' نشرت 'صحيفة معاريف الاسرائيلية' أهم التحديات التي تواجه تل أبيب مستقبلا.. الجيش المصري الوحيد الذي لا يزال قادرا علي مواجهة إسرائيل ميدانياً.. وفي حال إلغاء 'اتفاقية السلام' ستوجه بنادق جيش مصر لتل أبيب.. وإيران وسوريا وحزب الله والقاعدة مصادر قلق الأمن الإسرائيلي.. الصحيفة العبرية: جيش مصر ترك عقيدة القتال السوفيتية وتبني أسلوب القتال الغربي المتطور بفضل المساعدات الأمريكية وهذا ما يهدد الجيش الإسرائيلي وأكدت الصحيفة في تقريراً مطولا ومفصلاً نشر اليوم الخميس حول خريطة المخاطر التي تهدد إسرائيل في الشرق الأوسط مستقبلا، وذلك في ذكري بداية رأس 'السنة العبرية' الجديدة وفي ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة من تغييرات متسارعة والتي قد تؤثر علي إسرائيل بشكل سلبي العام المقبل وأضافت معاريف أن إسرائيل قد نجحت في تجاوز السنة العبرية الماضية من الناحية الأمنية التي يعيشها السكان الإسرائيليين، موضحة أن الجيش المصري هو الجيش الوحيد الذي لا يزال قادرا علي مواجهة إسرائيل ميدانياً، بينما تظل كل من إيران وسوريا وحزب الله والقاعدة مصادر قلق تهدد الأمن الإسرائيلي وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه وفقا لتقريرها السنوي للأوضاع الجارية في المنطقة، إن احتمالات اندلاع حرب بين جيوش نظامية من الدول العربية المجاورة، وبين الجيش الإسرائيلي قد انخفضت في الأعوام الأخيرة بشكل حاد، في المقابل يرتفع عدد التنظيمات الإرهابية في الدول المجاورة باستمرار، ارتفاعا كبيراً، كما تحسنت بشكل كبير القدرات القتالية لهذه التنظيمات القتالية وتحسن عتادها العسكري ووسائلها القتالية وأوضحت معاريف أنه علي ضوء هذه التغييرات فإن هناك حاجة لتأقلم الجهاز الأمني في إسرائيل وعلي عدة مجالات، أبرزها المجال الاستخباراتي والتكنولوجي، بجانب بناء القوة العسكرية والتدريبات لمواجهة تهديدات لم يعتد جنود الجيش الإسرائيلي لها وجاءت خريطة التهديدات ضد إسرائيل وفقا لمعاريف كالتالي: مصر جاء في مقدمة التهديدات التي صنفتها الصحيفة العبرية وفق خريطة التهديدات التي وضعتها في تقريرها السنوي هو 'شكل الجيش المصري'، مشيرة إلي تنظيم الجيش المصري يشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل، وأنه بعد اتفاقيات السلام مع مصر ترك الجيش المصري عقيدة القتال السوفيتية وتبني أسلوب القتال الغربي المتطور وذلك بفضل المساعدات الأمريكية بالأساس وأضافت معاريف أنه حسب التقديرات فإن الجيش المصري هو الوحيد، في المنطقة، القادر علي مواجهة الجيش الإسرائيلي في ميادين القتال وأوضحت الصحيفة العبرية أن علي الرغم من الهزات السياسية التي تعصف بمصر في العامين الماضيين، فقد حرصت الجهات الأمنية في إسرائيل ومصر علي التوضيح بأن العلاقات بين الجيشين جيدة، وأن الدولتين تعملان من خلال مصالح متشابهة في محاربة منظمات 'الإرهاب' وقالت معاريف إن الجيش المصري بدأ بعد الخطوة التي قام بها والمتمثلة بعزل الرئيس محمد مرسي، عمليات هجومية للغاية للقضاء علي الإرهاب، لكن في المقابل فإن فض اعتصام أنصار جماعة 'الإخوان المسلمين'، دفعت الجيش الأمريكي إلي تجميد غالبية المساعدات العسكرية لمصر، وتقرر أيضا تجميد صفقة تزويد الجيش المصري بمقاتلات جوية متطورة للغاية وأضافت الصحيفة العبرية أن هذا القرار الأمريكي شجع وعزز قوة الأصوات المنادية بإلغاء اتفاقية السلام مع إسرائيل، بل إنه دفع بقادة حركة 'تمرد' في مصر إلي أن تدعم هي الأخري هذا المطلب، موضحة أنه في حال تم إلغاء اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية بفعل الضغوط الداخلية، يصبح التخوف من أن توجه بنادق الجيش المصري إلي إسرائيل حقيقاً، وأن هذا سيناريو محتمل وإن كان غير معقول سيناء اعتبرت الصحيفة العبرية شبه جزيرة سيناء حتي خلال رئاسة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك 'وكراً للإرهاب العالمي'، زاعمة بأن المنظمات الجهادية التي تحسب بعضها علي القادة، استقرت في سيناء، عبر استغلالها لغياب السيطرة الأمنية، لتعزيز قوتها وأضافت معاريف أن الثورات العربية، وسقوط نظام معمر القذافي في ليبيا فتحت تحديداً سوقاً أسوداً غنياً بالأسلحة والوسائل القتالية المتطورة، التي تدفقت عبر مصر إلي سيناء وقطاع غزة وأشارت الصحيفة العبرية إلي أن التنظيمات الجهادية تقود منذ العام الماضي حرباً متواصلة ضد الجيش المصري، مما يكسبها المزيد من الخبرة والمهارات في زرع العبوات الناسفة، والتدرب علي مختلف أنواع الأسلحة النارية، وإطلاق صواريخ الغراد وفي المقابل استغل الناشطون من الجهاز العسكري التابع لحركة حماس، الذين سبق وأن تدربوا في إيران، صناعة الأنفاق لنقل الأسلحة والخبرة العسكرية إلي سناء، ويشكل إطلاق الصواريخ باتجاه إيلات مثالا علي التعاون بين الطرفين سوريا فالت معاريف، إنه فيما يتعلق بالصورة التي تشهدها الأوضاع في سوريا فبعد أن كانت الدولة الأكثر هدوءاً في المنطقة أصبحت الآن التهديد الأكثر احتمالاً في المنطقة، فالرئيس السوري يناضل منذ عامين من أجل البقاء علي رأس النظام الذي بدأت أركانه بالتفكك، في المقابل انضمت مجموعات كبيرة من الخارج لقوات المعارضة السورية والتي كان أبرزها جبهة النصرة التي تمكنت في الفترة الأخيرة من السيطرة علي الحدود السورية – الإسرائيلية قرب الجولان وعلي الرغم من أن السعودية والكثير من الدول ضد سياسات جبهة النصرة المحسوبة علي التنظيم الجهادي العالمي إلا أن تلك الدول تقوم بتقديم المساعدات العسكرية والمعونات لتلك المجموعات في محاولة منهم القضاء علي نظام الأسد في سوريا وأوضحت معاريف أنه في نهاية المطاف وبحسب وكالات الاستخبارات الغربية، فإنه سواء انتصر الأسد أم لا فإن تلك الجماعات تشكل تهديداً كبيراً وجاداً علي أمن إسرائيل وأكد تقرير الصحيفة العبرية أن سوريا ليست الوحيدة من هذه الناحية، فالشرق الأوسط مصبوغ اليوم بنقاط تتواجد فيها مثل هذه الجماعات، حيث تشكل مصر وسوريا ولبنان واليمن وغزة والعراق المراكز الأساسية لتواجد هذه الجماعات اليوم، كما أن 'الجهاد العالمي' يقوي باستمرار في الوقت الذي تقع فيه إسرائيل في ساحته الخلفية، بل وعلي أرض يعتبرها إسلامية إلي ذلك، فإنه علي الرغم من التقديرات الاستخبارية بأن احتمالات شن هجوم كيماوي علي إسرائيل في حال تلقت سوريا ضربة عسكرية، هي ضئيلة إلا أنها لا تزال قائمة قطاع غزة والضفة الغربية أما في قطاع غزة التي تسيطر عليه حركة حماس منذ عام 2007 والتي حسب تقرير 'معاريف' مشغولة بالنظر إلي الوضع الراهن خاصة بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي، وبعد الحرب الأخيرة أواخر عام 2012، لافتة إلي أن حركة حماس قامت في الآونة الأخيرة بتوظيف مئات الأفراد منها لمنع الخلايا العسكرية من إطلاق النار علي إسرائيل وذلك خوفاً من رد فعل الجيش الإسرائيلي وأضافت معاريف، أن الحركة تقوم في الوقت نفسه ببناء القوة الخاصة بها وذلك بعد أن زادت صعوبة تهريب الصواريخ من الأنفاق، حيث أصبحت حماس بارعة بشكل كبير بصناعة وتطوير المنظومة الصاروخية وتطوير أنظمة لخداع منظومة الدفاع الإسرائيلية حتي تصبح جاهزة لإيذاء إسرائيل أما في مناطق الضفة الغربية والتي تشهد هدوءاً نسبياً، علي الرغم من أن عمليات الاعتقال التي قامت بها إسرائيل وقتل ثلاثة فلسطينيين أدت إلي تفجير الأوضاع في بعض المناطق في الضفة خاصة في مخيم قلنديا شمال رام الله ولفتت الصحيفة العبرية إلي أن الأوضاع في الضفة الغربية مرهون وبشكل كبير بمفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي انطلقت مؤخراً، لافتة إلي أن خروج الأسري المخضرمين يمكن أن يساعد في تعزيز حالة الهدوء التي تعيشها مناطق الضفة الغربية لبنان قالت معاريف إنه في لبنان فالوضع يتغير بعض الشيء، وذلك لأن العدو المعروف لإسرائيل في لبنان هو حزب الله، وهو يواجه اليوم، وللمرة الأولي منذ تأسيسه 'نزيفا داخليا'، نتيجة لمشاركة الحزب في الصراع الدائر في سوريا والتي عرضته لانتقادات شديدة، وتحققت تهديدات الحكم في لبنان أن العنف في سوريا سيمتد إلي لبنان وأضافت الصحيفة العبرية أن حزب الله تلقي الضربات الأكثر إيلاماً من الحرب في سوريا، إضافة إلي من فقدهم الحزب في ميادين القتال في سوريا – سواء علي صعيد القادة الكبار أم علي الصعيد المعنوي والنفسي- فقد تلقي الحزب ضربة في جبهته الداخلية، إذ نفذت في الأشهر الأخيرة، ثلاث عمليات كبيرة في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي تعتبر من أهم معاقل الحزب في لبنان، الأمر الذي أدي إلي إصابة المئات من اللبنانيين، والذي ساهم بشكل أو بآخر في رسم الصورة التي خشيها نصر الله وهيأ بأن تنظيمه ليس محصناً وأوضحت معاريف أنه إذا كان حزب الله يخوض الآن معاركه الداخلية، إلا أن تزايد عدد التنظيمات 'الإرهابية' في لبنان وسهولة الوصول للسلاح الوسائل القتالية مثل الصواريخ بعيدة المدي التي من شأنها أن تنفجر في إسرائيل في نهاية المطاف بدأت تتوسع بشكل ملحوظ، ناهيك عن أن مشاركة عناصر الحزب في القتال في سوريا تعيد لهم لياقتهم العسكرية، بعد الهدوء علي الحدود مع لبنان لعدة سنوات إيران وفيما يتعلق بالمشهد الإيراني الذي شهد تغيراً للقيادة الإيرانية، والذي أفسح أحمد النجاد مكانه لصالح منافسه المنتصر في الانتخابات حسن روحاني، وفي حين أعربت جهات عالمية مختلفة عن ارتياحها لانتخاب المرشح المعتدل، أملا في أن تغير طهران توجهها العسكري الذي سارت عليه في السنوات الأخيرة وقالت معاريف إنه قد يكون لا يزال مبكراً القول، لكن يبدو أن العالم يسير علي طبيعته وسجيته، فإيران تحت قيادة روحاني تواصل دعم 'محور الشر'، وهذا يشمل بطبيعة الحال حليفها الجثم علي حدودها الشرقية، سوريا، وقد سبق ذكر ذلك وأضافت الصحيفة العبرية أنه لا يمكن بطبيعة الحال تجاهل مشروع الذرة الإيراني الذي ينمو ويتكامل كلما مر الوقت، فقد شجع تأجيل الضربة العسكرية الأمريكية، إيران وساهم في الشعور العام بأن الأمريكيين، وباقي العالم، قطعا، لن يسارعوا للتدخل عسكريا، وأن من شأن إيران إتمام صنع القنبلة