يشبه البعض ما سيحدث فى الانتخابات الرئاسية بدورى مثير يصعد منه الأقوياء إلى الدور الثانى أو الإعادة، وأن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وخيرت الشاطر بالتحديد هما طرفا "الديربي" ، وأحدهما سيكون أول رئيس لمصر فى ظل انتخابات حرة ديمقراطية. الشيخ حازم فى تصريح له قبل إعلان الإخوان ترشيحَها لنائب المرشد العام، وجه انتقادًا لقرار الجماعة السابق بعدم الدفع بمرشح لها، ووصفه بالرومانسية السياسية. فى السياسة.. الحالمون والرومانسيون يمتنعون. وقد فهمت من كلام حازم أنه لم يكن يعجبه ذلك الانسحاب الإخوانى، وعليه فلا أتوقع أنه سيقلق من الإقدام. فمن حق أى فصيل سياسى أو اجتماعى أن يترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، والذى يزيده إثارة وقوة أن يشهد منافسة شرسة بين أقوياء ، كل منهم يسعى لأن يكون "البطل" أو الرئيس، تمامًا مثل بطولات كرة القدم التى تضعف بوجود فرق من الكومبارس ، كل غايتها أن تخطف نقطة أو تخسر بشرف وبأقل عدد من الأهداف. الآن على الأقل هناك أربعة مرشحين من التيار الإسلامى، كل منهم يعتقد أن فرصه الأفضل. فقبل إعلان الإخوان ترشيح المهندس خيرت الشاطر، كانت المنافسة ساخنة جدًّا بين أبو إسماعيل والعوا وأبو الفتوح. الآن يضاف إليهم الشاطر الذى تسانده جماعة تملك تنظيمًا جيدًا على الأرض، وحزب يتمتع بالأكثرية البرلمانية وقد تنجح فى التحالف مع حزب النور السلفى لدعم مرشحها. فى يقينى أن الدفع بالمرشح الإخوانى لن يؤثر فى حظوظ أبو إسماعيل، لكنه سيؤثر فى أبو الفتوح، فأعضاء الجماعة الذين كانوا يؤيدونه قد لا يستمرون فى ذلك وهو الأرجح، والقوى الليبرالية التى كانت معه ستوجه أصواتها لمرشح ليبرالى اعتقادًا منها أن فرصته أصبحت كبيرة فى ظل تفتت أصوات الإسلاميين. الاثنان.. أبو إسماعيل والشاطر.. هما "الدربي". الأول بنى قاعدة شعبية كبيرة من الظلم أن نقصرها فقط على الإسلاميين، فالمؤيدون له أصبحوا أكثر اتساعًا من التيار الإسلامى ورأينا بروفة تظهر ذلك يوم الجمعة الماضى عندما تقدم رسميًّا بأوراق ترشحه، وهى بروفة أصابت المنافسين بالخضَّة. خيرت الشاطر سيعتمد بشكل أساسى على القوة التنظيمية لجماعته وعلى ذراعها السياسية - حزب الحرية والعدالة - إلا أنه لا يحظى بالشعبية التى يتمتع بها أبو إسماعيل، إضافةً إلى عامل الزمن.. فهناك فارق بين مرشح يستعد منذ أكثر من عام، وطاف الكثير من المناطق ونظم عشرات المؤتمرات الشعبية التى أظهر فيها مهاراته الخطابية وما يتمتع به من "كاريزما" ومرشح ظهر اسمه فى اللحظات الأخيرة ولم يكن نفسيًّا مستعدًا لذلك. سيكون مطلوبًا من الشاطر أن يختصر العام الذى استعد خلاله أبو إسماعيل فى ثلاثة أسابيع فقط، لكن عيبه أنه لا يملك مؤهَّلات مخاطبة الجماهير ، مع أنه عقلية منظمة جدًّا واقتصادى من الطراز الأول. إنه يضفى على أى حال بُهارات ساخنة للانتخابات الرئاسية، كنا قبل شهر فقط نتساءل: أين هو المرشح الذى يستحق لقب "عزيز مصر"، الآن نرى أكثر من عزيز. [email protected]
