علي متنها جمعت ما تبقي من خير علي وجه الارض وتلاقت بين جنباتها انوار كل الاديان السماوية. نساء طاعنات في السن يقرأن أسفار التوراة والي جوارهن يقف الحبر الجليل المطران كبوتشي الذي تخطي الثمانين من عمره قضي اغلبها مقاوما للظلم الصهيوني يؤدي صلواته مع عشرات المسيحيين بينما وقف اخوانهم المسلمون يؤدون صلاة الفجر علي ظهر السفينة التي جمعت احرار العالم وأطهر البشر الذين ادركوا ان طوفان الظلم الصهيوني سيجتاح الارض وانه لابد ان يستعد كل البشر لمواجهته والوقوف في وجهه فلن ينجو من اجتياحه الا من تسلح بالايمان واتخذ "الحرية" سبيلا للنجاة والمواجهة , فاعتلي سطح.. السفينة شجعان يؤمنون بعدالة القضية يثقون انهم منتصرون ايا كانت نهاية الرحلة ونتيجتها حتي وان كانت دماءهم الطاهرة هي ثمن الوقوف في وجه الظلم والعدوان . لا يبالون بتهديدات الشر ووحشيته . شعر كل منهم شيخا كان أو امرأة او رجلا او حتي طفلا بمسئوليته الانسانية تجاه اخوان في الانسانية محاصرون عزل في غزة بلا طعام او دواء تنهشهم انياب عصابة صهيونية من الذئاب , لم يختبئ أي من هؤلاء الابطال شيخا كان اوامرأة او حتي طفل وراء تبريرات أوحجج , لم يفر اي منهم من مسئوليته , ها هي أم لطفل رضيع تحمله لتصعد سفينة الحرية بعد ان عقدت العزم علي مواجهة الظلم لم يكن طفلها الرضيع عائقا امام مهمتها السامية بل كان حافزا قويا حين تخيلت شعور ألاف الامهات المحاصرات في غزة وهن يحتضن أطفالا سفكت دماءهم ومزقت اجسادهم الوحشية الصهيونية وأطفالا اخرين لا يجدون جرعة دواء او كسرة خبز او كوب لبن, فيزداد حماس الأم الاوربية للوقوف في وجه طوفان الظلم الصهيوني معلنة ان حياتها وحياة رضيعها ليست أغلي من حياة ألاف المحاصرين والشهداء من أهل غزة. وبنفس الروح و الايمان والقوة فكر عشرات الأبطال الأحرار من ركاب أسطول الحرية علي اختلاف جنسياتهم وأديانهم وانتماءاتهم وأعمارهم ,شيوخ ونساء تجاوز عمر كل منهم الثمانين عاما لم يتذرع اي منهم بضعف الجسد أو قلة الحيلة امتلك كل منهم قوة لا يمتلكها الالاف منا لم يكن اختلاف الدين او الجنس او اللغة عائقا أمام الشعور بالتوحد الانساني والاحساس بمعاناة وعذاب شيوخ واطفال ونساء ورجال يقفون عزل أمام طوفان الظلم دون مجير لم يكن بعد الاماكن واختلاف البلدان والقارات عائقا أمام هذا التجمع الانساني والالتقاء الروحي والايماني الذي أفزع الوحشية الصهيونية , لم يفعل اي من هؤلاء الابطال كما فعلنا نحن وغيرنا حين اختبأنا وراء الاف الاعذار دون ان ندرك أننا الاقرب الي الطوفان. ظننا كظن كنعان ابن سيدنا نوح حين رفض ان يصعد الي سفينة النجاة رغم قربه منها و تخيل أنه سيأوي الي جبل يعصمه من الماء ظنا منه بان الطوفان لن ينال منه ليصم أذنيه ويغلق قلبه ويعمي بصره عن نداء الحق والعدل فيغرق ويكون من الغابرين حين جاءه اليوم الذي لا عاصم فيه الا من رحمه الله. هكذا نفعل وهكذا نسمع نداء الحق والعدل علي مقربة منا يأتينا واضحا من سفينة النجاة دون ان نلتفت اليه فهل سنظل نختبئ خلف جبال الوهم والضعف والخوف والهوان ظنا منا بأنها ستحمينا من الطوفان القادم أم اننا سنتستمع الي نداء الحق والعدل لنلحق بركاب سفينة النجاة?.