إذا كانت جماهير الاهلي تستحق التعاطف والتخفيف عنها من ويلات الآلام التي تجرعتها لسقوط عشرات القتلي من خيرة شبابها في مجزرة ستاد المصري البئيسة.. وإذا كانت جماهير بورسعيد تستحق الدعم والمؤازرة لاثبات براءة غالبيتها والتأكيد علي أن القلة منها هي التي ارتكبت هذه الجريمة الشنعاء والندرة بينها هي التي اقترفت هذه الجناية النكراء.. فأن ما يشغلني حالياً ليس هؤلاء وهؤلاء بقدر ما تشغلني بقية جماهير مصر التي يربو تعدادها علي المائة مليون نفس.. التراس الاهلي لن يرضيه ويخفف عنه خاصة المكلومين والثكالي منهم لو اصدرت الجبلاية واتحادها المهزوز والمنبوذ قراراً بقتل نصف جماهير المصري عقاباً علي المجزرة بل لعل الالتراس الاحمر سيسأل عن موقف النصف الثاني.. وجمهور المصري لن يسعده ويقنعه لو أن الاتحاد الضعيف والرهيف اتخذ قراراً بمكافأة الجناة بالملايين وسيخرج منهم من يطالب بأن تكون المكافأة بالمليارات. ما أقصده ان الساحة الرياضية تعج بالفوضي وتزخر بالهياج .. وأن النغمات التي تصدر منها كلها فردية وفئوية وغير عقلانية.. ولا أحد يشعر بأن مصر مقدمة علي أخطار قد تأتي علي الاخضر واليابس.. هناك أزمة بنزين وسولار.. وستأتي ازمات تلو الازمات قد تصل للقمة العيش وكسرة الخبز وحبة الملح .. ويا أخوة شهداء ستاد المصري البئيس نحسبهم عند بارئهم في جنة الخلد.. ونحن في نار الازمات التي نصنعها بايدينا.. ولنسع جاهدين علي الابقاء علي الانفاس اللاهثة لمصر بمقاومتنا للايدي العابثة.