حاولت ايطاليا أن تخفي فشلها وراء صورة نمطية للبدايات المتراخية في نهائيات كأس العالم لكن السن والبطء هما من تسبب في الإطاحة بمنتخب الازوري من البطولة بشكل مؤلم والان يحيط الغموض بمستقبل كرة القدم الايطالية. وعاد حامل اللقب لبلاده يجر أذيال الخيبة عقب أداء مستسلم أمام سلوفاكيا انتهي بكابوس الهزيمة بثلاثة أهداف لاثنين في اخر مباراة للفريق في المجموعة السادسة وهو ما لخص الاستعداد السيء والافتقار للثقة في نفوس اللاعبين. ويمثل خروج حامل اللقب من البطولة في دور المجموعات أمرا سيئا في حد ذاته الا ان عدم الفوز بأي مباراة تسبب في حالة غير مسبوقة من البحث عن الذات داخل ايطاليا بعد ان كانت الشوارع تعج قبل اربع سنوات بالجماهير الفرحة بفوز منتخب بلادها باللقب العالمي. وكان لاعب الوسط جينارو جاتزو الذي اعتزل الان اللعب دوليا أمينا وبقسوة في الحديث عن الاداء السيء للغاية الذي قدمه منتخب بلاده امام باراجواي ونيوزيلندا في مباراتين انتهت كل منهما بالتعادل 1/1 والهزيمة المفاجئة امام سلوفاكيا التي تظهر لاول مرة في هذا الحدث العالمي في جوهانسبرج يوم الخميس. وقال جاتزو للصحفيين "قبل اربع سنوات حصلنا علي الاشادة والترحيب لاننا كنا الابطال واليوم لعبنا مثل التيوس. لقد تركنا انطباعا سيئا للغاية." واضاف "اعتقد أن الكرة الايطالية قد وصلت الي الحضيض ويجب علينا جميعا أن نتحمل مسؤولياتنا. لقد أسدل الستار."وتمثل حقيقة استسلام ايطاليا وإعلانها أنها لم تكن علي المستوي المطلوب تغييرا جديدا في طريقة التفكير مقارنة بالعويل والنواح الذي أعقب الخروج المبكر من نهائيات كأس العالم 2002 وكأس الامم الاوروبية 2004. وحينها أشتكي المنتخب الايطالي والأمة كلها من قرارات تحكيمية أدت لفوز المنافسين. الا انه لا يمكن لاحد هذه المرة ان يدفع بان هذا السقوط يرجع لاي شيء سوي انه عيب في المنتخب الايطالي.وبدا المدرب مارشيلو ليبي الذي ربما يتساءل الان عن سبب عودته لتدريب المنتخب الايطالي في 2008 بعد ان كان قد وصل الي قمة مجده الشخصي قبلها بعامين صريحا بشكل مدهش في قبوله تحمل المسؤولية كاملة عن هذا الاداء المروع. وقال ليبي "كنت اعتقد صراحة ان اللاعبين الذين اخترتهم يمكنهم ان يقدموا شيئا مختلفا." واضاف "لم استطع هذه المرة أن أحفز اللاعبين مثلما كنت افعل ليس من اجل الفوز بكأس العالم ولكن حتي للحفاظ علي مستوانا عاليا." وسيترك ليبي الان المهمة للمرة الثانية وهي خطوة تم الترتيب لها مسبقا مما سيحميه من بعض من سهام الانتقادات القاسية التي ستنال الفريق علي الرغم من ان بعض المواقع الرياضية حملت عناوين مثل "العودة للوطن بالعار" و"انه خطأ ليبي." وسيتولي شيزاري برانديلي مدرب فيورنتينا السابق مهمة لا يحسد عليها تتمثل في خلافة ليبي بالنظر الي ان التشكيلة كبيرة السن التي خاضت كأس العالم سيتم تسريحها اضافة لعدم افراز الدوري الايطالي للعناصر الجيدة. وتحول فابيو كانافارو (36 عاما) من أفضل مدافع في عام 2006 إلي واحد من أسوأ المدافعين في عام 2010 وهو الذي سينتقل للعب في الإمارات مع أهلي دبي. وتمسك ليبي باللاعب لانه شعر بانه بحاجة لقائد يمتلك خبرة الفوز بكأس العالم الا أن أخطاء كانافارو ادت في النهاية لهدفي باراجواي ونيوزيلندا كما بدا مهتزا أيضا أمام سلوفاكيا. كما تتمثل المشكلة التي يواجهه برانديلي في عدم وجود مدافع ايطالي بارز باستثناء جورجيو كيليني في حين يفتقر سالفاتوري بوكيتي وليوناردو بونوتشي وهما ضمن المنتخب الذي لعب في جنوب افريقيا للخبرة ومستواهما يبدو بعيدا عن لاعبين عظام مثل باولو مالديني. كما ان المعضلة الاكبر بالنسبة لايطاليا هي الافتقار للسرعة والحيلة بين عناصر التشكيلة اضافة لعدم وجود أي بدائل تقريبا ضمن دوري الدرجة الاولي الايطالي. وعلي الرغم من ان انترناسيونالي هو بطل دوري ابطال اوروبا الا ان اي من اللاعبين 11 الاساسيين في المباراة النهائية للمسابقة كان ايطاليا كما ان الفريق لم يقدم اي من المواهب النادرة التي تظهر في دوري الدرجة الاولي الايطالي. ويحتمل ان يكون انطونيو كاسانو صانع العاب سامبدوريا الذي تجاهله ليبي هو اللاعب الايطالي الوحيد الذي يمتلك القدرة علي فك شفرة اي دفاع عن طريق المهارة بينما يتمتع ماريو بالوتيلي البديل الشاب المتمرد في انترناسيونالي بالسرعة والقدرة علي القيام بما هو غير متوقع وهو ما تحتاج اليه ايطاليا بشدة.