رصدت مجلة 'كومنتاري' الامريكية إحباط الليبراليين العرب من استمرار الرئيس الامريكي باراك أوباما في مداعبة جماعة الإخوان، في الوقت الذي تلجأ الجماعة فيه إلي العنف ورفضها الحديث عن التسامح. وقالت المجلة - في تعليق علي موقعها الإلكتروني - إن ' أوباما لو سأل أحد أعضاء جماعة الإخوان عما تريده الجماعة لأصيب بصدمة'. ولفتت المجلة إلي استمرار الجدل في الولاياتالمتحدة حول شخصية جماعة الإخوان وحول السياسة المثلي التي ينبغي أن تنتهجها واشنطن تجاهها. ورأت أن الإطاحة بالجماعة ومرشحها من منصبه كأول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا ولدت نوعا من التعاطف تجاهها في بعض الأوساط السياسية، كما أربكت الطامحين إلي مزيد من الديمقراطية بمنطقة الشرق الأوسط. ورصدت المجلة بكثير من الدهشة سخط معظم الليبراليين والمدافعين عن الديمقراطية والتقدمية بالعالم العربي علي جماعة الإخوان بحيث باتت مصبا للعنتهم. وقالت 'كومنتاري' إن قيادات الإخوان الذين تحدثوا يوما ما عن الديمقراطية علي نحو أقنع كلا من الدبلوماسيين والصحفيين والمصريين ممن أنهكهم فساد نظام حسني مبارك سرعان ما أثبتوا أنهم لم ينضجوا بعد، سواء علي الصعيد الأيديولوجي أو البنيوي. وأضافت أن الجماعة رغم عمق تنظيمها لم تستطع الانعتاق من تسلطها الداخلي ونظامها السلطوي الهرمي القائم علي السمع والطاعة علي نحو أحبط أنصارها من الشباب ممن أملوا يوما ما الإعراب عن مخاوفهم إلا أنهم اصطدموا بطقوس الجماعة الصارمة. وعزت المجلة تغير موقف الليبراليين من الجماعة إلي تأكدهم من أن حديث الجماعة عن الديمقراطية لم يكن أكثر من وسيلة للوصول إلي السلطة ووقوفهم علي أن الجماعة لا تعتبر الإرهاب وصمة. وقالت 'كومنتاري' إن هذا لا يعني بالضرورة أن قائد الجيش عبد الفتاح السيسي الذي اتخذ قرار مساندة الشعب والإطاحة بنظام الإخوان- هو المخلص. وحذرت من مغبة انزلاق النظام المقبل في مصر إلي فساد نظام مبارك الذي استحضر ثورة شعبية عارمة، مؤكدة أن السير في هذا الطريق مرة أخري كفيل بأن يفتح الباب إما لعودة جماعة الإخوان - ربما تحت قيادة أكثر مهارة من محمد مرسي هذه المرة- أو لثورة أكثر شعبية وتدميرا.