في أكثر من 138 سفارة وقنصلية مصرية بالخارج بدأ اليوم تصويت المصريين المسجلين بالكشوف الانتخابية علي الدستور الجديد الذي بدأ اليوم الأربعاء الموافق 8 /1/ 2014 ويستمر لمدة خمسة أيام وينتهي الأحد المقبل وقد بدأت نيوزيلندا انتخابها مبكرا نظرا لفروق التوقيت. يبلغ عدد المصريين الذين يجوز لهم التصويت بالخارج ما يقارب سبعمائة ألف مصري، تشكل دول الخليج الفئة الأكبر منهم والتي تصل إلي حوالي 83% تقريبا من إجمالي المصريين، كما تعتبر الجالية المصرية بالسعودية من أكبر الجاليات التصويتية البالغة حوالي 32 ألف ، في حين أن عدد المصريين الذين يحق لهم التصويت بأمريكا 31 ألف تقريبا، وقد بدأت فرنسا من الساعة التاسعة صباحا العملية الانتخابية التي تتم وسط حضور أمني مكثف من جانب السلطات الفرنسية، وقد أعلن السفير المصري / محمد مصطفي كمال للصحافة العالمية عن استعداد السفارة الجيد لإجراء العملية الانتخابية للتصويت علي الدستور في جو من النزاهة والشفافية والسهولة والحرص علي استقبال الناخبين البالغ عددهم ما يقارب السبعة ألاف، كما أوضح سيادته أن اللجنة العليا للانتخابات سمحت للسفراء القيام بالدور القضائي في الإشراف علي الانتخابات، رغم الاعتداءات الأخيرة من جانب بعض من أفراد تنظيم الإخوان علي القنصلية المصرية، إلا أن السفارة استعدت بالتنسيق مع وزارة الداخلية والخارجية الفرنسية لتأمين الانتخابات وتأمين السفارة، وقد انتقلت جريدة الأسبوع المصرية إلي مقر السفارة المصرية بباريس والتقت بعدد من المصريين الذين حرصوا علي الحضور للتصويت علي الدستور ومنهم الأستاذ / محمد عبد الفتاح وهو من قدامي المهاجرين إلي فرنسا ويعتبر من الشخصيات الوطنية والمشهود له بالعمل الإعلامي وتأسيسه لمجلة الجالية المصرية في تسعينات القرن الماضي، وقد عبر بسؤالنا له عن جو الانتخابات والدستور الجديد عن سعادته بتلك اللحظة وهذا اليوم الذي يعتبر يوم عيد في تاريخ المصريين بعد أن أوصلتهم الثورة للمناخ النقي الذي تستحقه مصر وأبنائها وعن سعادته بالدستور الجديد وبنوده ويري أن حب الوطن والانتماء له يعتبر أغلي وأقوي وأبقي من كل تنظيم أو فصيل لأن مصر أغلي وأعظم بتاريخها وحضارتها من كل ذلك ، مصر أكبر من كل التحديات كما أنني ومن هنا أحلم بتحقيق الديمقراطية وتكون ديمقراطية بأيدي مصرية ونحن الآن نسير في الطريق الصحيح الذي تخطوه الدولة ويري أنه كمثقف وإعلامي مصري لديه ثقة في الدولة ومؤسساتها وأتمني أن تعمل علي أن تحقق إرادة ومطالب الشعب وعلي المصريين أن يقدروا معني مصر ومعني الوطن بعد أن خرج الدستور الجديد متضمنا في بنوده بندا هاما يكرس للانتماء وحب الوطن وكرامة أبنائه ويختتم قوله بأن مصر غالية ويهون كل شيء أما جرح الوطن فهو غالي علينا ويؤلمنا. تقابلنا في طابور انتخابي ممتد مع الأستاذ / أحمد الدالي من الإسكندرية والمقيم بفرنسا منذ ثلاثون عاما فبدأ حديثه بالتعبير عن سعادته الغامرة بعد تلك السنوات بممارسة حقوقه السياسية والانتخاب خارج الوطن بعد أن أصبح لصوت المصري المقيم بالخارج قيمة ويوجه شكره لكل من ساهم في إخراج الدستور المشرف علي هذا النحو وإلي كل من شارك وساهم في أن تتم العملية الانتخابية بالسفارة علي هذا النحو الراقي بغض النظر عن الصورة الغير حضارية لبعض الذين يتطاولون علي الوطن وفقدوا مصريتهم، ويري أن مصر غالية علي مصريين الخارج وهي الدرع الباقي لنا ويري أنها الآن في محنة وعلي كل مصري مخلص أن يقوم بواجبه نحوها علي أكمل وجه حتي تعود لمكانته التي تستحقها في العالم، وقد انتقل حديثنا إلي الأخ / رضا يحيي من المحلة الكبري والذي حافظ علي مشاركته بالتصويت من أول يوم لغيرته علي الوطن، يقول رضا: نحن نعيش في أوروبا وتحديدا في فرنسا ونراهم متحضرين ويحافظون علي وطنهم ونحن كشعب حضاري لسنا أقل منهم وعلينا أن ننقل تلك العادات الجميلة لتسود في بلدنا، لابد أن نعمل لاستقرار الوطن، وأن تعمل الدولة علي تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم لكل مواطن وبخاصة الطبقات الفقيرة وأن نجاهد لتحقيق الحرية والديمقراطية، أما الأستاذة ليلي نجيب المصري وهي من القاهرة وتعيش في فرنسا منذ عام 1972 وتقول جئت باكرا من أجل أن أعيش سعادة هذه اللحظة وأنا الآن في راحة من أمري وحرية وأشارك في تحديد مصير بلدي ومستقبله بعد أن مكننا الله من أن ننشل مصر من الأشرار ونعود بها إلي بر الأمان لأن شعبنا لا يستحق إلا الحياة الكريمة والحياة المعتدلة لأنه شعب الأصالة والقيم والاعتدال، ولا بد من أن نعمل وتعمل الدولة علي تشجيع ثقافة الحوار والإيمان بالرأي والرأي الأخر بدون تعصب أو احتكار أو عنف وتقوا أيضا أنها سعيدة علي مشاهدة المصريين الذين حضروا للتصويت بصورة متحضرة وبخاصة بعد الثقافة الجديدة والحراك السياسي المجتمعي بعد الثورة الثانية التي أراها الثورة الصحيحة وتقصد ثورة الثلاثين من يونيو لأنها تراها بأنها الكادر الحقيقي المعبر عن المصريين الذين خرجوا من أجل مصر آملين في الحرية وهي أهم مقوم في إحداث النهضة و الطفرة في حياة المجتمع وتختم حديثها بسعادتها بمواد الدستور الجديد. التقينا بمصري آخر هو الأستاذ / ياسر نصار من القاهرة وسألناه عن حرصه علي الحضور وطريقة الاستفتاء فرأي أن الانتخابات تتم بشكل هادئ ومشرف أمام السفارة المصرية ويري أن الدستور أرضي الجميع في كل مواده واهتم بكرامة المواطن وحقوقه، ويري أن الثورة حققت وعي سياسي كبير عند المصريين الذين لن يسمحوا بعد اليوم لأن يتلاعب أحد بهم لأن الشعب ضحي من أجل هذا اليوم وتحمل ظلم العهد البائد لسنوات طويلة، ويري ياسر أن مصر دولة حضارية ودولة قوية ومحورية في هذا العالم، ولهذا يجب أن تحكمها قيادة قوية والأفضل أن تكون عسكرية لأنها ظلت مطمعا للغزاة وكان جيشنا وقيادتنا العسكرية عبر التاريخ حصن منيع لها وحموها، كما أن الشعب المصري قادر علي تطويع الشخصية العسكرية التي تنقلب علي يديه وتكون مدنية لأن مصر بطبيعتها دولة مدنية ويخطأ من يقول غير ذلك وإن شاء الله سنقودها إلي الأمام، التقينا أيضا بالحاج نوح واصل من محافظة الغربية وهو من رموز الجالية وأكد لنا عن ثقته الآن في الشعب المصري والكوادر والرموز الوطنية لقيادة مصر إلي عصر جديد سوف يتحدث عنه العالم، كذلك الحاج ذكي النقريشي من الغربية وهو من أعمدة الجالية المصرية يجدد الثقة في رئيس مصر وقواتها المسلحة الحصن المنيع لهذا الوطن كما عبر عن سعادته بهذا الدستور وثقته في شعب مصر وأبنائها في الخارج، والتقينا أيضا بأحد الأسر المصرية التي جاءت للتصويت علي الدستور فعبر الأستاذ / فتحي الحوفي عن سعادته بهذا اليوم وعن رضاه عن الدستور هذه المرة لأنه وكما يري جاء منصف لكل المصريين، وهو ما عبرت عنه زوجته السيدة / إيمان محمد السعيد من القاهرة ووضحت بأن الصوت الانتخابي أمانة سيسأل عنها الإنسان أمام الله لأنها ستحدد مصير شعب وأري أن الدستور منصف ولهذا فهي تتمني أن يحقق الخير لمصر التي أعشقها ولا أملك إلا أن أقول عاشت وتحيا جمهورية مصر العربية وتلك الأسرة حرصت علي أن تحضر معها أبنائها وبخاصة الآنسة خلود الحوفي المدرسة بإحدي المدارس الفرنسية التي حرصت علي الحضور والمشاركة رغم عملها وتعتبره شرف لها ولأسرتها وتؤكد لكثير من المصريين بفرنسا علي تصويتهم بنعم للدستور وأيضا رضاهم عن العملية التصويتية التي يرجح أن تأتي إيجابية رغم كيد الكائدين.