بعد مرور أكثر من شهر علي عملية قنص الجندي الصهيوني 'جال كوبي' في نقطة الحراسة بالقرب من الحرم الإبراهيمي في الخليل لا يزال لغز العملية قائماً، ولم يتمكن جهاز المخابرات الصهيوني 'الشاباك' بعد من الوصول إلي أي خيط يوصله إلي الفاعل الحقيقي. ويشير موقع 'والا' العبري الشهير في تقرير نشره علي موقعه الإلكتروني، الليلة الماضية، إلي أن أكثر ما يحير القادة العسكريين بهذا الخصوص هو عدم العثور علي الطلقة التي أصابت الجندي بعد أن خرجت من رقبته. وقد قامت قوات كبيرة من الجيش و'الشاباك' الصهيونيّين معززة بخبراء من معهد البحث الجنائي بعمليات بحث وتحري في منطقة العملية وفوق الأسطح القريبة إلا أنها عادت بخفي حنين ولم تعثر علي تلك الطلقة، ما يعني عدم تحديد نوعية السلاح المستخدم في العملية. وفي هذا السياق، يشير التقرير إلي أن الطلقة الفارغة لا زالت مفقودة ولم يعثر عليها بعد، الأمر الذي يرجح فرضية إطلاقها من مسافة بعيدة جداً وقد تصل الي مئات الامتار عن مكان العملية. وما يعزز هذه الفرضية بحسب التقرير هو عدم سماع الجنود القريبين من مكان العملية لصوت الطلقة ولم يشعروا بشيء إلي لحظة سقوط الجندي مدرجاً بدمائه علي الأرض. ويضيف الموقع انه تم نفي إمكانية إصابة الجندي بنيران رفاقه حيث تم فحص جميع بنادق الجنود المتواجدين في ساحة العملية وحتي الذين كانوا علي بعد مئات الأمتار منها، وتبين أنه لم يطلق منها أي طلقة خلال ذلك اليوم. ويشير التقرير أيضاً إلي عدم إظهار الكاميرات المنصوبة في المنطقة قيام أي جندي بعملية إطلاق نار في ذلك الوقت، كما أنها لم تظهر مصدر إطلاق النار وكل ما يظهر فيها هو حقيقة سقوطه علي الأرض. وترجح المصادر العسكرية وفقاً لتقرير الموقع وقوف فلسطيني واحد أو خلية مقلصة خلف العملية وتستبعد وقوف إحدي التنظيمات الكبيرة خلفها مما يزيد من تعقيد الموقف أكثر من حيث صعوبة الوصول إلي الفاعل الحقيقي. واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلي وجود لغز آخر حالياً ألا وهو عدم إلقاء القبض علي منفذ عملية مستوطنة بساغوت شرقي رام الله بعد، فقد أثبتت التحقيقات عدم تورط الفلسطينيين الاثنين الذي ادعي في حينها باعتقالهما علي خلفية العملية. وأثبتت التحقيقات أيضا أن الفلسطيني لم يكن مسلحاً بسلاح ناري وانه استخدم سكينا في طعن الطفلة، حيث عثرت قوات الأمن الصهيونية علي السكين بعيد العملية وعليها بقايا من دماء الطفلة.