محمد عبدالمقصود يثور لغط شديد هذه الايام حول تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وهل يحق لأعضاء البرلمان بمجلسيه أن يكونوا أعضاء في هذه الجمعية أم لا.. وهل يتم تشكيل الجمعية بالانتخاب أم بالاختيار.. وهل وجود أعضاء البرلمان في الجمعية التأسيسية دستوري أم لا.. والحقيقة أنني مع رأي فقهاء القانون الدستوري الذين يؤكدون ويصرون علي أن الدستور لا يجب ان يضعه اعضاء البرلمان لأنه هو الذي يحدد مهامهم واختصاصاتهم واختصاصات رئيس الجمهورية ومهام كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ولا يعقل أن يشارك البرلمانيون في وضعه لانهم متغيرون.. والدستور دائم.. وستكون هناك مثالب ومأخذ كثيرة علي هذا الدستور ومن وضعوه. وفي رأيي ان من يضع الدستور هم فقهاء القانون الدستوري وعندنا منهم جهابذة وعلماء شاركوا في وضع دساتير الدول العربية.. وشاركوا في وضع الدساتير السابقة لمصر.. وان تطرح مسودة الدستور علي الشعب بجميع فئاته وطوائفه لمناقشتها وإبداء الرأي فيها واجراء استفتاء عليها بعد تدارك كل الملاحظات التي قد يبديها البعض علي مواده.. وذلك خلال فترة زمنية محددة. ولا يعقل ان يشارك لاعبو الكرة والفنانون والطلاب وغيرهم من ممثلي النقابات والهيئات في وضع دستور البلاد مع احترامي لهم جميعا.. ولكنهم جميعا مدعوون لإبداء الرأي فيه بعد اعداده.. ويمتنع البرلمانيون تماما عن المشاركة في وضعه خاصة وأن الاغلبية في البرلمان.. والاغلبية من اعضاء الجمعية التأسيسية ينتمون للتيار الاسلامي وهو ما يثير خوف وقلق الليبراليين والعلمانيين والأقباط من أن يأتي الدستور ليخدم مصالح فئة بعينها أو جماعة بذاتها لها الاغلبية في البرلمان اليوم وقد لا تكون لها الأغلبية غدا. ورغم ان الجمعية التأسيسية قد تم تشكيلها.. وسوف تبدأ عملها اليوم الا ان الانسحابات المتوالية من عضويتها يجعلنا نعيد النظر في طريقة تشكيلها وفي طريقة اختيار أعضائها.. وأن نرضخ للاصوات العاقلة التي تريد ان يأتي الدستور غير معيب أو به عوار من أي نوع لانه هو الذي سيحكم الجميع علي مدي السنوات القادمة.. ولست مع مشاركة كل أطياف الشعب في وضع الدستور.. بل اؤيد وبشدة مشاركة كل أطياف الامة في مناقشة مسودة القانون بعد وضعها ثم الاستفتاء الشعبي عليه. أما الطريقة التي تم بها تشكيل الجمعية التأسيسية واحتكار الأغلبية في البرلمان ل05٪ من مقاعدها.. وانتخاب عدد ممن يمثلون التيار الاسلامي من خارج البرلمان لعضوية الجمعية فيجب إعادة النظر فيها. كلمات حرة مباشرة: اصرار جماعة الإخوان أو الحزب المنبثق عنها علي خوض انتخابات رئاسة الجمهورية يتنافي تماما مع ما أعلنوه من قبل من انهم لن يرشحوا أحدا منهم لهذا المنصب ولن يؤيدوا أي أحد ينتمي للجماعة يترشح لهذا المنصب مما جعل الشعب يتساءل: أما يكفي الاخوان ما حصلوا عليه من رئاسة البرلمان بمجلسيه والاستحواذ علي أغلب اللجان الهامة في المجلسين.. ويطالبون بمنصب رئيس الوزراء ثم منصب رئيس الجمهورية.. يعني ببساطة »كوشوا علي كل شيء« هذا ما يجعل الناس تفقد الثقة تدريجيا فيهم ولا تصدق شعاراتهم.. ويشعرون أن الحزب الوطني عاد مرة أخري في صورة الاسلاميين.