محمد بركات هناك ثلاثة تشابكات حادة يدخل فيها الإخوان وحزبهم، أو ذراعهم السياسية طبقاً لما هو متعارف عليه في الساحة السياسية، طرفا أساسيا الآن ومنذ فترة، ولهم فيها موقف حاد يتصاعد كل يوم، مع أنه يؤثر بالسلب علي الانطباع الذي كان سائدا وغالبا لدي جميع المصريين عن الإخوان، وما يظنونه بهم من الحكمة والحنكة في التعامل مع الواقع، ومعالجة الأزمات. والقضايا أو التشابكات الثلاثة طبقا للترتيب الزمني لها، هي أولا: إصرارهم الشديد علي الهجوم الدائم علي حكومة الدكتور الجنزوري، وتلويحهم المستمر بسحب الثقة منها، بغض النظر عن مخالفة ذلك لنصوص الإعلان الدستوري، أو عدم مخالفته لها، في الوقت الذي يشعر فيه كل المواطنين بأن الحكومة تبذل غاية الجهد في مواجهة المشاكل الخطيرة والجسيمة المتفجرة والحادة والشائكة التي تمر بها البلاد حالياً. وقد ترك ذلك أثرا سلبيا لدي المواطنين تجاه الإخوان وحزبهم، وينتقص من رصيدهم ولا يضيف اليه، بالإضافة الي أنه يؤكد مقولة إن الإخوان يتعجلون السيطرة والاستحواذ علي السلطة التنفيذية بجوار التشريعية، ولا يستطيعون الصبر لشهرين أو ثلاثة، حتي انتهاء الفترة المؤقتة. وثانيا: تلك الأزمة الحادة التي اشتعلت بخصوص تكوين وتشكيل الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور، وإصرارهم علي استمرار وجودها بالصيغة الحالية، رغم الاعتراضات من جانب كل القوي والأحزاب والفاعليات السياسية، داخل وخارج البرلمان، ورغم كل الشبهات القائمة والمثارة بأن هناك عوارا واضحاً في المنهج والشكل الذي تم تشكيلها به، وفي الموضوع أو الجوهر لعدم تمثيلها لكل ألوان الطيف في المجتمع المصري. وقد ترك ذلك انطباعا لدي عموم المواطنين بغيبة المشاركة، والأخذ بمفهوم ومنطق المغالبة من جانب الإخوان وحزبهم، علي عكس ما كانوا يقولون ويؤكدون. وثالثا: ما يلوحون به منذ فترة بأنهم في صدد اختيار مرشح منهم لمنصب رئيس الجمهورية، وذلك بالمخالفة لما أعلنوه وأكدوا عليه قبل ذلك عدة مرات بأنهم لن يقوموا بذلك، ولايريدونه، حرصا منهم علي تأكيد مبدأ المشاركة، ورفضاً من جانبهم للاستحواذ علي كل السلطات،..، وهذا أن تم وترشح أحدهم للرئاسة، سيؤدي بالقطع الي تهديد مصداقيتهم، ويؤثر علي ثقة الناس بهم وشكهم في مدي التزامهم بما يقولون ويعلنون. والسؤال الآن : هل يدرك الإخوان ذلك؟! أرجو أن يدركوه قبل فوات الأوان.