تجتذب صناعة الحلي الإيطالية التي تبلغ قيمتها ثمانية مليارات دولار اهتمام مستثمرين من آسيا والشرق الأوسط يسعون للاستفادة من الأساليب والتصميمات الإيطالية لزيادة حصتهم في الأسواق المحلية والعالمية. وبعدما كانت إيطاليا أكبر بلد مصدر للحلي في العالم بلا منازع أصبحت الآن تواجه منافسة قوية من الهندوالصين وتركيا حيث تقل التكلفة وتتحسن الجودة تدريجيا مقتربة من المعايير العالمية. ويحدث ذلك في ظل أطول فترة ركود خلال 60 عاما أدت إلي تراجع الطلب المحلي وافتقار العديد من شركات الحلي الإيطالية إلي قروض مصرفية لتمويل التوسعات واستمرار النشاط. وأشارت بيانات من اتحاد صناع الحلي الإيطالي، إلي أن حجم القطاع انكمش بنسبة 28% منذ عام 2001 ليصل إلي تسعة آلاف شركة معظمها شركات صغيرة ذات ملكية عائلية ليس لديها القدرة علي المنافسة في السوق العالمية. وقال كورادوفاتشو، العضوالمنتدب لمعرض فيتشنزا التجاري للحلي في إيطاليا إن الوقت حان لإعادة هيكلة قطاع الحلي الراقية في إيطاليا. وأضاف 'ستكون الاستحواذات جزءا من اللعبة في الأعوام القادمة حيث تعيد هذه السوق العائلية الكبيرة في ايطاليا هيكلة نشاطها لمواجهة المنافسة العالمية.' وأصبح الاتجاه نحو الاستحواذ يتعزز يوما بعد يوم ففي عام 2011 استحوذت مجموعة إل.في.إم.إتش الفرنسية للسلع الفاخرة علي بولجاري مقابل 3.7 مليار يوروبعلاوة سعرية 60 في المائة فوق سعر السوق. وفي العام الماضي استحوذت كيرينج الفرنسية علي حصة الأغلبية في بوميلاتو للحلي. وتتميز صناعة الحلي الإيطالية التي تركز علي التصدير بتصميماتها الجذابة وجودتها لكن المنافسة الأجنبية وقوة اليورو والحواجز التجارية في الأسواق المربحة مثل الهند تؤدي إلي تداعيات سلبية. وبسبب المنافسة القوية بدأت صناعة الحلي الإيطالية - وهي الأكبر من نوعها في أوروبا - تركز علي المنتجات الفاخرة حيث لا يكون سعر المعدن هوالعامل الوحيد في تحديد قيمة القطعة. وقال فاتشوإن صناعة الحلي في إيطاليا استحوذت علي اهتمام من الصين وروسيا والشرق الأوسط إضافة إلي الولاياتالمتحدة مع اهتمام متنام من شركات الاستثمار المباشر. وتابع 'رأينا استحواذات في الأعوام الماضية علي شركات مثل بولجاري وبوميلاتوولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، ربما نري شيئا في القريب العاجل من مستثمر من الشرق الأوسط.' ولم يذكر فاتشو مزيدا من التفاصيل. وحققت شركة روبرتوكوين المشهورة بحليها الراقية من الألماس والذهب نموا في المبيعات في خانة العشرات منذ 2009 وتتوقع نموا هذا العام يبلغ 15%. وقد فاتحت شركات كبيرة روبرتوكوين للاستحواذ عليها. وقال روبرتوكوين صاحب الشركة لرويترز علي هامش معرض فيتشنزا أورو وهو واحد من أكبر معارض الحلي في العالم 'يتقدم كثير من الأجانب بعروض لكننا غير مهتمين، الباب مفتوح دائما في الحياة لكننا رفضنا أفضل العروض بالفعل.' ودفع الركود في إيطاليا صناعة الحلي إلي الاتجاه بشكل متزايد للتصدير لتعزيز النمو معتمدة علي الشركات الصغيرة لتسويق العلامة التجارية 'صنع في إيطاليا' في أنحاء العالم. وقال ستيفانودي باسكوالي، المدير لدي اتحاد صناع الحلي لرويترز 'كانت الشركات الصغيرة في الماضي ضمانا للجودة والأصالة لكنها الآن تحد من فرص النمو، وكثير منها الآن يحتاج علي الأقل إلي إقامة شراكة لتوزيع منتجاته لكي يستمر النشاط.' وأضاف أنه علي علم بالاهتمام المتزايد من جانب مستثمرين من آسيا حيث يتنامي الطلب علي الحلي الإيطالية. ويتطلع كثير من الشركات الأجنبية إلي علامة صنع في إيطاليا لتحسين السمعة والابتعاد عن صورة الإنتاج الرخيص.