أجري محققو نيابة أمن الدولة العليا، اليوم الخميس، معاينة لأحداث اقتحام معاقل الإرهابيين بقرية 'كرداسة' ومقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة.. حيث استغرقت المعاينة قرابة 5 ساعات متصلة، قام خلالها أعضاء النيابة بتصوير محل الواقعة من كافة الاتجاهات بحضور خبراء مصلحة الأدلة الجنائية، والاستماع إلي أقوال طبيب من الطب الشرعي والشهود الآخرين، ومعاينة منزل ألقي من أعلاه أحد الإرهابيين قنبلة علي قوات العمليات الخاصة في محاولة لمنع إلقاء القبض عليه أثناء عملية الاقتحام. وقام فريق محققي النيابة برئاسة عماد شعراوي رئيس نيابة أمن الدولة العليا ووكلاء أول النيابة ضياء عابد ومحمد الطويلة ومحمد خاطر، بمعاينة أحد العقارات المطلة علي كوبري كرداسة الذي شهد واقعة مقتل اللواء نبيل فراج، وكذا تصوير موقع الحادث من 4 اتجاهات وقياسه بمعاونة خبراء المعمل الجنائي. وانتقل محققو النيابة إلي منزل المتهم محمد سعيد القفاص الذي ألقي قنبلة بدائية الصنع علي قوات العمليات الخاصة للحيلولة دون إلقاء القبض عليه، علي نحو أدي إلي إصابة 7 ضباط و 3 جنود.. وتبين أن المنزل مكون من طابق علوي وآخر أرضي ومرقم برقم 2 شارع السني المتفرع من شارع السوق، وقامت النيابة بفتح المنزل، فتبين أن الدور الأرضي يحتوي 3 حجرات وعلي يسار المدخل غرفة مساحتها 4 أمتار، في حين عثر بالطابق العلوي علي صندوق كرتوني يحتوي بعض الأوراق والكتب وبعض قصاصات الأوراق، من بينها قصاصة احتوت علي قائمة أسماء تبين أنها تعود لمتهمين مطلوبين للعدالة. كما عثر خلال معاينة المنزل علي أدوات مما تستخدم في نقل الأطعمة لمعتصمي رابعة والنهضة، وبعض المنشورات والمطبوعات التي تحتوي علي إساءات وتحريض ضد القوات المسلحة والشرطة.. وأجرت النيابة معاينة لسطح المنزل للوقوف علي كيفية هروب المتهم، الذي تبين أنه تسلق عددا من أسطح المباني الملاصقة للمنزل، وقامت النيابة بسؤال عدد من جيران المتهم لمعرفة تفاصيل عملية هروبه التي انتهت بإلقاء القبض عليه في أحد الأكمنة الأمنية. وأظهرت المعاينة أن المتهم قام بإلقاء 'القنبلة' من شرفة المنزل صوب القوات حتي يتسني له الهرب منهم، حيث تبين إنه تسلق 4 أسطح لمبان مجاورة والفرار من خلال استخدام شوارع خلفية وجانبية. كما تبين من المعاينة أن الطلقة النارية التي أودت بحياة اللواء نبيل فراج جاءت من مسافة تتراوح ما بين 20 إلي 25 مترا، وأطلقت من طبنجة 'حلوان عيار 9 ملل' وذلك بحسب ما أقر به الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث باسم مصلحة الطب الشرعي والذي كان حاضرا لمعاينة النيابة العامة. وأكد الدكتور عبد الحميد، خلال عرض تصوره لكيفية مقتل اللواء فراج، أن الجاني كان يقف علي يمين المجني عليه علي بعد نحو 20 مترا أسفل المصرف بأسفل الكوبري، وقام بالاختباء خلف ماسورة صرف صحي ثم أطلق الرصاصة من هناك، فأصابت المجني عليه من أسفل إلي أعلي.. مستبعدا احتمالية أن يكون المجني عليه قد قتل نتيجة اصابته برصاصة ارتدت من الأرض إلي جسده، معللا ذلك بأن السلاح المطلق منه العيار 'حلوان 9 ملل' هو سلاح ضعيف والرصاصة لم تكن لتحتمل الارتداد وإصابة المجني عليه علي النحو الذي جري.