قال المفكر القومي العربي رئيس المركز العربي للتواصل الدولي والتضامن وعضو مجلس ادارة مؤسسة القدس الدوليه الأستاذ معن بشور 'القدس يجب آن تعود أولوية في كل الأجندات، ويجب أن تصبح جامعة لكل المكونات، وهادية لكل التصرفات '. وأضاف: يومها ننتصر للقدس فعلا، وتنتصر القدس بنا '. جاءت كلمات الاستاذ بشور خلال ترؤسه الجلسة الاولي بورشة العمل التي نظمتها أمس مؤسسة القدس الدولية ببيروت تحت عنوان: 'القدس علي أجندة الشعوب والحكومات العربية والإسلامية'، وحضرها شخصيات عربية وإسلامية ومسيحية عديدة. وجاء في كلمة الاستاذ بشور: 'حين أطلقنا في اجتماع مشترك بين المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي أثر انتفاضة الاقصي، 'مع بدايات العام 2001' مؤسسة القدس الدولية كمشروع يسهم في إنقاذ القدس وهويتها، ويدعم صمود أهلها، لاسيما بعد انتفاضة الأقصي المبارك، لم يكن الدفاع عن مدينة المقدسات الاسلامية والمسيحية وحده الهاجس، كم لم يكن تمسكنا بالقدس عاصمة أبدية لفلسطين هو محركنا الوحيد، بل كانت بشكل خاص الرغبة في تشكيل أطر عمل مشتركة بين تيارات الأمة ومكوناتها تشكل الرد الاستراتيجي علي كل ما يحاك للأمة من مخططات تفتيت. وعلي كل ما يحيط بها من اعداء وجود ومصير '. وتابع قائلا: 'كانت الفكرة بسيطة تقوم علي أساس البحث عن مشتركات بيننا نجتمع حولها وننطلق منها لمعالجة نقاط الخلاف والاختلاف أو التباين، بدلا من أن نغرق فيما يفرقنا من أمور وقضايا فيجتاح غرقنا هذا كل المشتركات وننتقل إلي مرحلة الصراع الدموي الذي نسعي عبره إلي أقصاء بعضنا البعض أو الغاء هذا الفريق أو ذاك '. واستطرد قائلا: 'ومن أجدر بالقدس، وهي المدينة الجامعة لكل السودانيين أدياننا وتياراتنا ومكونات مجتمعنا، من أن تكون نقطة لقاء مشتركة ننطلق منها لتوحيد صفوفنا، ومعالجة ما يواجهنا من خلافات وصراعات، ومن أحوج إلي القدس اليوم من أمتنا بكل مكوناتها لكي تغلب ما يجمعنا علي ما يفرقنا، وما يوحدنا علي مشاريع التفتيت الجارفة في المنطقة '. وقال: 'القدس هنا رسالة ودعوة بالإضافة إلي كونها مدينة مقدساتنا وعاصمة فلسطين السليبة، رسالة ودعوة للوحدة في زمن التفتيت، وللتلاقي في زمن الفرقة، ولتضميد الجراح في زمن الاحتراب، ولتصحيح التوجهات في زمن الاضطراب، ولاستعادة التوازن في زمن الاختلال'. وأكد الأستاذ معن بشور 'أن القدس أيضا رسالة ودعوة لصون المقدسات في زمن تدنيسها، ولحفظ عروبة المدينة في زمن صهينتها وتهويدها، كما هي دعوة لحماية بيوت الله جميعا، مساجد وكنائس، فنرابط في الأقصي في مواجهة جحافل' المستوطنين '، ونحمي كنيسة القيامة وكل الكنائس تماما كما فعل الخليفة عمر بن الخطاب فاتح القدس حين رفض أن يصلي في الكنيسة كي لا يأتي أحد من بعده ويقول هنا صلي عمر فيبني مسجدا مكان الكنيسة '. وجاء في كلمته أيضا: 'القدس هي بالتأكيد مدينة مقدساتنا التي علينا ان نحررها، وعاصمة فلسطيننا التي علينا أن نستعيدها، لكنها أيضا مدينة اجتمع في رحابها المقدس حق وايمان، حق فلسطيني عربي، مع إيمان بالرسالات والرسل، فاستمد الحق من الايمان قوة متجددة، واستند الايمان علي الحق ليبسط قيمه الانسانية الخالدة، لذلك تمكنت القدس بالحق الذي تملك، وبالإيمان الذي تجسد أن تنتصر علي الغزاة جميعا ولكن شرط انتصارها الوحيد كان وحدة الأمة، فالمخلصون للقدس فعلا هم الساعون لوحدة امتهم ومجتمعاتها وكياناتهم الوطنية، أما الغارقون في فتن، طائفية ومذهبية وعرقية، تمزق الأمة ومجتمعاتها وكياناتها فهم يسيؤون للقدس ولفلسطين مهما رفعوا من شعارات وأعلوا من أصوات '. واختتم الأستاذ بشور كلمته بالتأكيد علي أن 'القدس هي عنوان لفلسطين بكل مكوناتها، ولقضايا الأمة بأسرها، وان الدفاع عن القدس هو دفاع عن الضفة وأهلها الصامدين، ودفاع عن فلسطين المغتصبة عام 1948 وأهلها المتمسكين بعروبتهم رغم أبشع صنوف التمييز والقمع والارهاب، ودفاعا عن غزة هاشم التي لا تخرج من حصار الا لتدخل في حصار أدهي، والتي لا نقبل اغلاق المعابر منها واليها، لأن مصر هي حاضنة غزة ورئتها ونافذتها إلي العالم، ولأن غزة ترفض ميسور تكون شوكة في خاصرة أرض الكنانة فكيف بمن يسعي لان يجعلها خنجرا '. وقال: ' من هنا تكتسب ورشة عملنا اليوم حول 'القدس في اجندات الحكومات والشعوب' أهمية استثنائية علي صعيد موضوعها، وطبيعة المشاركين فيها '.