الحياة مليئة بالغرائب والعجائب.. لكن القانون سيظل يحكمها مهما حدث.. وكلمة العدل ستكون أقوي من كل سلاح.. بعد قصة حب ورغم معارضة أهل الزوجة تم زفافها إلي حبيبها وزميلها في العمل.. الفروق المادية كانت سبب الرفض لكن الزوجة كانت تري في حبيبها صدق المشاعر والإخلاص والطموح بعيدا عن الطمع.. بعد الزفاف لم تتوقف تدخلات الأهل والوالدين في حياة الزوجين.. لم يحصلا علي فرصة للتقارب في هدوء وصنع السعادة معا.. وكانت النتيجة ان اصرت الزوجة علي الطلاق وهي تري أن بينهما فجوة هائلة لا يستطيع زوجها ان يتخطاها، وتحت وطأة الضغوط استجاب الزوج وألقي يمين الطلاق علي زوجته.. بعدها عادت للزوجة سكينتها واكتشفت خطأها في استجابتها لأهلها وعندما كانت تفكر في العودة فوجئت بزوجها يتصل بها ويؤكد انه مازال يحبها وعلي استعداد لردها إلي عصمته فورا.. لم تتردد وفي هدوء كانت الحياة الزوجية قد عادت لمجاريها. تعلمت الزوجة الكثير من التجربة المريرة.. بدأت تغلق أبواب التدخل أمام أهلها لتعيش معه في سعادة.. هذه المرة مرت 4 سنوات كاملة كانت السعادة ترفرف فيها علي المنزل الصغير، لكن الزن علي الودان أقوي من السحر ولهذا بدأت الزوجة تسلم أذنيها لعائلتها ثانيا.. ساعدها علي ذلك ما تشعر به من فراغ مع انشغال زوجها في عمله ونجاحه وترقيه فيه.. وقبل مرور شهور قليلة كانت تترك منزل الزوجية وتصر علي الطلاق.. أغلقت قلبها وآذنيها في وجه كل ناصح.. وانتهي الأمر بالزوج يلقي يمين الطلاق للمرة الثانية. ولكن لم يمر عام إلا وكان حنين الحب يستيقظ من جديد في قلب الطليقين.. وتدخل الاصدقاء وتم اللقاء والاتفاق علي بداية حياة جديدة لا مكان فيها لطلاق جديد لأنه سيكون الأخير. لكن الزوجة بدأت تطالب بحقوقها المادية وهي بمئات الآلاف من الجنيهات.. وشك اشقاؤها ان زوجها وراء مطالبها.. حاولوا زرع بذور الخلاف من جديد لكن حائط الحب هذه المرة كان قد اكتسب مناعة المقاومة والصمود، فشلوا في إثارة الخلاف أو فتح قضية الطلاق.. وفي النهاية اقتحم ثلاثة من اشقاء الزوجة منزل الزوجية وقيدوا الزوج وهددوه بالانتقام إذا لم يطلق شقيقتهم ويبتعد عنهم.. هددوا شقيقتهم واجبروها علي الصمت.. وتحت تهديد مسدس سريع الطلقات وافق الزوج علي الطلاق، وحضر المأذون ليلقي يمين الطلاق داخل شقة الزوجية. لكن الزوج رفض الاستسلام تحدث مع زوجته فوجدها مازالت تحبه وتريده.. سارع إلي محكمة الأسرة بمصر الجديدة ليقدم دعوي يطلب فيها ببطلان الطلاق لأنه تم تحت تهديد السلاح وطلب احالة الدعوي للتحقيق لاثبات حقه. وفي جلسة التحقيق وأمام هيئة المحكمة برئاسة المستشار محجوب حضرت الزوجة وشقيقها الرابع وشقيقتاها.. وسألت المحكمة الزوجة عما حدث فاعترفت انه تم طلاقها مرتين لخلاف بينهما ولكن في المرة الثالثة طلقها زوجها مجبرا مكرها تحت تهديد سلاح اشقائها.. وشهد شقيقها وشقيقتاها بصحة كلام الزوج وان ثلاثة من اشقائهم اجبروه علي تطليق شقيقتهم لانهم يرونه طماعا لا يملأ عينيه الا التراب.. المحكمة وبعد ان ثبت لها ان الطلاق الثالث تم تحت الاكراه والتهديد وان الزوج لم يكن ينتويه أو يريده. ولأن القانون في مواده والمذهب الحنفي يؤكدان ان طلاق المكره لا يقع.. فقضت المحكمة ببطلان الطلاق الثالث وبأحقية الزوج في استعادة زوجته إلي احضانه ببيت الزوجية.. تدحرجت دمعة علي خد الزوجة واحتضنت يد وقلب زوجها وهما يغادران معا المحكمة.