لا لم يكن نتنياهو يوما ملكا يأخذ كل سفينة غصبا، بل كان زعيم عصابة قطعت الطريق علي سفينة الحرية لمنعها من مهمتها الانسانية في توصيل مواد الاغاثة الي المحاصرين في غزة. ومثلما اراد سيدنا الخضر في سورة الكهف ان يقطع الطريق علي هذا الملك الغاصب , فاراد ان يعيب السفينة حتي لا يأخذها، حاول 007 ناشط علي متن سفينة الحرية الا يعطي قرصان العصر الحديث نتنياهو اي حجة او ذريعة لوصمهم بالارهاب فقرروا ان تكون سكاكين طعامهم من البلاستيك ومع ذلك خرج احد رجال الكوماندوز الاسرائيلي ليشكو" الحقوني، ضربوني بسكينة في بطني" وهو سلوك ليس غريبا علي هؤلاء الرجال اذ ان قائدهم »الادميرال اليعازر تشي ماروم« ضبط في العام الماضي اثناء خروجه »سكران طينة« من ملهي جوجو في تل ابيب وكانت فضيحة لان جوجو ملهي للاستربتيز قضي فيه قائد مخابرات البحرية الاسرائيلية ليلة حمراء.اليعازر كان بمثل وقاحة ضابطه الذي ادعي ان نشطاء سفينة الحرية ضربوه بسكينة فقد زعم اليعازر انه دخل الملهي" علشان يسلم علي صديق له ثم غادر المكان فورا" الا ان احد رواد الملهي سجل بالصوت والصورة ما فعله اليعازر داخل الملهي فاضطر الي الاعتراف والاعتذار. فإذا كان قائد القوة التي اقتحمت سفينة الحرية بمثل هذه الاخلاق الوضيعة فهل نستكثر عليه هو وجنوده ان يملأوا صحف العالم بافتراءات كاضطرارهم الي الدفاع عن انفسهم امام هجمات النشطاء في حين لم يثبت للعالم ان ناشطا واحدا منهم كان معه رصاصة واحدة في حين استخدم الكوماندوز الاسرائيلي كل ما لذ وطاب من رشاشات وقنابل وطائرات هليكوبتر. هل تظنون ان رجلا مسالما مثل المطران كابوتشي سيحمل معه قنبلة او رشاشا او ان الكاتب السويدي الشهير هيننج مانكل »وكان الاثنان علي السفينة« حمل بين طيات اوراقه وأقلامه خنجرا. الاسوأ من ذلك ان الولاياتالمتحدة واعلامها صدق هذه الروايات ورددها وكان الموقف الرسمي اكثر سوءا بالتعبير عن الاسف لازهاق الارواح في حادث السفينة دون حتي إدانة للمتسبب في المذبحة. وليس هذا بمستغرب علي امريكا، فلم يعز عليها مصرع 43 بحارا امريكيا واصابة 711حين قصفت الطائرات الاسرائيلية في 8 يونيو 1967 السفينة الامريكية"ليبرتي"(الحرية ايضا) وهي الحادثة الوحيدة في تاريخ امريكا التي يقتل فيها رعايا امريكان دون ان يجري الكونجرس تحقيقا واحدا اكتفاء بما قالته اسرائيل وقتها بأنها غلطة "ومش هتعود" او " سامحوني ماكانش قصدي". بهذا التصرف تذكرنا واشنطن بما اقدمت عليه شغالة امريكية اسمها "كيا كارول" حين أعلنت عن استعدادها لتنظيف البيوت والغسيل والمكوي والطبخ وهي عارية، مقابل رفع اجرها وكلما زاد تجردها من الملابس ارتفع السعر، وفي الاوكازيون خد قطعة والاخري مجانا. امريكا لم تكتف بدور الشغالة لاسرائيل بل تفعل ذلك وهي عارية تماما. ما حدش يجيلكم في ديمقراطية او حقوق انسان. خير البر عاجله: سفينة الحرية ذكرتني بالسفن التي رآها النبي »صلي الله عليه وسلم« في منامه في الحديث المتفق عليه:" نام رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك ، فقالت ام حرام : ما يضحكك يارسول الله؟ قال:ناس من امتي عرضوا عليًًّ ، غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكا علي الأسرة".