جاء المؤتمر الدولي التاسع لكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا متحدياً كل ما يحدث في مصر من أزمات متلاحقة وذلك بإرادة قوية من الفنان الدكتور أحمد رجب صقر عميد الكلية ومعاونيه من الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالكلية، وفي تمام الثانية عشرة ظهر الأحد الماضي افتتح المؤتمر بحضور اللواء سراج الدين الروبي محافظ المنيا الذي أشار إلي أهمية الكلية في تنمية المواطنين ثقافياً مضيفاً إلي ذلك أن مدن المحافظة في حاجة إلي لمسة فاعلة من الجمال.. وبادر بأن المحافظة ستتكفل بنفقات تنفيذ هذا المشروع.. وهذه مبادرة حضارية، وبحضور الأستاذ الدكتور محمد أحمد شريف رئيس الجامعة الذي تحدث عن أهمية الفن وقال ».. إذا كان الفن أداة للتعبير عن مكنون الشخصية فإن الشخصية تتشكل من خلال ما يعتنقه الفرد من أفكار وما يكتسبه من خبرات وما يعايشه من عادات وتقاليد ومنها تنشأ الثقافات للأفراد والمجتمعات..« وجاءت كلمة رئيس المؤتمر الفنان أحمد صقر »يعد مفهوم (الآخر) عنصرا أساسيا في تأكيد هوية الفرد بما يشكل دوره وقيمه ومنهج حياته مع ما حوله من بشر دون تمييز في الجنس أو الدين أو السياسة وحتي المسائل العرقية.. وهو تفاعل بيئي يقود إلي الوحدة.. وحدة الإنسانية مع التعدد والتنوع والثراء..« وتم تكريم بعض من رؤساء جامعة المنيا السابقين لمساهمتهم في دعم وتطوير الكلية، وجاء موضوع المؤتمر »الفن وثقافة الآخر« اشترك فيه علي مدي ثلاثة أيام بدءاً من الأحد الماضي 531 باحثاً يمثلون جامعات العراق، الأردن، حلوان، أسيوط، الاسكندرية، قناة السويسوالمنيا.. وأقيمت عدة أنشطة دولية في غاية الأهمية أولها »ملتقي الفخار الدولي« ضم فنانين من »تركيا، هولندا، السويد، ألمانيا، اسبانيا وتونس«، أقيم الملتقي بكلية الفنون الجميلة علي مدي أسبوعين بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة وأقيم معرض ضم أعمالاً نادرة في هذا المجال وتم تكريم الفنانين بحضور محافظ المنيا ورئيس الجامعة والشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة، وأشرف علي هذا الملتقي الخزاف المتميز خالد سراج المدرس بكلية الفنون التطبيقية، والفنان هيثم عبدالحفيظ مدير عام الفنون التشكيلية بالهيئة، كما افتتح معرض الطفلة مرام مصطفي العزبي والتي تبلغ من العمر خمس سنوات.. وضم المعرض رسوماً بالحاسب الآلي والجواش والرسم، تمتلك الطفلة موهبة فذة تظهر في بنائيات عناصرها وألوانها المتجانسة والمتباينة في نفس الوقت وتنوع مذهل ومفردات ناضجة وإحكام يسبق عمرها الزمني، وجاء معرض الفنانين الشباب الدولي.. مفاجأة بكل المقاييس في مجال فن الجرافيك، ضم 051 عملاً فنياً يمثلون 71 دولة بالإضافة إلي شباب كلية الفنون الجميلة بالقاهرة والاسكندرية والأقصر والمنيا، والأعمال تتألق علي المستويين الفكري والتقني.. ويعد هذا المعرض دروسا مستفادة لطلاب الكلية، وأقيم المؤتمر تحت رعاية الأستاذ الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة، وجدير بالذكر أن مجلس الجامعة وافق خلال اجتماعه يوم الثلاثاء الماضي علي موضوع المؤتمر العاشر المزمع إقامته العام القادم »الفن واللغة« والذي سيقام بالتعاون مع كلية الآداب بالجامعة، وجاءت مناقشات الأبحاث علي قدر كبير من الموضوعية، وتحظي كلية الفنون الجميلة بالمنيا بمتحف يعد الثاني بعد المتحف المصري للفن الحديث بالقاهرة كماً وكيفاً بدءاً من الرواد وحتي الآن، ونهر الفن لاحظ بأن بعض أعضاء هيئة التدريس لم يحضروا المؤتمر وهذا يعد تصرفاً سلبياً لأن المصلحة العامة فوق الجميع، وتستوجب التعاون والتكاتف من أجل مستقبل أفضل لأبناء هذا الصرح، وأحمد صقر العميد المنتخب يعد من الفنانين الذين يحملون آمالاً وطموحات بدون حدود وهو قادر علي قيادة هذا الصرح ولم شمل هذه الأسرة الإبداعية.