم ان القاضي لا يحكم لهوي في نفسة ولا يتأثر ولا يجب بالضغط الاعلامي ولا الرأي العام فلدية تحريات وادلة دامغة ونص محدد في قانون العقوبات، والمشرعون هم من وضعوا المادة 111 وتعديلاتها بالقانون 126 لسنة 2008 والتي تنص علي 'لا يحكم بالإعدام ولا بالسجن المشدد علي المتهم الذي لم يجاوز سنة الثامنة عشرة ميلادية كاملة وقت ارتكاب الجريمة، وهم وبالقانون الذي شرعوة يوفرون الحماية الكاملة للحدث فأصبحوا بذلك ضالعين في كل جريمة يرتكبها من هو دون الثامنة عشر واضعف الايمان مشاركون، ولقد شاهدنا مؤخرا استغلال بعض التنظيمات الارهابية لمن هم دون الثامنة عشر في عمليات ارهابية تروع امن المجتمع من قتل وحرق وتدمير لعلمهم بيقين ان القانون يحميهم ! اذن ما هي الحكمة في تحديد سن الثامنة عشر لاعتبار من دونة طفلا ! اؤكد لكم ان مرجعيتهم الوحيدة هي منظمة ' هيومن رايتس ' وكأننا شعب وجد حديثا بلا شرائع ولا دين من الاف السنين. نعم حرم الاسلام قتل الاطفال.. ، ولا خلاف بين أهل العلم أنه لا قصاص علي صبي ولا مجنون، وكذلك كل فاقد عقل، والأصل في هذا قول النبي صلي الله عليه وسلم: ' رفع القلم عن ثلاثة: عن الصبي حتي يبلغ، وعن النائم حتي يستيقظ، وعن المجنون حتي يفيق ' وبإجماع العلماء فإن الطفل يظل طفلا مالم يبلغ، وسن البلوغ من الثانية عشر الي الخامسة عشر علي اقصي تقدير، وإلا ماكان رسول الله صلي الله علية وسلم كلف أسامة ابن زيد وكان سنة يقارب الثامنة عشر بقيادة جيش المسلمين وذلك عام 11 ه، فهل يكلف الاطفال بقيادة الجيوش! ولم يكن ربنا ليقص علينا هذا القصص من صورة الكهف للتسلية ولكن لنتعلم ونعتبر ونتدبر فقد أمر الله العبد الصالح بقتل الغلام ليبدل الله الابوين غلام غيرة رحمة من الله بابوية من طغيان الغلام وكفرة 'وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ' 80 ' فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ' 81' فلاشك ان الابوين كانا يدعوان الله عز وجل أن يبدلهما بإبن يرحمهما يكون نقياً طاهراً لا يرهقهما طغيانا وكفرآ، واذا كانت قبلة المشرعين في مصر ومرجعيتهم هي الاممالمتحدة ومنظمات حقوق الانسان، فلقد كفل الاسلام للطفل حقوقة قبل الاممالمتحدة بمئات السنين بدءآ من الاستبشار بالمولود، وحسن اختيار الام، واختيار الاسم الحسن، و إتمام الرضاعة، و الحضانة والنفقة والتربية الحسنة من خلال التنمية الدينية والفكرية والخلقية تنمية متَّسِقَة متوازنة وغالبا ما ينشأ الطفل علي غرار ابية ومربية ولذا فكل ابوين ارتكب ابنهما جرما فهم شركاء له في جرمة، وهم مسئولان عن أطفالهما، و محاسبان أيضا علي التقصير في تربيتهما، وصدق رسول الله اذ قال' كلكم راع ومسئول عن رعيته' واذا كان الله امرنا بالقصاص في قولة تعالي: ' وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ' المائدة'45'، وقوله تعالي: ' يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَي الْحُرُّ بِالْحُرِّ ' البقرة'178'. 'وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا' النساء'93' فكما ترون الأحكام الشرعية لا تعترف بفترة انتقالية بين الطفولة والرشد كما يسن في القوانين الوضعية التي لا تعتبر الإنسان رجلاً يطبق عليه القانون قبل الثامنة عشرة من عمره. والطفل حسب تعريف الأممالمتحدة، هو كل انسان دون الثامنة عشرة من عمره، ما لم ينص قانون دولة ما علي اعتباره ناضجآ قبل بلوغ هذا السن، وهذا يؤكد ان تعريف الاممالمتحدة استرشادي فالنضج اي البلوغ يختلف من دولة الي اخري وهذا مانراه في حُكم للمحكمة السودانية العليا في ديسمبر 2008 التي ايدت عقوبة إعدام حدث دون سن الثامنة عشر، وكان يستند في جزء منه إلي نتيجة مفادها أن الحظر علي عقوبة إعدام الحدث لا يمتد إلي جرائم الحد، حسب الشريعة الإسلامية. و في الامارات العربية المتحدة ايدت المحكمة العليا الإماراتية حكم إعدام بحق مواطنين إماراتيين وبنغلاديشي بتهمة جريمة قتل ارتكبها المدعي عليهم في سن 17 عاماً، وفي ايران تم الحكم بالاعدام علي حدثآ واحداً علي الأقل في عام 2010، وخمسة في عام 2009، وفي السعودية تم إعدام حدثين اثنين علي الأقل في عام 2009، وفي السعودية يصدرون القرارات فيما يخص بلوغ المدعي عليه، وكونه طفل من عدمه، بناء علي علامات البلوغ الجسدية وقت المحاكمة وليس وقت وقوع الجريمة. ياسادة إن القصاص يرسي مبادئ العدل في المجتمع حيث إن النفس بالنفس والعين بالعين هو أمر إلهي لا يجب تجاوزه، كما أن عقوبة الإعدام لا تزال هي الكفيلة بتحقيق الأمن والسلام المجتمعي وحفظ حرمة النفس الإنسانية، وها نحن اليوم امام قضية هتك فيها العرض وقتلت فيها النفس لطفلة بريئة لاحول لها ولاقوة فبأي وجة ستلقون الله ربكم، أقول للمشرعين في مصر أربأو بأنفسكم من دماء ضحايا تنادي بالقصاص، ودعوات امهات ثكلي تذرف الدمع وتعتصر قلوبهم الحصرة حزنا علي فقدان أحبة واراهم التراب.