ضمن المئات علي متن أسطول الحرية الذي انتهكت اسرائيل سفنة مريقة دماء عشرات الأبرياء، كان هناك العديد من المشاهير، منهم المطران كبوتشي مطران القدس الذي سجن ثم تم نفيه خارج اسرائيل بعد اتهامة بتوريد السلاح للمقاومة أيام ياسر عرفات والكاتب السويدي الشهير هيننج مانكل الذي تحقق كتبه أعلي المبيعات والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية الذي بذل نفسه من اجل الدفاع عن المقدسات وفضح محاولات التهويد المستمرة والحفريات والأنفاق تحت الأقصي. انهم كاتب ومطران وشيخ، نموذج لتلاحم الفكر والدين من أجل الإنسانية،معزوفة تضامن كان تعامل جنود الاحتلال مع كل منهم نموذجا صارخا للأقنعة المتعددة التي ترتديها إسرائيل، فالمطران كبوتشي مناضل من طراز فريد أخرجوه من القدس وهي قطعة منه اتهموه بإمداد الفدائيين بالسلاح وعلي إثر محاكمة غير عادلة سجن ثم نفي، هو مطران جليل بكل ما تحمله الكلمة من معني فالرجل في الثامنة والثمانين ولا يدخر جهدا من أجل النضال وهاهو يصعد علي متن القافلة كشاب في الثلاثين يريد أن يفك الحصار عن أبناء غزة، لم يفكر في الحكومة المقالة، لم يفكر في إرهاب الإسلاميين لم يفكر إلا في البشر الذين يقاسون ليلا نهارا، أراد أن تمتد إليهم الأيدي الحانية وأن تكون يده الضعيفة معهم، فما كان من جنود الاحتلال عندما رأوه إلا أن عاملوه بكل وحشية وقسوة، كانوا ينتقمون من مواقفه عندما كبلوه وعاملوه بهذه الطريقة، فهل تعاملوا مع كاتب قصص الغموض وقصص الأطفال السويدي الشهير القادم من العالم المتحضر ليدينهم أيضا بنفس هذه الطريقة؟بالطبع لا،فتكبيل اليدين والقسوة والوحشية ستخلف انطباعا سيئا جدا وكأن الدم الذي أراقوه والشهداء الذين ألقوا بجثثهم في البحر ليخفوا عددهم لن يخلفوا هذا الانطباع ! ومع ذلك ورغم انه لم يكن علي متن السفينة التي حدثت عليها المذبحة فقد خرج الرجل من آتون الرحلة ليتحدث عن تلك الوحشية التي تعامل بها الإسرائيليين متسائلا: ماذا سيحدث في العام المقبل عندما نعود مع المئات من القوارب؟ أسوف يطلقون قنبلة نووية؟ وما أدراك عندما يتحدث كاتب بحجم هذا الكاتب عن وحشية اسرائيل؟ إنها حقائق غائبة عن شعوب تسمع ليلا نهارا أبواق الدعاية الصهيونية وتري النائمون تحت التراب أقصد العرب إما طالبي ملذات أو إرهابيين أو أغبياء. وعلي عكس الحالتين السابقتين كانت معاملة الشيخ رائد صلاح هذا المقاوم الذي لا يدعهم يهنأون بجرائم التهويد ومحو الهوية والحفريات لهدم الأقصي، فأنا تماما مع روايته عن محاولة قتله التي أنقذته منها يد العناية الإلهية ليسقط بدلا منه شهيدا تركيا يشبهه تماما، صوب له الجندي الإسرائيلي النيران مباشرة بعد أن اختلط عليه الأمر لشدة الشبه ولذلك خرجت التصريحات الرسمية الإسرائيلية تؤكد أن إصابة الشيخ بليغة ثم ذهبت زوجة الشيخ إلي المستشفي لتكتشف الحقيقة ويكشف عضو الكنيست بعد ذلك عن ان الرجل علي متن السفينة مرمرة بحالة جيدة. لقد تعاملت اسرائيل مع الثلاثة علي طريقة لكل مقام مقال، تماما كما تتعامل مع كل شيء، لكنها اخطأت هذه المرة ، وكما نعرف جميعا فإن غلطة الشاطر بألف،هذه المرة شهود العيان من كل أرجاء الأرض علي الأكاذيب الصهيونية والصور الزائفة التي بثتها، بحيرة الدماء التي خلفتها علي ظهر سفينة الحرية تصرخ بكل لغات الدنيا، لن تفيدها نعومة معاملة كاتب تماما كما لن تفت وحشية المعاملة في عضد المطران العظيم، وكما لن ترهب رصاصات القتل الشيخ الجليل، لكنها حتما سترهب كل هؤلاء الخانعين الخائفين علي مقاعدهم ، ألا لعنة الله علي المتقاعسين الجبناء