بدأت عادة تكريم الامهات فيما مضي منذ آلاف السنين وكان من اول الاساطير المعروف حكايتها والتي يتم تناقلها بخصوص هذا اليوم تلك الاسطورة التي قصها شعب فيريجيا في اسيا الصغري فكانوا يعتقدون ان اهم الهة لهم هي سيبيل »cybele« اي ابنة السماء والارض وكانت ام لكل الالهة الاخري وفي كل عام يقوم الشعب بتكريمها ويعد هذا هو اول احتفال حقيقي لتكريم الام.. ثم جاء اليونانيون القدامي ثم الرومانيون حيث كان لهم ام لكل الهة تسمي »ماجنا ماتر« اي الام العظيمة وتم بناء معبد خاص في »تل بلاتين« وكان الاحتفال بها يوم 51 مارس من كل عام وتستمر هذه الاحتفالية لمدة 3 ايام ويطلق عليه »مهرجان هيلاريا« وتجلب الهدايا وتوضع في المعبد حتي تبعث السرور علي نفس امهم المقدسة.. وكانت العودة للاحتفالات علي يد امرأة تدعي »آنا جارفيس« التي ولدت وعاشت في جرافتون بولاية فيرجينيا ووجدت ان هناك كرها كبيرا بين العائلات بسبب الحرب الاهلية وكانت تسمع امها ان في »وقت ومكان ما، سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الام« بمعني انه اذا قامت كل اسرة من الاسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الام والاحتفال بها سينتهي النزاع والكره الذي يملأ القلوب وعندما توفيت والدة »آنا« اقسمت انها ستكون ذلك الشخص الذي سيحقق رغبة امها وبناء علي طلبها قام المسئولون بالولاية باصدار الاوامر باقامة الاحتفال بعيد الام يوم 21 مايو وهذا هو اول احتفال بعيد الام في الولاياتالمتحدة ثم اصبح هذا العيد عيد قوميا بكل ولايات امريكا .. وقد نشأت الفكرة في بلاد الشرق وتحديدا مصر حين وردت للكاتب الصحفي الكبير الراحل علي أمين- مؤسس جريدة أخبار اليوم مع اخيه مصطفي امين- عندما قامت احدي الامهات بزيارة للراحل مصطفي امين في مكتبه وشكت له حالها وكيف ترملت ورفضت الزواج من اجل ابنها الوحيد حتي تخرج في الجامعة واستقل بحياته وانصرف عنها تماما، فكتب مصطفي وعلي امين في عمودهما الشهير »فكرة« يقترحان تخصيص يوم للام يكون بمثابة رد الجميل وتذكير بفضلها ووافق القراء وبعدها تقرر ان يكون 12 مارس عيدا للام وهو اول ايام فصل الربيع ليكون رمزا للصفاء والمشاعر الجميلة.. وهكذا خرجت الفكرة من مصر الي بلاد الشرق الاوسط.. ويختلف تاريخ الاحتفال به من دولة لاخري كما تختلف التقاليد ففي الهند يكون الاحتفال 1 اكتوبر ويستمر لمدة 01 ايام ويسمي »درجا بوجا«.. اما في فرنسا والسويد يتم الاحتفال اخر احد في مايو وهذا اليوم في كلا البلدين اجازة يطلق عليه »اجازة الاسرة« وتلتف الاسرة بجميع افرادها حول المائدة لتناول العشاء وعند نهاية الوجبة تقدم تورتة للام.. بينما يحتفل الشعب الافريقي بعيد الام بروح حقيقية من خلال الاعتراف باهمية الامهات في حياتهم وشكرهم بغزارة علي كل ما قدموه من حب ورعاية ويقدمون لهم الزهور والهدايا تعبيرا عن شعورهم العميق من الامتنان والعطف وفي هذا اليوم يدلل الاطفال الامهات فيقومون بتحضير وجبة افطار لذيذة في صينية ويضعون وسطها فازة ورد صغيرة.