حذرت أجهزة الاستخبارات الأمريكية, في تقييم هو الأول من نوعه, من فقدان واشنطن لحلفائها من الدول العربية, علي خلفية السياسة التي تنتهجها واشنطن في التعامل مع مصر وإيرانوسوريا. وقالت أجهزة الاستخبارات -وفقا لتقرير أوردته صحيفة 'وورلد تريبيون' الأمريكية علي موقعها الإلكتروني الجمعة إن دول مجلس التعاون الخليجي قد تكون أول الحلفاء العرب الذين يبتعدون عن واشنطن, وإن تقريرا للكونجرس كشف أن 16 وكالة استخباراتية أبدت معارضة علي نطاق واسع إزاء تقارب واشنطن مع إيران. وأشار التقييم -الذي تم تقديمه إلي لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ في 29 يناير الجاري- إلي أن 'بعض الحكومات الانتقالية في دول الربيع العربي أصبحت أكثر تشككا بشأن التعاون مع الولاياتالمتحدة', فيما يعد أول اعتراف بتحول موقف العرب بعيدا عن واشنطن. ونوهت 'وورلد تريبيون', في سياق تقريرها, إلي تقليل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما, علي مدي الأشهر القليلة الماضية, من أهمية التحذيرات التي أطلقتها المملكة العربية السعودية, وهي الدولة القائدة في مجلس التعاون الخليجي والمجاورة لإيران. كما لفتت الصحيفة إلي تحذير مدير الاستخبارات القومية الأمريكية جيمس كلابر من أن يقلل امتعاض الحلفاء العرب من تدخل واشنطن في شئون بلادهم تعاونهم الأمني مع الولاياتالمتحدة, مشيرا إلي أن ذلك قد يعرقل جهود مكافحة الإرهاب وغيرها من الجهود للانخراط والتواصل مع الحكومات الانتقالية. وأوضح كلابر أن استياء دول الخليج من سياسات الولاياتالمتحدة التي تتعامل بها مع إيرانوسوريا ومصر, قد تدفع تلك الدول إلي تقليل حجم تعاونها مع واشنطن بشأن قضايا إقليمية, ويتصرفون من جانب واحد بأساليب تتعارض مع المصالح الأمريكية. وأشار إلي أن التهديد المتمثل في تحول في الموقف العربي من واشنطن يأتي وسط تواجد متزايد للقاعدة في منطقة الشرق الأوسط, لاسيما في العراق ولبنان وسوريا.. لافتا إلي أن القاعدة تدرب الآلاف من الأجانب للمشاركة في الحرب الدائرة في سوريا, حيث يمكنهم توظيف تلك المهارات في زعزعة استقرار أوطانهم فيما بعد.