شهد الشارع المصري حالة من الجدل وردود الأفعال حول قرار إخلاء سبيل الرئيس السابق محمد حسني مبارك ووضعه تحت الإقامة الجبرية فهناك من أيد بشدة هذا القرار مؤكداً أن مبارك كان عصره أفضل بكثير من عصر الإخوان وأنه كان ضحية تخطيط فاشي لجماعة الإخوان لفقلب نظام الحكم في مصر وأنه كان قائداً وحكم مصر لمدة 30 عاماً وكان لا يجب أن تكون نهايته بهذا الشكل، أما الفئة الأخري فقد اعترضت بشدة علي قرار إخلاء سبيله مؤكدين فساد نظام مبارك وأنه السبب في سقوط العديد من الشهداء في حكمه وأنه كان لابد من معاقبته. الأسبوع أجرت جولة للتعرف علي آراء الشارع المصري والمستشارين القانونيين والنشطاء السياسيين حول قرار إخلاء سبيل الرئيس السابق ووضعه تحت الإقامة الجبرية بمستشفي المعادي العسكري: - في البداية يقول خالد عبد الرحيم ' أنا سعيد جدا بقرار إخلاء سبيل مبارك ويجب أن لا ننسي أن مبارككان له دور كبير في انتصار 73 وانه كان لا بد من إخلاء سبيله لأنه مظلوم. ويضيف السيد عماد أن مبارك تورط في القضايا التي كانت منسوبة إليه وأنه رئيس مصر لمدة 30 عاما ولا يجب أن تكون هذه نهايته. ويشير عبد الرحمن السعيد أن الرئيس السابق مبارك هو بطل الحرب والسلام من وجهة نظره مثله مثل الراحل أنور السادات وأنه قرر التخلي عن منصبه حفاظاً علي أرواح المواطنين وحقناً للدماء بعكس الرئيس الإخواني. ويقول إبراهيم المصري ' والله أنا من رأيي لو كانت الدوله والقضاء غرموه وبعدين وبعد مايغرموه يطلعوه لكونه غير لائق طبيا يبقي ممكن، انما القضاء يطلعه من غير مايستفادوا منه دا يبقي حرام. ويؤكد طلعت فياض أن مبارك تجاوز العامين في السجن وهي مدة السجن الإحتياطي علي ذمة قضايا متعددة منها التربح علي سبيل المثال والإستيلاء علي أراضي الدولة وقتل المتظاهرين وبريء في جميعها والقضاء قال كلمته ولاتعليق لنا علي أحكام القضاء. ويضيف السيد زينهم أن دفاع مبارك قدم مايثبت تصالحه مع مؤسسة الأهرام وتسديده لقيمه الهدايا.. ولكن انا ضد إخلاء سبيله لباقي القضايا. أما قرار وضعه تحت الإقامه الجبرية فهو قرار صائب. ويوضح أمير إيلي نجيب 'بعد اللي عمله مرسي وعصابته مبارك يستاهل نيشان علي حفاظة علي الدم المصري ' الإنسان عند أهله مش بيتعوض ' الفلوس بتتعوض، انت لو أحصيت أعداد الشهداء والمصابين أيام مبارك نسبة لا تقارن بأيام مرسي حتي الآن وشهداء ومصابين رفح ومنهم ابن عمي. ويقول محمد برهام: مبارك مش هيفرق ف حاجة انه يخرج أو لا علي الأقل يحترم لكبر سنة والأمان اللي كان معيشنا فيه وخروجه مش فارق عندي ف حاجة بس مفروض كان يتحاسب علشان محدش يشكك في القضاء أو الأهم ثورة 30 يونيو. ويضيف أسامة شعبان 'والله مبارك لسة ما طلعشي برائة ممكن يكون طلع من قضية واحدة ولكن لسة في قضايا كثير موجهة إليه وأهم قضية قتل المتظاهرين والفساد '، ويعبر وائل راشد عن فرحته بإخلاء سبيل مبارك قائلاً ' أحسن خبر سمعتة لأن أيامة كانت حلوة وفي أمن ودك، ثانياً لا يجب وضعه تحت الإقامة الجبرية لأنة غير مطلوب في قضايا أخري. ويقول محمد حمدي المحنكر ' الحكم بيحسسني أن الثورة اتعمل لها جيم أوفر ورجعنا من الأول تاني، ومبارك لازم يفضل تحت الإقامة الجبرية علشان لو خرج الناس هتحس ان احنا رجعنا لعصر الدكتاتورية ومن يخطيء ليس له عقاب. ويؤكد السيد ياسين – أمين شرطة أنه يتفق مع الحكم بإخلاء سبيل مبارك لسبب واحد وهو أن الحقيقه ظهرت واتضح أنه مظلوم، والله دائما مع الحق والدليل ان كل يوم خروف بيقع. ويقول أشرف غالي ' هو أصلا واخد برائة في عهد مرسي وبالنسبة للإقامة الجبرية كويس علشان الخونة متستغلش خروجه في المظاهرات. ويشير وائل ناجي – أمين شرطة إلي أن القانون هو الذي حبسه وأيضاً القانون هو الذي أفرج عنه وأنا مع القانون، ومبارك كان مظلوم لأن مراته وابنه جمال هما السبب. ويسخر الدكتور محمد فضالي قائلاً ' حاجة طبيعية جداً في مصر، اضربلك مثال ' الشرطة أيام مبارك شرطة مش كويسة لكن دلوقتي الشرطة زي الفل ' بغض النظر هي صح أو غلط وأيضاً 'مبارك كان سبب خراب 30 سنة دلوقتي مبارك هيبقي مظلوم ' فحكاية قرار الإخلاء دي حاجة طببعة لأنه لم يثبت عليه دليل وبعدين دا كمان بعد إعادة محكامته للمرة الثانية. ويؤكد محمد يوسف – عضو ائتلاف أفراد الشرطة المصرية أن هذا القرار في هذا التوقيت قد يشعل أزمه ولكن هو قرار كان متوقع حيث أن الرئيس المعزول هو من تسبب بذلك عندما برهن بوجود أدلة ومستندات جديدة بشأن إدانه مبارك ونظامه، وهو ما ثبت أنه لم يكن هناك أي دليل مطلقاً وإسناد الإتهام غير مبرر بوقائع ارتكبها النظام، وعامل الإسراع في التحقيق والإحاله وأدله الثبوت كان متباطئاً مما نتج عنه قرارات إخلاء سبيله. ويشير الأستاذ عبد الهادي صقر – المحامي بالنقض أنه لا تعقيب علي أحكام القضاء، نحن لنا حق النقد فيما لا يدخل في نطاق التعقيب علي الحكم إلا إذا كان الحكم موجود أمامي. ويضيف أحمد المخزنجي أن قرار إخلاء سبيل مبارك طبيعي وكان مسألة وقت لأن مبارك تم محاكمته جنائياً بقوانين مضروبة ولم يحاكم علي فساد مؤسسات الدوله فطبعاً دا هزيمه لثورة 25 يناير و أنا متفق جداً أنه لا بد من أن يكون تحت الإقامه الجبرية. ويوضح الأستاذ سيد أبو الجود – مستشار قانوني أن قرار إخلاء سبيله جاء طبقاً للقانون وفق مايراه قاضي التجديد لأمر حبسه، أما الإقامة الجبرية فهي عمل سياسي لتهدئة الراي العام فقط. ويقول الأستاذ محمد حسنين الساعاتي ' بالنسبة للإقامة الجبرية فهذا شئ تقليدي يحدث مع أي حد المهم أنه طلع براءة، واسمح لي أن أقول لسيادتكم أنني متعاطف مع حسني مبارك، وأري أنه طلع محترم ولم يعرض البلد لما رأيناه حالياً. ويؤكد محمود البيه – محامي أن قرار إخلاء سبيل حسني مبارك باطل إنسانياً ولكنه صحيح قانونياً مئة بالمئة ونحن دولة قانون ولابد من تفعيل القانون وإخلاء سبيله ولكن ما فعله الحاكم العسكري من وضعه تحت الإقامة الجبرية هو كان لسببين مرتبطين ببعض والأول هو حمايته والحفاظ علي حياته والثاني لتفادي الفتنة والفوضي العارمة الممكنة الحدوث ولذلك أنا أؤيد قرار وضعه تحت الإقامة الجبرية ولو لفترة معينة حتي استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد.ويضيف الناشط السياسي علي الدالي أن وضع مبارك قيد الإقامة الجبرية أمر حكيم، وينتصر فيه للإراده الشعبيه الغاضبه من قرار المحكمه بالإفراج عن الرئيس الأسبق ويحترم الحكم القضائي في الوقت نفسه الذي لا يمكن التعليق عليه، ولكن من رأيي ' إخلاء سبيله سيؤدي الي غضب شعبي '. ويشير الأستاذ إيهاب بدوي – محامي أن مبارك خرج بقانون وضعه الإخوان وناقشوه في البرلمان 2005 ووضعه تحت الإقامه الجبرية ضد رغبة الفلول ونزولاً علي أهداف الثورة الأولي والثانية يبقي لا فلول ولا إخوان. ويقول الدكتور محمود رفعت – عضو بحزب الوفد أن قرار الإخلاء عن قضايا معينة وليست إخلاء سبيل عام أو مطلق، ومبارك لا زال مطلوباً علي ذمة قضايا أخري ولكن قرار إخلاء سبيله جاء وفق قاعدة قانونية ثبت بها أن مبارك تخطي المدة القانونية للحبس الإحتياطي وبالتالي ليس هناك سبب لسجنة إلا إذا تم الحكم عليه في القضايا المعلقة وما أكثرها، وأخيراً تقدم أحد المحامين بعدد من البلاغات ضد مبارك تضاف للقضايا المعلقة وبالتالي ليس الأمر إخلاء بهذة السهولة أو بالمعني الذي وصل إلي أذهان الناس، مبارك مدان شعبياً وقانونياً وتاريخياً وسياسياً فلا مجال للحديث عن خروج أو إخلاء سبيل ورغم ذلك فأنا في انتظار نتائج التحقيقات في الجرائم المعلقة ونحن جميعا نحترم القانون ونتائج تحقيقات الجهات الأمنية وأملنا في الله والقضاء المحايد كبير في رد الحقوق لمستحقيها. ويوضح حسن العوضي – محامي أن قرار إخلاء سبيل مبارك هو قرار صادف صحيح قانونياً لأنه محبوس علي ذمة قضية الهدايا وقد قام بسداد قيمة القضايا ثم ان النيابة أخلت سبيل كل من هو متهم في قضايا مماثلة بمجرد سداد قيمة الهدايا، ومبارك مواطن مصري ما ينطبق علي الآخرين ينطبق علي مبارك، أما بالنسبة للإقامة الجبرية هذا القرار قرار صحيح من الناحية المنطقية والقانونية فطبقاً لقانون الطواريء من حق نائب الحاكم العسكري إصدار هذا القرار وكذلك من الناحية الأمنية وحماية لمبارك نفسه أن يحدد اقامته ويكون في حماية وتأمين الجيش. ويعبر الأستاذ محمد عبد الشكور – منسق حركة صحفيون من أجل مصر عن رأيه قائلاً ' أري أن إخلاء سبيل مبارك أمر متوقع كثيراً وقد تأخر لظروف معينة، وقد قلت قبل البدء بالقبض علي مبارك عقب ثورة 25 يناير أن محاكمة مبارك ورجاله في جرائم مالية وخلافه سوف تؤدي في النهاية للإفراج عنه لأنه سيتم التصالح فيها، أما قتل المتظاهرين وغيرها فلقد قام النائب العام السابق عبد المجيد محمود بتفريغ جميع قضايا مبارك ورجاله من الأدلة والمستندات حتي يحكم القاضي في النهاية من خلال أوراق مقدمة إليه، كما أري أن خروج مبارك استكمالا لثورة 30 يونيه المزعومة، واستمرارا للتنكبل بكل اطياف الشعب المصري وقد بدأت الدولة العميقة بالاخوان لانهم اكبرفصيل منظم ولكن الدور سيأتي علي كل المعارضين كل تيار علي حسب قوته وعلي حسب نهجه مرة بتالترهيب وتارة بالترغيب حتي تعود الدولة العميقة مرة اخري للحكم ويعود الامن لسابق عهده بالتنكيل للمعارضين، وليس بالضرورة عودة مبارك للحكم مرة أخري ولكن سيكون عودة رجاله وأتباعه مرة أخري. ويشير الأستاذ محمد عبد الغني شادي – عضو تحالف شباب الثورة إلي أنه وواهم من يعتقد أن نظام مبارك قد يعود، و مصر لن تسقط أبداً ونحن اليوم ندفع فاتورة مجمعة لأخطاء ومفاسد ارتكبتها أنظمة سابقة ومجتمع عاش عقودًا ينخر فيه الفساد والإستبداد والعشوائية وغداً لا محالة ستصبح مصر دولة كبري ومستقرة وملكاً للجميع وسيتحقق الحلم إن شاء الله: عيش - حرية - عدالة اجتماعية - كرامة إنسانية هذا ليس تفاؤلاً ساذجًا ولكنه المنطق والحقيقة فلا تيأسوا. ويضيف الأستاذ شكري جاد المحامي أن قرار إخلاء سبيل مبارك صحيح من الناحية القانونية مائة في المائة طبعاً وعليه هذا قرار قانوني طبقاً للمواد 167، 168 من قانون الإجراءات الجنائية ولايجوز للنيابة العامة استئنافه طبعاً حيث أن قرار الإفراج صادر من غرفة المشورة وعليه فلا يجوز الطعن عليه، وبخصوص الوضع تحت الإقامة الجبرية نظراً لظروف البلد وكذلك لتحقيق الأمان للمفرج عنه، فالقرار صائب مائة في المائة وتطبيقاً لأحكام القانون الخاص بالإعلان لحالة الطواريء. ويوضح المستشار فؤاد راشد – رئيس محكمة استئناف القاهرة أن مبارك لازال يحاكم والقضايا لم تنته فمبارك لم يتم الحكم ببرائته حتي وان أخلي سبيله والمحاكمة لن تنتهي بعد وهذا هو القانون ولابد من إحترام القانون وهناك من ينتظرون الفرصة للتهليل، القصة لاشأن لها بثورة يونيو وقد ألغي الحكم ضده في خلال حكم مرسي، مؤكداً أن وضعه مؤقت رهين بالطواريء وسوف يحاكم لاحقاً هناك من ينتظرون الفرصة للتهليل. أما الرائد فهمي بهجت – المتحدث الرسمي بإسم ائتلاف ضباط الشرطة المصرية فيؤكد أن قرار إخلاء سبيل مبارك قرار حكيم ويجب أن يتم التصريح عن محاكمته عما تسبب فيه مرؤسيه من فساد حكومي أدي إلي تدهور الحال في مصر والإعلان عن هذا يفوت الفرصه عن حقن بعض الشعب من الجيش ومن النظام الحالي. ويؤكد الشيخ شريف طه – المتحدث الرسمي بإسم حزب النور أنه لا تعقيب علي أحكام القضاء وأن القضاء جعل سبل للتعقيب علي أحكامه سواء بالطعن أو إذ لم يوجد سبيل للطعن مثل هذه الحالة فيكون البحث عن أدلة جديدة تدين المتهم، فالقاضي يحكم من خلال الأوراق التي قدمت له، وإخلاء سبيل مبارك أمر متوقع في ظل محاكمات علي أمور تافهة فهذا مثل شخص قتل آخر ونظر إليه نظرة عنيفة وسيئة فرفعوا عليه قضية أنه أذاه نفسيا بنظرته فقط رغم أنه جاني وقاتل، فهذا الرجل كان في عهده فساد إداري ومالي في جميع أرجاء وأركان الدولة كما كان هناك إفساد في الحياة السياسية، وانتهاكات واسعة جداً في حقوق الإنسان، وسلخانات تعذيب كانت مفتوحة في كثير من الأماكن، وانتهاكات الشرطة التي كانت من الأمور الأساسية التي قامت ضدها ثورة 25 يناير وهذا ما فعل جرح نفسي عند الشرطة التي شعرت أنها كانت موجهة إليها بالأساس وهذا ما أحدث لها كسر نفسي بشكل كبير، كل هذا وحوكم مبارك علي القصور الرئاسية وهدايا مؤسسة الأهرام ! أري أن التوقيت يثير حساسية كبيرة جداً في مخاوف عند قطاع كبير من الشعب المصري لإحساسهم أن الممارسات القديمة بدأت تطل برأسها بشكل كبير، هذا الأمر بلا شك سيعزز هذه الممارسات وإن كنت أنا علي قناعة أن مبارك بصفة شخصية لم يعد له دور في الحياة السياسية بأي حال من الأحوال ولا جمال ولا علاء مبارك، ونحن طبعاً منتظرين برائتهم في القريب العاجل، حتي ما أعلمه من مصادر قريبة من المؤسسة العسكرية أن المؤسسة العسكرية لم تكن علي توافق مع مشروع التوريث وكان ذلك من أكبر أسباب الخلاف مع الرئيس مبارك في المرحلة الأخيرة وأن سوزان كانت تنفرد بإدارة الدولة مع جمال مبارك وزكريا عزمي، ولكني أري أن هناك قطاعات كبيرة متخوفة أن نرجع للوراء وأن عقارب الساعة بترجع للخلف، وأن الكثيرين كانوا يريدون استكمال ثورة 25 يناير في 30 يونيو بإعتبارها موجة ثورية ثانية تستكمل بها مطالب الثورة ' عيش، حرية، عدالة إجتماعية، كرامة إنسانية '، ولكن التخوف أن تقع الثورة في أيدي من يرجعنا إلي ما قبل ثورة 25 يناير، لأن قرار إخلاء سبيل مبارك في هذا التوقيت يمثل أزمة كبيرة جداً.