قال مسؤول كبير بصناعة الحلي إن صادرات الحلي من ايطاليا أكبر منتج ومصدر لها في أوروبا تتجه إلى التراجع نحو 12 %هذا العام كما حدث في 2011 مع تأثر الطلب سلبا من جراء أزمة الديون في أوروبا والمخاوف بشان الاقتصاد العالمي. وبحسب ما ذكرته رويترز فيعتبرالطلب على الحلي من أهم محركات أسواق المعادن النفيسة العالمية ويراقبه المستثمرون عن كثب للتعرف على اتجاهات الأسعار. وقال ستيفانو دو باسكالي مدير اتحاد الصاغة الايطاليين (فيديرورافي) لرويترز إن صادرات الحلي الايطالية تراجعت 12 %على الأقل العام الماضي مع قيام المشترين في أنحاء العالم بخفض الإنفاق في مواجهة عدم تيقن اقتصادي وسط أزمة الديون السيادية لمنطقة اليورو. وقال منظمو فيتشنزا أورو اليوم إن حجم صادرات الحلي من ايطاليا تراجع 14 بالمئة العام الماضي لكن القيمة قفزت 10.5 بالمئة بفضل ارتفاع أسعار المعادن النفيسة العام الماضي. وقفزت المبيعات إلى سويسرا سوق التصدير الرئيسية للحلي الايطالية من حيث القيمة 75.4 بالمئة إلى 1.2 مليار يورو العام الماضي حسبما ذكر فيتشنزا أورو في بيان استنادا إلى بيانات للصناعة ولهيئة الإحصاءات الايطالية (إستات). لكن البيان أضاف ان الصادرات إلى سويسرا استمدت دعما من "عوامل لا ترتبط ارتباطا مباشرا بصناعة الحلي" دون أن يذكر تفاصيل أخرى. وقال خبراء بالصناعة إن هناك مساهمة كبيرة في الرقم الإجمالي من مبيعات القطع المعاد تدويرها للسبك في سويسرا. وقال منظمة المعرض إن حجم صادرات الحلي الايطالية إلى الولاياتالمتحدة تراجع نحو 15 بالمئة العام الماضي في حين استقرت القيمة دون تغير عند 466 مليون يورو. وارتفعت أسعار الذهب التي تباطأت موجة صعودها حوالي 1.5 بالمئة منذ مطلع العام بعد ارتفاعها عشرة بالمئة في 2011 لكنها تظل بحسب دو باسكالي باهظة بالنسبة لكثير من المستهلكين ومن ثم كانت الشريحة العامة من السوق هي الأكثر تضررا. وقال "الشريحة العليا للحلي ذات العلامات التجارية أفضل حالا لأنها لا تعتمد كثيرا على المعدن وهوامشها أعلى. لكنها لا تحقق أحجام مبيعات كبيرة." وأضاف أنه في مواجهة طلب استهلاكي ضعيف يعمد مصنعو الحلي إلى خفض مخزوناتهم من المعدن النفيس إلى الحد الأدنى فيكتفون غالبا بتصنيع كميات يوقرها العملاء أو شراء ما يكفي فقط لتلبية طلبيات محددة مما يؤدي إلى تراجع كميات الذهب والمعادن النفيسة الأخرى التي يستهلكها المصنعون الايطاليون. وبحسب شركة استشارات المعادن تومسون رويترز جيمز تراجع الطلب على الذهب لتصنيع الحلي الايطالية 19 %إلى 93.8 طن في 2011 أي أقل من خمس الذروة المسجلة في 1998. ويقام معرض الحلي في الفترة من 19 إلى 23 مايو وتستضيفه مدينة فيشتنزا التي تعد مركزا رئيسيا لصناعة الحلي في ايطاليا وقال "مطلع 2012 لم يكن جيدا. الوضع بالغ التعقيد. للتطورات الأخيرة في اليونان أثر حاد جدا على الاقتصاد عموما وأثر أشد على استهلاك السلع الكمالية مثل الحلي." وقال دو باسكالي بالهاتف قبيل معرض فيتشنزا أورو الرئيسي للحلي في شمال ايطاليا والذي يبدأ اليوم السبت "تقديرات 2012 تنبئ بتراجع على غرار 2011 .. سيكون بالنسبة المئوية ذاتها." كانت صناعة الحلي الايطالية التي تصدر 70 %من إنتاجها تهمين على الأسواق العالمية لكن حصتها السوقية تراجعت في العشر سنوات الأخيرة وسط منافسة محتدمة من الصين والهند وتركيا، وتلقى القطاع ضربة عنيفة أيضا من جراء الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 و2009. وفي حين يظل الطلب ضعيفا في أوروبا فثمة مؤشرات على تعاف متواضع في الطلب على الحلي الايطالية في الولاياتالمتحدة - أكبر سوق غربية مستهلكة للحلي - مع تسارع النمو هناك حسبما ذكر دو باسكالي. وأضاف أن الطلب على الحلي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا يشهد تعافيا بطيئا أيضا مع استقرار الوضع السياسي في دول عديدة هناك بعد صدمات العام الماضي. وقال إن الهند والصين أكبر بلدين مستهلكين للذهب في العالم تظلان مغلقتين عمليا في وجه مصدري الحلي من ايطاليا ودول أوروبية أخرى بسبب ارتفاع الرسوم وحواجز تجارية أخرى.