أكدت النائب السابق لرئيس المحكمة الدستورية المستشارة تهاني الجبالي أن السياسة الأمريكية عموما اتسمت في المرحلة الاخيرة بالارتباك الشديد جدا، لانها تشعر أن الاوراق التي تم ترتيبها بعد حرب 1973 تم بعثرتها بحس ووعي الشعب المصري الذي خرج في 30 يونيو الماضي واسقط حكم الاخوان وكسر ظهر المشروع الأمريكي. وقالت الجبالي - في حوارمع صحيفة الوطن الكويتية الذي نشرته في عددها الصادر صباح اليوم الثلاثاء - إنني اعتقد أن الامريكان فشلوا لانهم لم يقرؤوا التاريخ جيدا، وربما لان امريكا ليس لها جذور تاريخية كاستعمار، مشيرة الي أنها ستظل في التامر لاخر مدي ولكنها في نهاية المطاف سوف تنهزم وهذا درس للتاريخ. وأوضحت الجبالي أن سياسة أمريكا المناهضة للشعب المصري، وحدت صفوفه وعالجت الثغرة التي حاولت هي وغيرها أن تحدثها بين المصريين وجيشهم الوطني وما بينهم وبين شرطتهم، كما أنها استنهضت في النهاية حالة عربية جديدة يمكن أن يبني عليها لمواجهة ما هو قادم وكبير وخطير. وأشادت بالموقف العربي بعد ثورة30 يونيو، وقالت إنه موقف تاريخي بكل المقاييس ولا يقل عن أهمية موقفهم من حرب السادس من أكتوبر العظيم، مشيرة الي أن موقف السعودية والإمارات والكويت والبحرين طمان قلوب المصريين جميعا فهم قادرون علي تأدية هذا الدور بكفاءة. وعن الحكومة الحالية قالت إن ' الحكومة الحالية تتبني موقفا دفاعيا حتي الان، ولابد أن تتبني استراتيجية هجومية وتقدم الادلة والحقائق للشعوب قبل الحكومات، لان الشعوب هناك تعرف كيف تحاسب الحكومات'. وعن الاخوان المسلمين، أشارت الجبالي الي أنه بعد ان شاهدنا الدموية والارهاب والقتل فلابد من حظر التنظيم الدولي وادراجه في قائمة المنظمات الإرهابية، وفقا لمعايير الأممالمتحدة ولابد من صرف اموال التنظيم بعد مصادرتها لتعويض الضحايا الذين اضيروا من ارهاب الاخوان من خلال صندوق وطني، فهذا واجب علي السلطة المؤقته لان الشعب خرج في 30 يونيو مطالبا باسقاط حكم المرشد لانه يعلم أن الذي يحكم هو مكتب المرشد. وأوضحت أنها تميل الي النظام الفردي في الانتخابات البرلمانية القادمة لانه في الظروف الحالية فسيأتي بشخصيات يعرفها الناس، علي أن تحترم القوي السياسية في مصر مسؤوليتها في عدم التزاحم علي المقاعد وأن يلتفوا حول شخصيات وطنية يمكن أن تحمي مصر من خلال برلمان وطني. ونفت الجبالي عودتها مرة اخري الي الدستورية وقالت: لا اريد العودة الي المحكمة الدستورية، فقد اديت الامانة وفتحت الباب للمرأة المصرية لتدخل محراب القضاء وهناك 49 قاضية، مشيرة الي انها رفعت الدعوي لهدف الانتصار لاستقلال القضاء وعدم قابلية القاضي للعزل. وشددت علي أن الاقباط في مصر كانوا واعين جدا ووطنيين جدا وعقلاء جدا، وهذا ما عكستها مقولة قداسة الانبا تواضرس 'دعهم يحرقون كل الكنائس فسنصلي في المساجد ' فهذا موقف يدل علي وحدة مصر في المحن. وأكدت إنها أول من يطالب بترشيح الفريق اول السيسي لرئاسة الجمهورية، لان مصر بحاجة الي رجل دولة يعي قضايا الامن القومي في هذه المرحلة، وهو هذا الرجل لهذه المرحلة.