بسبب الانقسامات الداخلية.. الصوفيون لم يشاركوا في الانتخابات علي المجلس العسكري التأني في تسليم السلطة لأننا نحتاج لمزيد من التوعية الشيخ محمد علاء الدين ماضي أبوالعزايم.. الذي يبلغ من العمر الان 86 عاما والذي تلقي تعليمه الابتدائي والإعدادي بمدارس الحلمية الجديدة بالقاهرة ثم الثانوية من الخديوية.. التحق بكلية العلوم جامعة أسيوط وتخرج فيها عام 7691 وحصل علي بكالوريوس علوم قسم جيولوجيا، التحق بالعمل بالهيئة المصرية العامة للبترول وظل فيها حتي وصل الي درجة مدير عام مركز المعلومات الجيولوجية والجيوفيزيقية.. وفي عام 4991 قدم استقالته من العمل ليتولي مشيخة الطريقة العزمية في مصر والعالم الاسلامي خلفا لشقيقه الاكبر الذي توفي... هذه الشخصية الدينية تحمل بداخل قلبها وصدرها هموم مصر وقضاياها ليس بكونه مسلما أو مسئولا عن الطريقة العزمية الصوفية بل لأنه مصري الافكار والهوية ولذلك فإن الحوار معه سوف يدور من خلال العديد من القضايا التي تهم عددا كبيرا من الناس.. وهذه هي تفاصيل هذا الحوار: هل فوجئت بفشل التيار الاسلامي بالشارع السياسي من خلال متابعتك لمناقشات مجلسي الشعب والشوري وردود الافعال للناس في الشارع؟ نعم فوجئت بذلك وكان صدمة وخاصة عندما تكلموا مع وزير الداخلية وكان بطريقة غير لائقة وغير حضارية في مجلس الشعب وقالوا له ما قالوا ثم بعد ذلك مباشرة كانوا يتهافتون علي التصوير معه.. ما هذا التناقض العجيب وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل علي انهم غير فاهمين لما يفعلون وكان مفروضا علي التيار الاسلامي الموجود ان يكون ذا رأي رشيد والعمل علي الوصول للحقائق بدون تجريح وبدون ان يعملوا علي هز صورة المسئول أو إهانته مهما كانت الاسباب بأدب جم واحترام شديد.. ومما يدل علي انهم غير فاهمين لدورهم انهم بين الحين والحين يقولون إننا نستعد لسحب الثقة من الحكومة في حين ان هذا ليس من اختصاصهم علي الاطلاق وإنما هذا من اختصاص الحاكم وبما ان الحاكم غير موجود فيكون ذلك من اختصاص المجلس الاعلي للقوات المسلحة وليس من اختصاص مجلس الشعب وتأكيدا علي ذلك فإن احدي مواد الاعلان الدستوري لا تعطيهم هذا الحق.. وبالجملة فإن علي اعضاء مجلس الشعب. ان يفهموا القانون أولا ثم يمارسون عملهم البرلماني بأدب واحترام في ظل احكام القوانين التي هم بصدد متطلباتها سواء طلبات احاطة أو غيرها.. والا فكيف تصلح تشريعاتهم للمجتمع. فازوا بالرشوة اذا كان التيار الاسلامي ممثلا في الاخوان والسلفيين قد خاضوا تجربة الانتخابات فلماذا لم يشارك التيار الصوفي في هذه المهمة الوطنية؟ هم في الحقيقة هؤلاء الناس قد فازوا في الانتخابات نتيجة للرشاوي التي قدمت منهم للمواطنين- لعامة الشعب والفقراء- مثل تقديم كيلو سكر ونصف كيلو شاي وكيلو زيت وكيلو لحم وانبوبة بوتاجاز فهذا كله يعتبر رشوة وليس نجاحا حقيقيا. فالنجاح الحقيقي يأتي نتيجة النزاهة وليس كما يقول المثل اطعم الفم تستحي العين ومصداقا لقول النبي »صلي الله عليه وسلم« في الحديث الشريف لعن الله الراشي والمرتشي والرائش »الوسيط«. اما التيار الصوفي لم يشارك لان بعض هذا التيار يقول ليس لنا دخل في السياسة وهذا من وجهة نظري خطأ، هذا من ناحية ومن ناحية أخري انه كان هناك انقسامات بين ابناء التيار الصوفي والحمد لله انتهت هذه المشكلة منذ اسابيع فقط واصبحنا جميعا يدا واحدة وانا اقول ان عدم اشتراكنا خطأ لان السياسة في جميع مناحي حياتنا وباعتبار ان التيار الصوفي جزء لا يتجزأ من الشعب وبالتالي لابد ان يكون لنا دور في السياسة العامة للبلاد.. لكن اعود واقول ان القمع الذي حدث في العهود السابقة للصوفية والدين وتهميش الدين والقبض علي الاخوان المسلمين مما جعل الصوفية »رجال الصوفية« يبتعدون عن مهاترات السياسة وبعد الثورة اجتمعنا وقلنا لابد من المشاركة وقمنا بالفعل بتوعية الجماهير وكيف يختارون الاصلح للبرلمان المصري. تفرقة عنصرية هل لك ملاحظات قام بتدوينها مشايخ الطرق الصوفية علي أداء الذين ينتمون الي التيار الاسلامي في الشارع المصري؟ نعم لوحظ فرض الدين علي الانتخابات مما جعل هناك فيه تفرقة عنصرية كما جعلوا الدين وسيلة للنجاح في الانتخابات وهذا استغلال للدين في الوصول الي المآرب الدنيوية وكان من الافضل ان يعبر عن حجمه الحقيقي ويترك الاختيار الحر للناس. ولو أن الصوفية كانت مكان هؤلاء الناس ماذا كان سيحدث؟ لو أن الصوفية مكان هؤلاء لكانت الامور الآن في وضعها الطبيعي وبدون تقديم ما يؤثر علي رأي رجل الشارع بشكل أو بآخر وهنا سيظهر حجم الصوفية الحقيقي وللحق اقول إن هناك اناسا غير مسلمين لكن عندهم افكار بناء ومفيدة للوطن فالقضية ليست قضية مسلمين ومسيحيين وليبراليين ولكن القضية من سيقدم الاصلح للبلاد والعباد. التأني في تسليم السلطة ولماذا اختفي اصحاب التيار الاسلامي من خدمة الناس في الشارع بعد ظهورهم لأداء هذه الخدمات أثناء الانتخابات البرلمانية؟ هؤلاء الناس قدموا الرشاوي ونجحوا ولم يعودوا يحتاجون الي الناس ومن هنا فإن علي الشعب المصري ان يعي ما حدث وان يكون قد تعلم درسا لاي انتخابات قادمة بإذن الله وأقول للمجلس العسكري المفروض التأني في تسليم السلطة لان الشعب المصري يلزمه توعية جادة من خلال الطرق الصوفية وعلماء الازهر والاوقاف ليعلم الجميع الحقوق والواجبات من اجل المصلحة العامة للبلد وليس من اجل المصلحة الشخصية من خلال كيلو لحم أو انبوبة بوتاجاز مثلا. وما هي مواصفات رئيس الجمهورية القادم؟ وهل سيكون للتيار الصوفي تأييد لمرشح معين؟ في تصوري ان الرئيس القادم لابد أولا ان يكون مثقفا مستوعبا لجميع مهام رئيس الجمهورية من خلال الدستور والقوانين وان يتقي الله في الرعية وان يؤمن بالحرية لجميع الشعب المصري- حرية منضبطة- وان سلوكه قولا وعملا العدل والمساواة بين جميع ابناء هذا الوطن العزيز. وأن يكون عسكريا مدنيا بمعني أن يكون عسكريا سابقا لكنه الآن مدني لان طبيعة الشعب المصري تتطلب ذلك وخاصة في هذه الظروف التي تمر بها البلاد ونحن كصوفيين سنؤيده بكل ما نملك لان الشارع المصري فيه انفلات اخلاقي قبل الامني ومعدوم الوعي. واتفقنا كصوفيين في الجمعية العمومية لنا في 52 فبراير الماضي علي اننا سنجلس معا بعد انتهاء التقدم للرياسة ونتفق علي دعم مرشح معين سنختاره وأعتقد أنه سيكون من بين ثلاثة اشخاص احمد شفيق وعمرو موسي وحمدين صباحي. لم تحصل هل الصوفية حصلت علي مميزات بعد ثورة يناير 1102 لم تكن موجودة من قبل؟ لم تحصل علي أية مميزات علي الاطلاق مع العلم ان الطريقة العزمية كانت هي الاكثر تأييدا للثورة منذ بدايتها وقدمت اقتراحات للمسئولين عن الدولة. اقتصاد البلاد الآن شبه منهار ماذا يقول الصوفيون لمن يتظاهرون ويعتصمون ويعطلون مصالح الوطن مما يزيد الحال سوءا؟ الذين يطالبون بالحقوق دون أداء الواجبات هم خائنون للوطن لان مصر محتاجه لكل جهد ومحتاجه لكل قرش يتم توفيره لها فكيف لهؤلاء يطالبون بحقوق ولا يؤدون الواجبات.. وخاصة الموقف مع أمريكا وقضية المعونة فالواجب علي الكل ان يتكاتف في العمل والانتاج حتي تقف مصر شامخة مرفوعة الرأس غير محتاجه لغيرها. وأقول لكل مواطن يعطل وسائل المواصلات أو يقطع الطريق أو يعطل الانتاج ويرهب الناس ويخوفهم فهو خائن لدينه ولوطنه ويستحق أقصي العقوبة ومن هنا يجب التكاتف في كل شيء في الامن في العمل حتي تسير عجلة الانتاج لان مصر بهذا الشكل مهددة بالإفلاس فكيف يساهم هؤلاء الخارجون وببجاحه في إفلاسها. نشاطنا قادم كيف يمكن أن يستفيد رجل الشارع مما تدعو إليه الصوفية من مباديء يمكن ان تسهم في حل قضايانا الحالية؟ الأزمة الموجودة في البلاد هي أزمة أخلاقية والصوفية تدعو إلي ترسيخ الأخلاق بين أفراد المجتمع فلو تمكنت الصوفية من نشر دعوتها الاخلاقية في هذه الامة لنجحت هذه الامة وبالتالي فإن نشاط الطرق الصوفية من المفترض ان يزداد وان تدعم الدولة الطرق الصوفية.. بحيث تتمكن من عقد مؤتمرات وندوات توعية للجماهير في شتي محافظات الجمهورية وتصل الي القري والكفور والنجوع وان شاء الله في الايام القادمة سنعمل جاهدين علي تفعيل ذلك النشاط وأنا اتفقت مع الشيخ عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية علي بدء هذا النشاط وكيفية التعاون فيما بيننا. وعندي ملاحظة.. وهي انني انزعجت مما قاله وجدي غنيم علي النت وموقفه المعادي للبابا شنودة وللمسيحيين وأنا ضد فكر وجدي غنيم.. ويجب أن يحاسب علي ما يقوله لأننا جميعا في مصر مصريون بصرف النظر عن أي مذهبية المهم هي مصلحة مصر العليا. نعم ولكن هل أنتم من انصار التعاون بين الصوفية وبقية التيارات الاسلامية مثل الاخوان والسلفيين.. وهل هناك عوائق يمكن أن تعطل هذه الخطوة؟ الاخوان المسلمون منذ نشأتهم هدفهم ليس الاسلام في المقام الاول وانما الهدف الحقيقي هو الوصول الي الحكم بأي شيء وبأي شكل.. وتجربتنا مع الاخوان المسلمين في بلاد اخري يعني مثلا ثورة الانقاذ بالسودان هي اقدم ثورة قام بها الاخوان المسلمون وحكموا فيها وكانت نتيجة الحكم تقسيم السودان الي جنوب وشمال وفي ليبيا ايضا كسب الاخوان الموجة فيها وبدأ التقسيم فيها وفي اليمن ايضا وأنا اخشي علي مصر من هذا ان يحدث فيها وأنا اشك فيما حدث في بورسعيد وما حدث في السويس. فنحن علي استعداد للتعاون مع اي تيار مهما كان توجهه الفكري من اجل مصلحة مصر وخاصة الاخوان ولكنهم يريدون الان الحكم والسلطة ونحن نريد أحكم الحاكمين سبحانه وتعالي وبالتالي لن يكون هناك اتفاق علي الاطلاق بين الصوفية والاخوان. التهميش ماذا كان عن النظام السابق ورؤيته للصوفية كجماعة تهدف الي خدمة الاسلام والمسلمين؟ في الحقيقة ان النظام السابق وعلي رأسه حسني مبارك همش الجميع همش الصوفية والازهر والاخوان وكل الجهات ذات الصلة بالدين.. وعلي حد قول احد المرشحين للرياسة عن مبارك انه إن لم يكن خائنا فهو خائب.. ولكني اقول انه ليس خائبا ولكنه خائن بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان لانه في الحقيقة مبارك خدم اسرائيل اكثر مما خدم مصر.