مع تردد اسم «عبدالهادي القصبي» شيخ المشايخ الصوفية في الساحة الانتخابية، زاد الحديث عن الكتلة التصويتية للحركات الصوفية التي تضم الملايين من أصوات الناخبين، وسط دعوات من قياداتهم للمشاركة في الانتخابات وتحديد وجهاتهم، واضطروا علي اثر ذلك رفض تشبيههم بالإخوان، لأنهم مصريون لا يشاركون بنفوذهم الدينية ويخوض عدد من المنتسبين لهذه الطرق من بينها الطريقة العزمية يزيد علي كل مرة، مما أثار التساؤلات حول الطموحات السياسية لهذه الطرق، من ناحيته قال «القصبي» شيخ مشايخ الطرق، والأهداف التي يسعي إليها مشايخ الطرق من وجود أتباع داخل مجلس الشعب المرتقب؟! من ناحيته قال القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية إن أهل التصوف ليس في أجندتهم طموحات سياسية ولا ينظرون إلي الحكم بينما أهل التصوف يسعون إلي تربية النفس البشرية والوصول إلي الغاية السامية وهي التقرب إلي المولي عز وجل، ومع ذلك يري القصبي أن المتصوف مواطن مصري ويجب أن يشارك في العملية الانتخابية ولا يقاطعها، فلكل صوفي أن يشارك في الانتخابات، لأن الدستور اعطانا حق الانتخاب، ويجب أن نكون أمناء في ذلك باعتبار أن المشاركة في الانتخابات أمانة ومقاطعتها خيانة وذلك من أجل اختيار الأصلح. فيما يؤكد الشيخ «الحسيني أبوالحسن» شيخ الطريقة الجوهرية أن رأي الصوفيين الحقيقيين هو أننا ليست لنا رغبة في السياسة لأن الوقت كالسيف وإذا اقتطعنا وقتاً في السياسة فكأننا نبعد أنفسنا عن طاعة الله وكيفية الوصول إلي معية الله، فنحن وقتنا كله طاعة، والسياسة ستبعدنا تماما عن المنهج الصوفي المتطلب الزهد، مشيرا إلي أن للسياسة رجالها وللطب رجاله وللصوفية رجالها، معتبرا أن هذه ليست سلبية ولكنها انقطاع لله ونحن نعمل في المجتمع في مهن مختلفة ونجعل من العمل عبادة. وأضاف أن الأصل في الصوفي ألا يمارس سياسة، ولكن لا مانع من أن يعمل في السياسة، فلا مانع أن يكون عضوا بمجلس الشعب، لكن ليس له مآرب سياسية وليس هدفه السلطة، فنحن خلاف الإخوان المسلمين «الجماعة المحظو رة قانونا» فهم يريدون السلطة بعملهم في السياسة بينما الصوفي إذا عمل في السياسة فإنما يهدف إلي خدمة مجتمعه. بينما يشير عبدالحليم العزمي المتحدث الإعلامي باسم الطريقة العزمية إلي أن الصوفيين ليسوا بعيدين عن السياسة فهم أعضاء بمجلسي الشعب والشوري وعددهم يفوق عدد الإخوان المسلمين لكن ليسوا بشكل تنظيمي صوفي فالطريقة العزمية لها خمسة أعضاء بمجلس الشعب لكنهم لا يتحدثون باسم الصوفية في التيار السياسي لأن السياسة شيء والعمل الصوفي شيء آخر. وأكد أن التصوف كتيار إسلامي لا يمارس سياسة لا في الانتخابات ولا في غيرها، وقال: «نحن كصوفية لا نقول إن العضو الصوفي لابد أن يكون منتميا لحزب أغلبية أو حزب بعينه لكن عليه أن يمارس عمله بما تمليه عليه شخصيته وتربيته الصوفية في خدمة المجتمع. واستطرد: «الصوفيون يقومون بدورهم السياسي إذا طلب منهم دور لكنهم غير طالبي سياسة وهناك مقولة أبوالعزائم يؤكد فيها: «نحن لا نطلب كرسياً ولكن نطلب أحكم الحاكمين، فالمنصب السياسي ليس مطلباً لدي المتصوفة، حتي الانتخابات نحن لا نتدخل فيها كطرق ولكن أتباع الطرق لهم حرية ممارسة السياسة بشكل فردي وهذا ليس باسم التصوف، فنحن نمارس السياسة ولكن لا نقبل أن نكون تنظيماً سياسياً باسم الصوفية». وأضاف ضابط المجتمع هو التصوف فإذا كانت هناك تيارات تريد إحداث اضطراب في البلد عن طريق السياسة فالذي يهدئ المجتمع هم الصوفيون، لأنهم يدعمون كل ما يحقق الاستقرار في البلد. الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية أكد من جانبه أن الصوفية تساند ولا تتدخل في السياسة بمعني الوقوف مع الحاكم، حيث قال صلي الله عليه وسلم: «من خرج علي الحاكم مقدار ذراع مات ميتة الجاهلية» أي مات علي الكفر ونعوذ بالله من ذلك، موضحا أن الصوفي ينشغل بذكر الله والتقرب إليه من خلال عمله ومن خلال عبادته، أما إذا كان الصوفي سياسيا فيجتهد في عمله السياسي ولا يخلط عمله، أي أن يجعل من عمله عبادة للتقرب من الله جل جلاله وهذا مذكور في العقائد الصوفية التي من أحاديثه صلي الله عليه وسلم والكتاب الكريم لرب العالمين يتضح أن الإتقان في العمل من أساس المؤمن ومن أساس كل عابد يريد أن يتقرب لمولاه.. والنشاط السياسي للصوفية أنهم جنود تحت راية ولي الأمر ولا يخرجون عليه.