سعىد إسماعىل إعلان الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، ترشيح المهندس خيرت الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية، لم يكن مفاجأة.. فكل من له صلة بجماعة الإخوان، من قريب أو بعيد، وكل من خالطهم وعرف خباياهم، كان يعرف أن الملياردير »الشاطر« قرر بنفوذه وفلوسه الجلوس علي عرش مصر.. وأن المرشد العام، الذي لا يستطيع أي إخواني آخر مخالفة رغباته، أو الخروج علي أوامره، لم يكن في وسعه سوي الموافقة.. وأن حكاية »الاجتماعات« المطولة، والمناقشات المستفيضة، لم تكن سوي تمثيلية لذر الرماد في العيون، وإيهام الجماهير بأن الأمر داخل الجماعة شوري بحق وحقيقي!! الطريقة التي أعلن بها المرشد ترشيح »الشاطر«، كانت تمثيلية ركيكة، ونكتة في منتهي السذاجة.. فالأخ المرشد الذي سبق له التأكيد، أكثر من مرة، علي أن الجماعة لا تطمع في الرئاسة ولا تريدها، وأعلن غضبه علي الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، القيادي الإخواني الذي خرج علي طاعته ورشح نفسه للرئاسة تراجع عن قراره السابق بحجة أن الظروف قد تغيرت.. وأعلن بمنتهي »الاستهبال«، أن المهندس »الشاطر«، قدم استقالته من الجماعة، بعد أن تخلي عن منصبه كنائب للمرشد العام، قبل أن يتقدم لترشيح نفسه للرئاسة!! الشاطر المستقيل من الإخوان يريد الجلوس علي عرش مصر، ليكون في وسعه إقالة الحكومة حين يشاء، وتكليف من يريده بتشكيلها، وأن يختار بنفسه من بين رجاله من يتولي الوزارات السيادية!! الشاطر المستقيل من الإخوان يريد أن يجلس علي عرش مصر، ليصبح القائد الأعلي للشرطة كي يغير ويبدل من يشغلون القيادات الأمنية ويختارهم من الموالين لجماعته!! الشاطر المستقيل من الإخوان يريد الجلوس علي عرش مصر، ليصبح القائد الأعلي للقوات المسلحة كي يتخلص من المجلس العسكري، ويحول الجيش إلي كتائب مسلحة لحماية الجماعة وتطلعاتها، علي غرار الحرس الثوري الإيراني!! هنيئا لك يا شعب مصر بالشاطر وإخوانه!!